مجتمع

مختص في المياه لـ"الترا تونس": تراجع ملحوظ في طاقة خزن السدود بنسبة 30.4% لهذه الأسباب

2 سبتمبر 2025
السدود في تونس بلعيد.jpg
حسين الرحيلي لـ"الترا تونس": تونس تواجه تحديات في إدارة المياه، منها تراجع الهطولات المطرية في مناطق رئيسية، وارتفاع درجات الحرارة لفترات طويلة (فتحي بلعيد/Getty/Afp)
فريق التحرير
فريق التحرير

مع انتهاء فصل الصيف واقتراب موسم التساقطات المطرية، سجلت تونس تراجعًا ملحوظًا في طاقة خزن السدود بنسبة 30.4%، وفق أحدث البيانات بتاريخ 29 أوت/أغسطس 2025، بحسب ما كشفه المختص في التنمية والتصرف في الموارد المائية، حسين الرحيلي لـ"الترا تونس".

وأكد الرحيلي أن "تراجع طاقة الخزن ليس نتيجة التسربات، وإنما يعود إلى عدة عوامل متشابكة، أولها عمليات السحب اليومية المكثفة، حيث يتم سحب حوالي 2 مليون متر مكعب يوميًا لتلبية احتياجات الشرب والزراعة والصناعة، وثانيها غياب الأمطار منذ أواخر جوان/يونيو 2025، ما أدى إلى عدم تجديد المخزون المائي في السدود".

مختص في التنمية والتصرف في الموارد المائية لـ"الترا تونس": سجلت تونس تراجعًا ملحوظًا في طاقة خزن السدود بلغ 30.4% بسبب عمليات السحب المكثفة

كما قال الرحيلي لـ"الترا تونس" إن "الخارطة المطرية تغيرت، حيث أشار إلى أن الأمطار الأخيرة تركزت في مناطق مثل القيروان وسيدي بوزيد وبعض مناطق الوطن القبلي والساحل، وهي مناطق لا تحتوي على سدود، ما يعني أن المياه هطلت دون زيادة المخزون في السدود"، وأضاف أن "هذه الظاهرة تعكس تأثير التغيرات المناخية على توزيع الأمطار في تونس"، مؤكّدًا أن "نمط الهطولات المطرية التقليدي لم يعد مستقرًا كما في الماضي".

وأشار الرحيلي إلى أن "الاعتماد التقليدي على السدود الكبيرة لم يعد كافيًا، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، إذ إن معدلات تبخر المياه من هذه السدود مرتفعة جدًا، ما يقلل من فعاليتها في تخزين المياه على المدى الطويل"، موضحًا: "اليوم نحن أمام ستة أشهر من الحرارة المرتفعة، وهو ما يزيد فقدان المياه بالتبخر ويجعل السدود الحالية أقل فاعلية". وأضاف أن "الاستراتيجية المائية التقليدية لا تزال كلاسيكية، حيث يركز التخطيط على بناء سدود جديدة دون البحث في حلول مبتكرة لإدارة الموارد المائية بكفاءة أعلى".

ودعا الرحيلي إلى اعتماد مجموعة من الحلول البديلة، تشمل "السدود الجوفية لتقليل التبخر والحفاظ على المياه لفترات أطول، والأحواض العمرانية لتخزين المياه الناتجة عن الأمطار في المناطق الحضرية، ونقاط التجميع المؤقتة للمياه في المدن الكبرى مثل صفاقس، ومناطق الجنوب والساحل، لاستغلال المياه الموسمية التي غالبًا ما تضيع، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لمراقبة مستويات المياه وتحليل بيانات المناخ للتخطيط المسبق خلال الفترات الجافة"، مؤكّدًا أن "هذه الحلول تساعد على استدامة الموارد المائية وتقليل الهدر الناتج عن التبخر والإدارة التقليدية".

مختص في التنمية والتصرف في الموارد المائية لـ"الترا تونس": ملف المياه يجب أن يُستقل عن وزارة الفلاحة، نظرًا لأن الأخيرة من أكبر مستهلكي المياه وإنشاء وزارة متخصصة في المياه تكون مسؤولة عن صياغة استراتيجية متكاملة لإدارة المياه

وأشار الرحيلي إلى أن "ملف المياه يجب أن يُستقل عن وزارة الفلاحة، نظرًا لأن الأخيرة من أكبر مستهلكي المياه"، واقترح "إنشاء وزارة متخصصة في المياه تكون مسؤولة عن صياغة استراتيجية وطنية متكاملة لإدارة المياه، والإشراف على مياه الشرب والصرف الصحي، ومراقبة المياه المعلبة، واستغلال مياه الأمطار والتساقطات المؤقتة"، وذكر أن "هذه الخطوة ضرورية لضمان حوكمة شاملة للموارد المائية ومواجهة تحديات التغير المناخي".

اقرأ أيضًا: الاستمطار في تونس.. هل يكون حلاً لندرة المياه؟

وحذر الرحيلي من أن "تونس تواجه تحديات مركبة في إدارة المياه، منها تراجع الهطولات المطرية في مناطق رئيسية، وارتفاع درجات الحرارة لفترات طويلة، والتبخر الكبير من السدود والبحيرات الصناعية، والضغط المتزايد على الموارد المائية بسبب النمو السكاني والتوسع الزراعي والصناعي"، وشدّد على أن "هذه التحديات تتطلب وعيًا جماعيًا وإجراءات استراتيجية مستدامة تشمل التخطيط طويل الأمد، وتنويع مصادر المياه، وتحسين كفاءة الاستهلاك، والاستثمار في البحث العلمي والابتكار".

وفي وقت سابق، أعلن عز الدّين بن الشيخ، وزير الفلاحة في تونس، أنّ الوزارة بصدد تنفيذ مجموعة من المشاريع النموذجية بالتعاون مع جهات مانحة، تهدف إلى تحسين إدارة الموارد المائية السطحية والجوفية وتعزيز استغلال الأراضي المروية باستخدام أحدث التقنيات المتقدمة.

وأضاف الوزير أنّ الوزارة تعمل على برنامج الاستمطار بالتنسيق مع وزارتي الدفاع الوطني والنقل، إلى جانب برنامج للحد من تبخر المياه بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فضلاً عن عدد من المبادرات الأخرى الرامية إلى رفع كفاءة استخدام المياه وضمان استدامتها في القطاع الزراعي.

الكلمات المفتاحية

المعهد الثانوي.jpg

نقابة متفقدي التعليم الثانوي: الوضع التربوي يتسم بالفوضى والوزارة عاجزة

النقابة العامة لمتفقدي التَعليم الثانوي: الوضع التربوي العامَ بالبلاد يتسم بكثير من الارتباك والفوضى وضعف الأداء نتيجة سوء إدارة الشأن التربوي، وعجز وزارة التربية عن إيجاد حلول


قابس تصميم الترا تونس.jpg

تجدد الاحتجاجات جرّاء التلوث في قابس وأولياء يرفضون التحاق أبنائهم بالدراسة

عضو حملة "أوقفوا التلوث" لـ"الترا تونس": نأسف لإشعال النيران في حافلة بمنطقة النزلة، وننبذ العنف مهما كان مصدره


احتجاجات شط السلام بقابس.. الأهالي يواجهون تسربات المجمع والغاز المسيل للدموع

احتجاجات شط السلام بقابس.. الأهالي يواجهون تسربات المجمع والغاز المسيل للدموع

شهدت منطقة شطّ السلام بولاية قابس، مساء السبت 15 نوفمبر 2025، احتجاجات ليلية للمواطنين على تسربات الغاز الملوّث الصادرة عن المجمع الكيميائي، وهو ما أدى إلى تدخل أمني استخدم فيه الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف، ما أسفر عن حالات اختناق واعتقالات في صفوف المتظاهرين، وفق ما أكده رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بقابس، أحمد شلبي لـ"الترا تونس"


الحزب الجمهوري يتضامن مع أهالي قابس ويدين تفاعل السلطات

رابطة حقوق الإنسان: تسجيل حالات شلل جزئي في قابس ونطالب بإعلانها منطقة منكوبة

رابطة حقوق الإنسان بقابس: أمام تواصل صمت الحكومة وغياب أي خطة عاجلة للتدخل، نطالب بالوقف الفوري للوحدات الملوّثة بالمنطقة الصناعية

istockphoto أمطار طقس شتاء.jpg
منوعات

طقس تونس.. غيوم جزئية مع أمطار في عدد من المناطق

معهد الرصد الجوي: درجات الحرارة القصوى تتراوح بين 21 و25 درجة بالشمال والوسط، وتصل إلى 30 درجة في بقية المناطق

التمديد للهيئة التسييرية للنادي الرياضي الصفاقسي لثلاثة أشهر
منوعات

التمديد للهيئة التسييرية للنادي الرياضي الصفاقسي لثلاثة أشهر

انعقد مساء السبت 15 نوفمبر 2025، اجتماع اللجنة العليا للدعم بالنادي الرياضي الصفاقسي، بمركب الفريق، بحضور رئيسها سفيان لوعزيز، ونائبيه عماد المسدي وعبد الرحمان الفندري، إلى جانب عدد من الأعضاء ورؤساء سابقين وممثلي هيكل السوسيوس والهيئة التسييرية


احتجاجات شط السلام بقابس.. الأهالي يواجهون تسربات المجمع والغاز المسيل للدموع
مجتمع

احتجاجات شط السلام بقابس.. الأهالي يواجهون تسربات المجمع والغاز المسيل للدموع

شهدت منطقة شطّ السلام بولاية قابس، مساء السبت 15 نوفمبر 2025، احتجاجات ليلية للمواطنين على تسربات الغاز الملوّث الصادرة عن المجمع الكيميائي، وهو ما أدى إلى تدخل أمني استخدم فيه الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف، ما أسفر عن حالات اختناق واعتقالات في صفوف المتظاهرين، وفق ما أكده رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بقابس، أحمد شلبي لـ"الترا تونس"

نائب في البرلمان: "الدولة تنهار حين يفقد المواطن ثقته في ميزان العدالة"
سیاسة

نائب في البرلمان: "المناخ العام لم يعد آمنًا والشعب يشعر بأنه في حالة سراح مؤقت"

شدّد النائب في البرلمان التونسي مليك كمون، يوم السبت 15 نوفمبر 2025، خلال جلسة عامة عُقدت السبت للنظر في ميزانية وزارة العدل، على أنّ "أخطر ما يهدد الدولة اليوم هو فقدان المواطن ثقته في المنظومة القضائية وقدرة مؤسساتها على ضمان محاكمة عادلة وشفافة دون وساطات أو ضغوط". وقال في مداخلته: "الخطر اليوم هو أزمة الثقة بين المواطن وقدرة الدولة على ضمان محاكمة عادلة وشفافة"، وفق تعبيره

الأكثر قراءة

1
اقتصاد

حوار| مستشار جبائي: ضغط جبائي مرتفع وتشجيع الاستثمار غائب في مشروع قانون المالية 2026


2
سیاسة

تأجيل النظر في قضيتين ضدّ سهام بن سدرين إلى جلسة 5 جانفي 2026


3
مجتمع

نقابة متفقدي التعليم الثانوي: الوضع التربوي يتسم بالفوضى والوزارة عاجزة


4
مجتمع

تجدد الاحتجاجات جرّاء التلوث في قابس وأولياء يرفضون التحاق أبنائهم بالدراسة


5
سیاسة

"قضية التآمر1".. جلسة استئنافية ثانية عن بُعد ووقفة احتجاجية "لدعم المضربين عن الطعام"