مختص في الفلاحة يكشف لـ"الترا تونس" أسباب تراجع عائدات صادرات زيت الزيتون

شهد موسم 2025/2024، تراجعًا ملموسًا في عائدات صادرات زيت الزيتون التونسي بنسبة 29.3%، حيث بلغت العائدات نحو 2801.2 مليون دينار مقارنة بنفس الفترة من الموسم السابق، وفق آخر مؤشرات المرصد الوطني للفلاحة ورغم هذا التراجع المالي، ارتفعت الكميات المصدرة بنسبة 39.4% لتصل إلى 207.3 آلاف طن، إلا أن متوسط السعر انخفض بنسبة حادة بلغت 49.3%، مسجلاً حوالي 13.51 دينارًا للكيلوغرام مقارنة بـ26.65 دينارًا في نهاية ماي/أيار 2024.

انخفاض الأسعار وتأثيره على صادرات زيت الزيتون

وفي هذا الإطار أكد المختص في السياسات الفلاحية، فوزي الزياني لـ"الترا تونس"، أن تراجع العائدات المالية لصادرات زيت الزيتون التونسي كان متوقعًا منذ الموسم الفارط بسبب الانخفاض الكبير في الأسعار العالمية، مشيرًا إلى ارتفاع الإنتاج العالمي وتراجع الاستهلاك.

وأوضح أن قانون المالية لعام 2025 وضع في حساباته تحقيق عائدات بالعملة الصعبة تقدر بـ 7 آلاف مليون دينار تونسي، وهو ما يفترض أن يجعل سعر الكيلوغرام من الزيت يقارب 23 دينارًا، لكن الواقع كان مختلفًا، إذ بلغ السعر فعليًا حوالي 12 دينارًا فقط، أي نصف المتوقع، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن "تونس صدرت حتى الآن نحو 195 ألف طن من الزيت، مع عائدات تقدر بـ 2700 مليون دينار، بينما تؤكد الدولة إمكانية بلوغ صادرات تصل إلى 300 ألف طن"، لكنه أعرب عن شكه في تحقيق هذا الرقم وبالتالي في تحقيق عائدات العملة الصعبة المرسومة في الميزانية.

وقال الزياني: "تونس تمتلك حوالي 10% من الإنتاج العالمي لزيت الزيتون، لكننا نفتقر إلى تموقع نوعي في الأسواق العالمية ولا نكتشف أسواقًا جديدة لترويج منتوجنا".
وأضاف: "نحن مجرد تابعين لأوروبا والشركات الكبرى رغم تراثنا العريق في مجال زيت الزيتون".

مختص في السياسات الفلاحية لـ"الترا تونس": نحن مجرد تابعين لأوروبا والشركات الكبرى رغم تراثنا العريق في مجال زيت الزيتون

التحديات الاستراتيجية في تسويق وترويج زيت الزيتون التونسي

أبرز الزياني، أن صادرات تونس تتركز بنسبة تقارب 60% لأوروبا، و24% لأميركا، و9% فقط لإفريقيا، متسائلًا عن غياب الأسواق الآسيوية التي تضم أكثر من نصف سكان العالم، وعن عدم الاستثمار الكافي في "السوق الإفريقية الواعدة" ونوّه إلى أن تونس ما تزال محصورة في السوق التقليدية لأوروبا وتصدر الزيت في شكله السائل، مما يجعلها لا تملك القرار.

أما على المستوى المحلي، فأكد الزياني أن "الاستهلاك الداخلي لم يشهد تحسنًا ملحوظًا رغم انخفاض الأسعار، مبررًا ذلك بأن الزيت لا يزال باهظ الثمن بالنسبة لشريحة واسعة من المواطنين".

واستشهد بتجربة الأردن التي تتيح للموظفين شراء الزيت بالتقسيط على مدى 6 أشهر، مقترحًا اعتماد سياسة وطنية مماثلة لرفع الاستهلاك المحلي من 30 ألف طن إلى 100 ألف طن، وأشار إلى نقص التمويل الحكومي ودعم القروض الميسرة للفلاحين وللمصدرين الصغار، ما يضع القطاع في وضع هش.

وأضاف: "الترويج لزيت الزيتون في تونس غير ناجع وغالبية الحملات تقتصر على مجهودات فردية لشركات خاصة، مع دعم ضعيف من الدولة".

واعتبر أن الميداليات التي تحصل عليها المنتجات هي مجرد استعراض لا تساهم في فتح أسواق جديدة، متسائلًا: "ما الجدوى من الميداليات العديدة ونحن غير قادرين على غزو أسواق جديدة؟"

مختص في السياسات الفلاحية لـ"الترا تونس": الترويج لزيت الزيتون في تونس غير ناجع وغالبية الحملات تقتصر على مجهودات فردية لشركات خاصة

وفي سياق متصل، كشف وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، عز الدين بن الشيخ، يوم الثلاثاء 17 جوان/يونيو 2025، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية عن تصدير تونس 195 ألف طن من زيت الزيتون، منها 40 ألف طن زيت بيولوجي، إلى أكثر من 60 بلدًا خلال السبعة أشهر الأولى من السنة.

وتوقع الوزير أن يصل الإنتاج السنوي إلى 340 ألف طن في 2025 مقابل 230 ألف طن في 2024، معربًا عن فخره بالمجهودات التي تبذلها الدولة في تطوير قطاع الزيتون وأشار إلى أن تونس تمتلك 20% من المساحات العالمية للزيتون، وتحتل المرتبة الرابعة عالميًا في الإنتاج، والثالثة في التصدير.

كما أوضح أن قطاع زيت الزيتون يشكل حوالي 45% من عائدات تصدير المواد الفلاحية الغذائية، مما يؤكد أهمية هذا القطاع الحيوي للاقتصاد الوطني.