31-أغسطس-2019

أكد الناصر التزام الدولة بحياد الإدارة (صورة أرشيفية/ أردا كوكايا/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

ذكر القائم بمهام برئيس الجمهورية محمد الناصر، في كلمة ألقاها مساء الجمعة 30 أوت/أغسطس 2019، أن الحملة الانتخابية تنطلق يوم 2 سبتمبر/أيلول 2019 معتبرًا أنها انطلقت منذ مدة وقبل أوانها على مرأى ومسمع الجميع.

وأشار الناصر إلى أن هذه الحملة قد تزامنت خلال الأسبوع الفارط مع أحداث أثارت انتقادات واحترازات في الأوساط السياسية والنقابية والإعلامية مبينًا أنه إذا كان ذلك الأمر عاديًا في مجتمع ديمقراطي فإن الأهم هو انعكاسات تزامن تلك الأحداث مع موعد الانطلاق الرسمي للحملة الانتخابية الرئاسية مما أثار الحيرة في النفوس وأدى إلى التشكيك في مصداقية الانتخابات من خلال التشكيك في حياد أجهزة الدولة وحتى في أجهزة القضاء.

محمد الناصر: التشكيك في مصداقية الانتخابات هو تشكيك في نزاهة أجهزة الدولة وحيادها

وأوضح أن هذا الأمر لا تخفى خطورته الأمر الذي جعله يتوجه بهذه الكلمة من منطلق مسؤولياته الدستورية كرئيس للدولة للتأكيد أن ما قيل وما كُتب حول الأحداث التي جدت في الأسبوع الماضي يدخل في إطار المساوات المغرضة والمسمومة المتصلة بالحملة الانتخابية والتي يجب حصرها في حجمها الظرفي دون الإغفال عن تداعياتها الخطيرة على تعكير جو الانتخابات وبالخصوص على المساس بمصداقية هذه الانتخابات.

واعتبر محمد الناصر أن التشكيك في مصداقية الانتخابات هو تشكيك في نزاهة أجهزة الدولة وحيادها مشددًا على رفضه بشده لما يحملة من بذور تقويض ما تم بناؤه وزعزعة المسار الديمقراطي، ومضيفًا أنه لا مجال للتشكيك في نزاهة أجهزة الدولة بما في ذلك في نزاهة القضاء والأمن.

وأكد الناصر التزام الدولة بحياد الإدارة على المستوى الوطني والجهوي والمحلي وتوفير الظروف الملائمة لتتم الحملة الانتخابية وعملية الاقتراع في مناخ اجتماعي وسياسي مستقر وهادئ، مشددًا على أن الانتخابات الحرة كما حدّدها الدستور هي الانتخابات التي تضمن مبدأ المساواة فيما يخص الدعاية الانتخابية وحملاتها ووسائلها مما يستوجب حياد أماكن العبادة ووسائل الإعلام الوطني التي قال إنه ينتظر منها تغطية نزيهة ومسؤولة ومتكافئة.

وأضاف أن تكافؤ الفرص بين المترشحين يضفي على العملية الانتخابية طابع الشفافية والنزاهة الأمر الذي يضمن شرعية نتائجها المعبّرة بالضرورة على إرادة الناخب، مشيرًا إلى أنه ما من شك أن للهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري والمنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني دور فعال في مراقبة مدى احترام مبادئ حياد الإدارة ودور العبادة والسير العادي للعملية الانتخابية وفق القانون.

ودعا المتنافسين في هذه الانتخابات إلى التحلي بروح المسؤولية واجتناب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى العنف أو الاستفزاز أثناء الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع حتى تتم هذه الانتخابات بما يبرّر السلوك الحضاري للشعب التونسي ويعزّز مكانة تونس بين الأمم.

محمد الناصر: المسؤولية الأولى في هذه الانتخابات تعود إلى المواطنين وإلى وعيهم بدقة المرحلة التي تعيشها تونس

وتوجه إلى الناخبين مؤكدًا أن هذه الانتخابات هي إقرار بسلطة الشعب وأن نتائج هذا الاقتراع يمثل تعبيرًا عن إرادتهم وطموحاتهم في تحسين ظروف عيشهم في الحاضر وتأمين مستقبل أبنائهم، داعيًا إياهم جميعًا إلى ممارسة حقهم وواجبهم بالممارسة الفعلية والكاملة في هذه الانتخابات.

وتابع قائلًا إن المسؤولية الأولى في هذه الانتخابات تعود إلى المواطنين وإلى وعيهم بدقة المرحلة التي تعيشها تونس وإلى حسن اختيارهم لمن سيتولى قيادة تونس ويضطلع بصيانة مكاسبها وتمتين وحدتها ودعم خياراتها في تأمين الحريات وتجذير الديمقراطية وإرساء العدالة الاجتماعية.

ولفت الناصر إلى أن الانتخابات ليست سوى محطة في حياة الشعوب وأن التداول على السلطة أمر مهم في حدّ ذاته لكن الأهم هو أن تؤول هذه الانتخابات إلى دعم ثقة الشعب في الدولة ومؤسساتها وذلك بهدف تحقيق مزيد من الاستقرار والازدهار في كنف التضامن الوطني.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هذه القائمة النهائية للمترشحين للانتخابات الرئاسية

محمد عبو: شبهات فساد حول مستشارين للشاهد ولا تنسيق مع مرشحين آخرين