05-أكتوبر-2019

أكد أن الوضع كما هو له تداعيات خطيرة على مصداقية الانتخابات ومصداقية المسار الانتخابي (أردا كوكاكيا/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد القائم بمهام رئيس الجمهورية محمد الناصر أن الانتخابات الرئاسية والانتخابات التشريعية التي تعيش على وقعها تونس مصيرية باعتبار أنها ستقرر من سيتولى قيادة تونس على مستوى رئاسة الجمهورية ومجلس نواب الشعب والحكومة في السنوات المقبلة مشيرًا إلى أنها محلّ اهتمام من الرأي العام التونسي والعالمي.

محمد الناصر: من غير العادي أن أحد المتنافسين على خطة رئاسة الدولة موجود في السجن وغير قادر على القيام بحملة انتخابية

وذكر الناصر، في كلمة ألقاها مساء الجمعة 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أن الدورة الأولى أسفرت عن مرور المترشحين قيس سعيّد ونبيل القروي وأحدثت مشكلًا يتمثل في وجود أحد المتنافسين في السجن ولا يتمتع بحريته الكاملة لمواصلة القيام بالحملة الانتخابية، مبرزًا أن هذا الموضوع محلّ اهتمام ومحلّ انتقاد واستفسار في مختلف الأوساط على المستوى التونسي والوطني والخارجي.

واعتبر أن هذا الوضع غير عادي وهو أن أحد المتنافسين على خطة رئاسة الدولة موجود في السجن وغير قادر على القيام بحملة انتخابية كما تقتضيها حرية الانتخاب، موضحًا أن هذا الوضع محلّ اهتمام من طرفه وأنه قام بعدة اتصالات في هذا الشأن مع رئيس المجلس الأعلى للقضاء ووزير العدل ورئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وذلك نظرًا إلى أهمية الموضوع وتداعياته على الانتخابات والمسار الانتخابي والديمقراطي في تونس.

وبيّن الناصر أن الاتصالات تناولت كيفية تجاوز الصعوبة الموجودة في هذا الموضوع، مبرزًا أنه من جهة هناك قرار قضائي يقتضي أن يبقى أحد المترشحين في السجن بينما حرية الانتخاب وشفافيته تقتضي أن تكون الحظوظ متساوية مؤكدًا في المقابل أن استقلالية القضاء مبدأ لا رجوع فيه وأن الفصل بين السلط مبدأ دستوري لا رجوع فيه.

وشدد على أن الوضع كما هو عليه له تداعيات خطيرة على مصداقية الانتخابات ومصداقية المسار الانتخابي ومصداقية تونس وصورتها في الخارج، مشيرًا إلى أن الانتخابات هي من مسؤوليات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي تضمن كيفية القيام بها بطريقة شفافة وواضحة ولا غبار عليها ومبينًا أن هذا الأمر دعا رئيس هيئة الانتخابات إلى القيام بعدة اتصالات والمطالبة بتوفير الظروف التي تمكن المنافس الثاني نبيل القروي من القيام بحملة انتخابية في ظروف عادية.

وأضاف رئيس الجمهورية المؤقت أن مساعي رئيس هيئة الانتخابات متواصلة وأنه في اتصال مستمرّ معه وأنه يتابع هذا الموضوع. وشدد على أنه سيواصل سعيه لإيجاد "حل مشرّف" يمكّن من تجاوز هذا الوضع "غير العادي" والذي فيه "مسّ من مصداقية البلاد والانتخابات"، حسب تعبيره.

محمد الناصر: الوضع كما هو عليه له تداعيات خطيرة على مصداقية الانتخابات ومصداقية المسار الانتخابي ومصداقية تونس وصورتها في الخارج

من جهة أخرى، أشار محمد الناصر إلى وجود شعور بـ"الإحباط" لدى عدد كبير من التونسيين، معتبرًا أن هذا الإحباط ناتج عن شعور بهشاشة الوضع وعن دعايات "مغرضة" قال إن أشخاصًا لا يريدون الخير لتونس تقف وراءها. وأكد أن الواجب هو مواصلة السير وإنجاح المسيرة وتجاوز الوضع الصعب ولكن الوقتي الذي تعيشه تونس، لافتًا إلى أن هناك صعوبات في تونس ولكن هناك دولة قائمة وموجودة لها مؤسسات وقادرة على فرض تطبيق القانون والوفاء بالتزاماتها الدولية وتشجيع المستثمرين.

وشدد على أنه للدولة التونسية مؤسسات على غرار مجلس نواب الشعب الذي سيقع انتخابه والذي يجسّم سلطة الشعب وقوته وقدرته على تغيير وتحسين وضعه مضيفًا أن لها منظمات وطنية ملتزمة بالعمل من أجل تونس ولها رجال ونساء وشباب يشعر بالإحباط أيضًا وهو ثائر لكن يجب أن يكون قادرًا على المشاركة وأن يبقى قوة دفع وتقدم للمستقبل.

ودعا قيادات الأحزاب السياسية وقيادات الفكر والصحافة إلى تجاوز خطاب التجريح والاستفزاز مؤكدًا أن المنافسة الحاصلة اليوم للفوز بمقاعد في البرلمان وبرئاسة الدولة لا يجب أن تنتج شعورًا بالعداوة باعتبار أن كل هؤلاء سيلتقون في البرلمان غدًا وستكون مهمتهم بناء القواعد التي تمكن تونس من تجاوز صعوبات المرحلة وتحقق مطالب وتطلعات المواطنين، مبينًا أن هذا العمل يتطلّب عملًا مشتركًا وروح تضامن بين مختلف المسؤولين مهما كانت انتماءاتهم الحزبية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فتح تحقيق في العقود بين القروي وعيش تونسي والنهضة وشركات 'اللوبينغ'

انطلاق تصويت التونسيين بالخارج في الانتخابات التشريعية