28-فبراير-2023
هجرة إفريقيا عنصرية

رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي: الحملة العنصرية ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء يجب أن تتوقف في أقرب وقت ممكن (فتحي بلعيد/ أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

ندد رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي، أنيس الجزيري، الثلاثاء 28 فيفري/شباط 2023، بما وصفها بـ"الحملة العنصرية" التي تستهدف المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء بتونس اليوم وما تسببت فيه من اعتداءات وانتهاكات لعدد منهم.

وأكد الجزيري، في مداخلة له على إذاعة "جوهرة" (محلية)، أنه تم تسجيل اعتداءات على عدد من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، على غرار طالب في بنزرت تعرض إلى اعتداء بآلة حادة على مستوى الوجه، وكذلك تعرض مهاجر بصفاقس لاعتداء بالعنف لكن الأمن تدخل هناك وتم اعتقال المعتدي، وفقه.

أنيس الجزيري: هناك من المهاجرين من جنوب الصحراء من باتوا يبيتون بالشوارع بعد طردهم ومن يعانون الجوع وليس بإمكانهم اقتناء الطعام لأن أصحاب المحلات يشترطون عليهم الاستظهار ببطاقات الإقامة

واعتبر، في هذا الصدد، أن "ما يحصل اليوم في حق المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء غير معقول، وهناك ترهيب كبير للطلبة الذين باتوا يعيشون حالة صدمة، خاصة مع تداول مقاطع فيديو وصور توثق الاعتداءات".

وأكد أن هناك منهم من باتوا ينامون في الشوارع أو في سفارات بلدانهم بعد طردهم من المنازل التي كانوا يقيمون فيها على وجه الكراء، على الرغم من أن عددًا كبيرًا منهم طلبة ولديهم بطاقات إقامة ومع ذلك تم طردهم، متابعًا: كما أن هناك من يعانون الجوع وليس بإمكانهم اقتناء الطعام لأن أصحاب المحلات يشترطون عليهم الاستظهار ببطاقات الإقامة مقابل السماح لهم بشراء مقتنيات"، على حد قوله.

 

 

ونفى الجزيري ما وقع تداوله بأن عدد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس يناهز المليون أو المليونين، موضحًا أن "آخر أرقام إدارة الحدود والأجانب تشير إلى أن عدد الأجانب المقيمين في تونس بصفة عامة يبلغ 58990 أجنبيًا، منهم 21800 من المغرب العربي، و21466 من إفريقيا جنوب الصحراء، من بينهم ما يقارب 8 آلاف طالب؛ ألفان منهم في التعليم العالي العمومي وحوالي 6 آلاف في التعليم الخاص، و10927 من أوروبا و3861 من الخليج و818 من بلدان أخرى أخرى".

أنيس الجزيري: ما يقع تداوله بخصوص عدد  المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس عارٍ من الصحة فعددهم يناهز 21 ألفًا من بينهم 8 آلاف طالب منهم 6 آلاف يدرسون في التعليم الخاص

وأشار في ذات الصدد إلى أن 50% من الطلبة من إفريقيا جنوب الصحراء لديهم بطاقات إقامة بينما البقية بطاقاتهم لم تجهز بعد على الرغم من أنهم تقدموا بمطالب في الغرض منذ سبتمبر/أيلول المنقضي"، مؤكدًا أن "هناك تأخيرًا كبيرًا على مستوى إدارة الحدود والأجانب.

ولفت الجزيري إلى أن الاعتقالات الحاصلة مؤخرًا مسّت أيضًا طلبة، وعلى الرغم من استظهارهم ببطاقة الطالب وبشهادة الترسيم إلا أن الأمن كان يطلب منهم الاستظهار ببطاقة الإقامة ويعتقلهم على الرغم من تأكيدهم أنهم قدموا مطالب لتمكينهم إياها ولم يتحصلوا عليها بعد، متابعًا: "هناك الكثير من الطلبة اليوم أمام الرعب الذي يعيشونه أصبحوا يريدون مغادرة تونس والعودة إلى بلدانهم، وهو أمر مؤسف جدًا".

 

 

وشدد رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي على أن تاريخ تونس الذي بنته منذ الستينات ضُرب في العمق جراء هذه الحملة العنصرية التي لا تشرف تونس، مؤكدًا أن هذه الحملة يجب أن تتوقف في أقرب وقت ممكن.

ودعا السلطات التونسية إلى التدخل بقوة لتأمين الطلبة من إفريقيا جنوب الصحراء لأن صورة تونس اليوم أصبحت على المحك، على حد تعبيره.

أنيس الجزيري:  تاريخ تونس الذي بنته منذ الستينات ضُرب في العمق جراء هذه الحملة العنصرية التي لا تشرف تونس وصورتها أصبحت على المحكّ لذلك على السلط التدخل بقوة لتأمين الطلبة من إفريقيا جنوب الصحراء

وكان  المحامي حمادي الهنشيري، وهو لسان الدفاع لعدد من الموقوفين من مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء بتونس قد أكد، الخميس 23 فيفري/شباط 2023، أن هناك عديد الانتهاكات التي تُمارس في حقّ هؤلاء المهاجرين لدى إيقافهم وعدم احترام الإجراءات القانونية في ذلك، وفقه.

وقال المحامي، في مداخلة على إذاعة "ديوان" (محلية)، إنه يتم الاعتماد على مقاربة زجرية بها الكثير من التنكيل وتم تسجيل حالات يندى لها الجبين ولا تليق لا ببلادنا ولا بقضائنا ولا بأمننا، مؤكدًا أن هناك مسائل موجعة جدًا إنسانيًا.

وذكر المحامي أنه تمت مداهمات مساكن دون أذون قضائية وإيقافات عشوائية على أساس اللون فقط، حتى أنه تم إيقاف تونسيين أو مهاجرين وضعيتهم قانونية فقط على أساس لونهم.

وأكد الهنشيري أن "الوضع في المدة الأخيرة تجاوز جميع الحدود المعقولة وأصبح تحريضًا على التنكيل وعلى ارتكاب جرائم في حقّ هؤلاء المهاجرين"، مضيفًا: "سجلنا نداءات استغاثة على خلفية اعتداءات بالعنف وطرد من المساكن حيث يقيمون ليجدوا أنفسهم بالشارع، كما أن هناك أمهات فقدن أطفالهن بعد إيقافهن إذ عند خروجهن من الاحتجاز لم يجدن أبناءهن"، على حد قوله.

يأتي ذلك إثر خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد بخصوص المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس، ليلة الثلاثاء 21 فيفري/شباط 2023، الذي جاء في سياقٍ تصاعد فيه الخطاب العنصري في صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء في تونس.