مجدي الكرباعي: حقائق جديدة يكشفها القضاء الإيطالي حول وفاة مهاجر تونسي في السجن

كشف النائب السابق عن دائرة إيطاليا والناشط الحقوقي مجدي الكرباعي، الجمعة 29 أوت/أغسطس 2025، عن معطيات جديدة بخصوص قضية وفاة المهاجر التونسي وجدي هلة، البالغ من العمر 27 سنة، الذي فارق الحياة في ديسمبر 2024 داخل سجن “بياشينزا” في إيطاليا، وفقه.

وأوضح الكرباعي، أن النيابة العمومية الإيطالية، وجّهت تهمًا لعدد من أعوان الشرطة السجنية تشمل "القتل غير العمد" و"التزوير المرتكب من قبل موظف عمومي"، بعد ثبوت تقصيرهم في حماية حياة السجين رغم إمكانية توقع الخطر، وفق تعبيره.

مجدي الكرباعي: بعد مرور ما يقارب تسعة أشهر، تأخذ القضية منحى جديدًا، إذ تثبت التحقيقات أن الأعوان لم يقوموا بواجبهم في حماية حياة مهاجر تونسي في السجن، رغم إمكانية توقع الخطر

وقال الناشط الحقوقي: "بعد مرور ما يقارب تسعة أشهر، تأخذ القضية منحى جديدًا، إذ تثبت التحقيقات أن الأعوان لم يقوموا بواجبهم في حماية حياة وجدي، رغم إمكانية توقع الخطر وقد استندت النيابة إلى المادة 40 من القانون الجنائي الإيطالي التي تنص على أن من لا يمنع حدثًا كان ملزمًا قانونًا بمنعه، يُعتبر كأنه تسبب فيه". 

وبيّن الكرباعي أن وجدي كان يطالب فقط بحقه في مقابلة شريكته داخل السجن، غير أن الأعوان منعوه من ذلك في خرق واضح للقانون واعتداء على أبسط حقوقه الإنسانية.

وأضاف أن هذه القضية تؤكد ما حذّر منه مرارًا بخصوص تكرّر حالات وفاة المهاجرين التونسيين في السجون الإيطالية في ظروف مثيرة للجدل، مشيرًا إلى أن ما يزيد من خطورة الوضع هو "تقاعس السلطات التونسية وتجاهلها لهذه الملفات، مما يجعل حقوق التونسيين مهدورة وحياتهم عرضة للخطر دون أي متابعة جادة أو موقف حازم من الدولة".

وفي وقت سابق، أكد النائب السابق عن دائرة إيطاليا أنّ حصيلة وفيات التونسيين بلغت 8 حالات منذ بداية سنة 2025 فقط، من بينها حالتان في أقل من أسبوع.

اقرأ أيضًا: ناشط حقوقي: وفاة 8 تونسيين في سجون إيطاليا سنة 2025 وسط لا مبالاة رسمية

وأوضح الكرباعي أنّ شابًا تونسيًا توفي مؤخرًا في سجن "بييترو تشيرولي" بمدينة تراباني بعد سلسلة من محاولات إيذاء النفس التي عكست هشاشته النفسية، غير أنّ إدارة السجن تجاهلت وضعيته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. كما شهد سجن "ماسا كارارا" وفاة أخرى لشاب تونسي يبلغ من العمر 26 سنة، عُثر عليه جثة داخل زنزانته، في حادثة صادمة زادتها خطورة الطريقة التي بُلّغت بها عائلته، إذ علمت بالوفاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولم يتم إعلامها رسميًا من قبل السلطات.

وأشار الكرباعي إلى أنّ هذه المآسي المتكرّرة تكشف عن إهمال وسوء معاملة واكتظاظ وضغوط نفسية قاتلة يعيشها السجناء التونسيون في إيطاليا، منتقدًا في المقابل "صمت السلطات التونسية وغياب أي متابعة دبلوماسية أو تحقيق رسمي"، على حدّ تعبيره.

وقد نبه عدد كبير من الناشطين في المجتمع المدني التونسي مرارًا إلى الوضع الصعب الذي يعيشه المهاجرون التونسيون غير النظاميين داخل مراكز الاحتجاز والترحيل في الخارج. وأشاروا إلى تعرضهم لانتهاكات جسدية ومعنوية، إضافة إلى تسجيل حالات وفاة مثيرة للريبة داخل هذه المراكز، ومن بينها تقارير عن إساءة معاملة مساجين قصّر تونسيين في بعض السجون الإيطالية.