05-يوليو-2022
عبد اللطيف المكي

أكد أن التصويت بـ"نعم" ستكون له آثار كارثية على مستقبل البلاد سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا (ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد حزب العمل والإنجاز، وهو الحزب الجديد الذي أعلن الوزير السابق عبد اللطيف المكي إطلاقه، عن مقاطعته عمليّة الاستفتاء على مشروع الدستور التونسي الجديد التي لقبها بـ"عملية الاستقواء"، وفق توصيفه.

حزب العمل والإنجاز : هذا الاستفتاء غير شرعي وهو تكريس لسلطة مستبدة وسيفضي إلى فرض دستور يمثل أداة للتنكيل بالشعب 

ودعا، في بيان نشره الاثنين 4 جويلية/يوليو 2022، الشعب التونسي إلى مقاطعة الاستفتاء "دفاعًا عن مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة"، مهيبًا بكلّ المواطنين أن يتوحّدوا ضدّ ما سمّاه بـ"الخطر الدّاهم"، الذي قال إنه "يقوّض كل مرتكزات الدولة الديمقراطية العادلة، ومؤكدًا أنّ "المقاطعة هي الردّ المبدئيّ الأسلم والحاسم على محاولات حرمان التونسيين من نظام ديمقراطي". 

واستدرك حزب العمل والإنجاز القول: "إذا ما خالفنا بعضُ أبناء شعبنا الرأيَّ في المقاطعة، والذين نحترم وجهة نظرهم من منطلق ديمقراطي، فندعوهم إلى أن يصوّتوا بـ"لا"، التي ستفتح آفاقًا وطنيّة بعيدًا عن الانقلاب"، مشددًا على أن "التصويت بـ"نعم" ستكون له آثار كارثيّة على مستقبل البلاد سياسيًّا، واقتصاديًّا، واجتماعيًّا"، على حد تصورّه.

حزب العمل والإنجاز يدعو القوى الوطنية إلى "العمل على الحيلولة دون إجراء الاستفتاء أصلًا"

وذكّر الحزب بموقفه المبدئيّ من مسار 25 جويلية كلّه، معتبرًا أن "هذا الاستفتاء غير شرعي وهو تكريسٌ لسلطة مستبدة وسيفضي إلى فرض دستور يمثّل أداةً للتّنكيل بالشّعب وبمعارضيه"، داعيًا القوى الوطنية إلى "العمل على الحيلولة دون إجراء الاستفتاء أصلًا"، حسب ما ورد في نص البيان.

وفي سياق متصل، أعلن حزب العمل والإنجاز أنّه "سيتقدّم قريبًا برؤية للخروج من الأزمة السياسيّة والماليّة التي تتخبّط فيها البلاد، تضمن عدم العودة إلى ما قبل 25 جويلة/يوليو 2021، وتنأى بتونس بعيدًا عن الانقلاب وأساليبه البغيضة ضمن رؤية تشاركيّة توحّد كلّ فئات الشّعب"، وفق البيان ذاته.

 

تونس في 04 جويلية 2022 بيان أمام إصرار السّيد قيس سعيد على المُضيّ في المسار الإنقلابيّ، والعبث بكل القواعد...

Posted by ‎حزب العمل والإنجاز‎ on Monday, July 4, 2022

 

يذكر أن الوزير السابق والناشط السياسي عبد اللطيف المكي كان قد أعلن، في 28 جوان/يونيو 2022، عن تأسيس حزب جديد تحت اسم "حزب العمل والإنجاز"، يحمل شعار "نؤسس ونعمل وننجز"، وهو حزب "وطني محافظ اجتماعي وديمقراطي"، وفق التوصيف الوارد في شعار الحزب.

ويضم المكتب السياسي للحزب 23 عضوًا، أمينه العام عبد اللطيف المكي، ورئيس هيئته التأسيسية التومي الحمروني. يضم في تركيبته 7 نساء، وقرابة 50% من الشباب، وفق ما أكده المكي في كلمة له خلال الندوة الصحفية للإعلان عن الحزب.

وأكد عبد اللطيف المكي أن "هذا الحزب هو رد استراتيجي على الأزمة الكبيرة التي تعيشها البلاد من أجل تحليلها وتفكيكها واستشراف أفق آخر سياسي واقتصادي يخرج البلاد من الأزمة إلى أفق رحب يحقق الثروة"، وفق تعبيره.

وبخصوص مشاركة حزب "العمل والإنجاز" في الاستفتاء من عدمها، قال المكي إن "الحزب الجديد ملتزم بموقف جبهة الخلاص الوطني المتمثل في المقاطعة نظرًا لعدم دستوريته"، معتبرًا أن "المشاركة في الاستفتاء اعتراف بالانقلاب"، حسب رأيه.

وتابع، في هذا الصدد، أن "مشروع الدستور الي سيتم الاستفتاء عليه أُعِدَّ خلسة في ظرف وجيز وارتجالي استهانةً بما تستحقه هذه البلاد"، على حد تعبيره.

جدير بالذكر أن عبد اللطيف المكي كان قد أعلن استقالته من حزب حركة النهضة، في 25 سبتمبر/أيلول 2021، ضمن مجموعة تضم أكثر من 100 قيادي آنذاك بعد "إخفاقهم في معركة الإصلاح الداخلي"، حسب تعبيرهم، محملين "قيادة الحزب المسؤولية الكاملة فيما وصل إليه من عزلة، وقدرًا هامًا من المسؤولية فيما انتهى إليه الوضع العام بالبلاد من تردّ فسح المجال للانقلاب على الدستور والمؤسسات المنبثقة عنه"، وفق ما جاء في نص بيان استقالتهم.

الأزمة السياسية