11-يونيو-2019

جدل بعد تصريح عماد الدائمي حول الشهيد شكري بلعيد

الترا تونس - فريق التحرير

 

أعلن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (الوطد) رفع شكاية لدى وكيل الجمهورية ضد النائب عن حزب الحراك عماد الدائمي على خلفية تصريحاته الأخيرة التي اعتبرت "مشينة" في حق الشهيد شكري بلعيد. ليعلق النائب على هذه الشكاية بأنها "دليل ضعف ما بعده ضعف". ما القصة؟

بدأ الجدل الأخير بعد تصريح لعماد الدائمي، في حوار صحفي، بأن حزب "الوطد" كان متواطئًا مع نظام بن علي زمن الاستبداد، معتبرًا أمينه العام السابق الشهيد شكري بلعيد من بين القيادات المتواطئة، وذلك في سياق موقف الحزب الرافض لهيئة 18 أكتوبر عام 2005 التي انخرط فيها، في المقابل، حزب العمال مع الإسلاميين والقوميين والحقوقيين.

أعلن حزب "الوطد" رفع قضية ضد النائب عماد الدائمي على خلفية تصريحه بأن أمينه العام السابق شكري بلعيد اتخذ موقفًا متوائطًا مع نظام بن علي في علاقة برفض حزب "الوطد" مبادرة 18 أكتوبر عام 2005

آثار هذا التصريح انتقادات أحزاب يسارية منضوية ضمن الجبهة الشعبية وفي مقدمتها حزب "الوطد" الذي وصف في بلاغ بتاريخ 5 جوان/يونيو 2019، تصريحات الدائمي بأنها "مشينة وحقودة" معتبرًا أنها تهدف "إلى المس من صورة الشهيد وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد من خلال استغلاله للخلافات التي تشق الجبهة الشعبية".

وأكد الحزب أن مثل هذه التصريحات "يراد من خلالها في هذا الظرف الانتخابي مغازلة القوى المعادية للقيم والمبادئ الوطنية والديمقراطية التي دافع عنها الشهيد شكري بلعيد". ودعا "الوطد" في ختام بلاغه ما وصفها بالقوى الوطنية والديمقراطية إلى إدانة هذا السلوك.

 

كما اعتبر حزب التيار الشعبي، في بيان بتاريخ 6 جوان/يونيو الجاري، تصريح الدائمي بأنه "إساءة بالغة في حق الشهيد شكري بلعيد لا تعدو أن تكون سوى حلقة من حلقات سياسة التخريب السياسي والأخلاقي الممنهج الذي كان الدايمي على الدوام أحد رموزه". وأكد التيار الشعبي، الذي يعيش خلافات حادة مع "الوطد" داخل الجبهة الشعبية، أن الشهيد شكري بلعيد "سيظل فوق الخلافات والاختلافات مهما كان الوضع داخل الجبهة أو خارجها".

حزب العمال، الذي يقود الأحزاب المعارضة لتوجهات "الوطد" داخل الجبهة، بادر بدوره، في بيان بتاريخ 6 جوان/يونيو الجاري لإدانة "الصريح اللامسؤول" للدايمي مؤكدًا أن الشهيد شكري بلعيد "يبقى رمزًا مؤسسًا من رموز الجبهة الشعبية وشهيدصا للوطن بأسره وهو أكبر من أن تطاله محاولات التشويه المغرضة".

ومع تصاعد حدة الانتقادات لتصريحه، قدم عماد الدائمي بتاريخ 7 جوان/يونيو 2019 بيان اعتذر فيه لـ"ذكرى الشهيد شكري بلعيد وأهله ورفاقه على ما نُقل عنه من إساءة له في حوار صحفي".

عماد الدائمي: حزب "الوطد" تموقع في تحالف موضوعي مع بن علي ومنظومته بسبب تغليب الأيديولوجيا

 وأوضح، على حسابه على فيسبوك، قائلًا: "الحوار كان دردشة سياسية رمضانية في مقهى سجلها الصحفي وصاغها معتمدًا على كلامي، واعتمدت بعض الصياغات أسلوب الإثارة" مضيفًا "لا ألوم الصحفي بقدر ما ألوم نفسي لأني قبلت بهذا الشكل من الحوار".

وقال إنه تحدث في هذا الحوار على الجبهة الشعبية مبينًا أن حزب "الوطد" خلال النضال ضد الاستبداد "تموقع في تحالف موضوعي مع بن علي ومنظومته بسبب تغليب الأيديولوجيا"، وأضاف الدائمي "أقحم محاوري اسم الشهيد بلعيد في الحوار باعتباره من رموز الوطد فقلت أن موقفه كان موقف الوطد كمعطى تاريخي".

وقال الدائمي إنه يتمنى أن يقرأ لقيادات "الوطد" قراءة نقدية لتجربتهم وخياراتهم في فترة ما قبل الثورة، مؤكدًا في المقابل أن توضيحه واعتذاره جاء "من منطلق الواجب لا خوفًا ولا طمعًا".

 

لكن توضيح عماد الدائمي واعتذاره لم ينه الجدل ليعلن حزب "الوطد" بعد 3 أيام، وتحديدًا الإثنين 10 جوان/يونيو 2019، تقديم شكاية ضده.

النائب علق على هذه الشكاية على حسابه على فيسبوك الثلاثاء 11 جوان/يونيو الجاري قائلًا: "سابقة غير مسبوقة ستسجل لحزب الوطد الموحد وهي تقديم قضية ضد تحليل سياسي".

واعتبر أن الشكاية هي "دليل ضعف ما بعده ضعف وعدم قدرة على الرد بالحجة والبرهان على كلام يهم تاريخهم ومواقفهم أثناء فترة الدكتاتورية وخاصة موقفهم المعادي للنضال المشترك للمعارضة بكل فصائلها ضد بن علي ضمن حركة 18 أكتوبر".

عماد الدائمي: قحام القضاء في أي خلاف في المواقف والتقديرات السياسية سابقة خطيرة سيسجل كوصمة عار على تيار" الوطد"

وأضاف أن "قيادات الوطد كانت طيلة السنوات الماضية من أكثر السياسيين الذين يطلقون التهم بالعمالة والخيانة على كل من يخالفهم ولم يفكر أي طرف هاجموه في تقديم قضية ضدهم" مؤكدًا أن "إقحام القضاء في أي خلاف في المواقف والتقديرات السياسية سابقة خطيرة سيسجل كوصمة عار على تيار الوطد" وفق تعبيره.

وقال الدائمي إن تقديم شكاية ضده يأتي في إطار "مزايدات داخلية داخل حزب الوطد والجبهة الشعبية" متحدثًا عن وجود "معطيات مؤكدة" حول احتجاج قيادات داخل "الوطد" حول بيان الحزب "غير القوي" الصادر ضد تصريحه على خلاف بيان "التيار الشعبي".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

وفاة مسترابة لكهل في بوحجلة: العائلة تؤكد رواية التعذيب والداخلية تنفي

قناة إسرائيلية: عدد السياح الإسرائيليين إلى تونس سجل أعلى درجاته منذ الثورة!