لماذا تعرف أسعار الزقوقو ارتفاعًا رغم توفر المنتج؟ رئيس منظمة إرشاد المستهلك يوضح

أكد لطفي الرياحي، رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، في تصريحه لـ"الترا تونس"، الأحد 31 أوت/أغسطس 2025، أنّ صابة الزقوقو تصلنا بشكل لاحق، على اعتبار أنّ صابة هذا الموسم، التي تباع في الأسواق، ترجع للسنة الفارطة، أما صابة هذه السنة فمازالت على أشجارها ولم يقع جنيها وفق قوله، مشددًا على أنّ المنظمة أكدت على وزارة الفلاحة حين أعطت اللزمة، ضرورة مراقبة هذه اللزمة المسندة، وفقه.

رئيس منظمة إرشاد المستهلك لـ"الترا تونس": إنتاج تونس من مادة الصنوبر الحلبي حوالي 400 طن، لكن لا يقع جمع سوى 100 طن فقط، أي حوالي 20% فقط

وتابع الرياحي في تصريحه لـ"الترا تونس": إنتاجنا حوالي 400 طن من مادة الصنوبر الحلبي، لكن لا يقع جمع سوى 100 طن فقط، أي حوالي 20% فقط، ما يجعل الأسعار ترتفع تكون دومًا في نسق تصاعدي، لأنّ المتحكّم في الأسعار في هذه الحالة هو صاحب اللزمة، باعتبار تحكّمه في الكميّة" على حد تعبيره.

وأضاف الرياحي: "لم ندع لمقاطعة الزقوقو هذه السنة على اعتبار أنّ الأسعار مرتفعة بطبعها، وبالتالي فإنّ التونسي لا يقدر أساسًا على شرائه، فضلًا عن غياب أجهزة رقابية قادرة على مراقبة هذا المنتج، أي مراقبة اللزمة".

وشدّد رئيس منظمة إرشاد المستهلك، على أنّ "منتج الصنوبر الحلبي حساس، يجب خزنه بطريقة معيّنة، إذ سرعان ما يتأثر بالرطوبة وقد يتأثر بظروف الخزن التي يمكن أن تكون غير صحية وبالتالي على أجهزة الرقابة الصحية التأكد من ذلك"، وفقه.

وفي إجابته عن سؤال "الترا تونس" حول صعوبة عملية الجني التي قد تجعل الأسعار مرتفعة، قال الرياحي: "عملية الجنية مضنية ومكلفة، لكن لماذا نقيّد هذه العملية بكمية محدودة يسيطر عليها صاحب اللزمة؟ يجب توفير المنتج وزيادة العرض كي تنخفض الأسعار، ما سيجعل العمال تشتغل أكثر" وفق تقديره.

رئيس منظمة إرشاد المستهلك لـ"الترا تونس": أسعار الزقوقو في نسق تصاعدي، لأنّ المتحكّم في الأسعار هو صاحب اللزمة، باعتبار تحكّمه في الكميّة

وأشار لطفي الرياحي إلى أنّ استهلاك التونسيين من الزقوقو يقدّر بين 95 و100 طن، داعيًا إلى تثمين هذه المادة واستثمارها على طول السنة، وعدم جعلها موسمية، وقال: "يجب أن يصبح منتج الزقوقو متوفرًا على مدار السنة ويقع استعماله في قطاع صناعة المرطبات وغيرها"، مستنكرًا عدم الاستغلال الأمثل للخيرات التي تزخر بها تونس، وفق قوله.

وكان عضو المكتب التنفيذي باتحاد الفلاحة والصيد البحري طارق المخزومي قد أكد في تصريحه لـ"الترا تونس"، في وقت سابق، أن صابة الزقوقو (الصنوبر الحلبي) الذي تعدّه عديد العائلات التونسية "عصيدة" بمناسبة ذكرى المولد، تشهد نقصًا طفيفًا هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك بفعل التغيرات المناخية والحرائق التي قلّصت من مساحات الغابات وأتت على العديد من أشجار الصنوبر الحلبي.

وأضاف المخزومي في تصريح لـ"الترا تونس"، أن "النقص في الصابة، مرده أيضًا الاعتماد على نظام تراخيص لجمع الزقوقو، خلال أشهر جانفي/يناير وفيفري/شباط ومارس/آذار وأفريل/نيسان 2025، خاصة مع تخللها شهر رمضان وتقلّص عدد أيام العمل".

أما على مستوى الأسعار، فقد أوضح محدثنا أنها "تتراوح بين 50 و53 دينارًا للكلغ الواحد من مادة الزقوقو، في مناطق الإنتاج"، مضيفًا أن "هذه الأسعار قابلة للزيادة أو النقصان، وذلك حسب قاعدة العرض والطلب، وقد تكون أسعار الزقوقو أكثر ارتفاعًا في ولايات أخرى أخذًا بعين الاعتبار لكلفة النقل".