22-مايو-2018

اتهامات بالتلاعب بالمونتاج بقصد الإساءة للعيادي

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثارت حلقة الكاميرا الخفية المثيرة للجدل "شالوم"، المعروضة مساء أمس الإثنين، والتي وقع ضحيتها رئيس حركة وفاء عبد الرؤوف العيادي جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبر عديد السياسيين والناشطين عن تضامنهم ومساندتهم للعيادي، المعروف بمواقفه التاريخية الداعمة للقضية الفلسطينية وبتصدره لمشهد التصدي لمخططات التطبيع مع الكيان الصهيوني، وذلك أمام محاولة توريطه في صورة المطبّع عبر أساليب الترهيب والتهديد بالسلاح ضمن سيناريو كاميرا خفية تثير الشكوك حول دوافعها، إضافة للتلاعب بالمونتاج بطريقة مخالفة لحقيقة ما حصل، وفق ما يؤكد العيادي.

تضامن واسع على مواقع التواصل مع عبد الرؤوف العيادي أمام محاولة توريطه في صورة المطبع مع الكيان الصهيوني في الكاميرا الخفية "شالوم"

شكاية بتهمة الحجز والتهديد وتلاعب بالمونتاج

كان قد قدم عبد الرؤوف العيادي قبل بث الحلقة شكاية جزائية ضد الصحفيين وليد الزريبي ومحمد رمزي بوشيحة كشف خلالها أنه وقع إيهامه بوقوعه بيد المخابرات الإسرائيلية، وأنه تم حجزه وتهديده بالسلاح، مع إعلامه بأنه موجود على قائمات الاغتيالات لدى الموساد. وقال العيادي إنه "أمام مناخ التهديد والوعيد ومحاولة الابتزاز، أعلن موقفًا جديدًا من الكيان الصهيوني". وطالب بتتبع المشتكى بهم بتهم الحجز غير القانوني، والتهديد والترهيب.

العيادي قدم شكاية ضد صحفيين في الكاميرا الخفية "شالوم" بتهم الحجز غير القانوني والتهديد والترهيب

كما سبق وصرح العيادي لعديد وسائل الإعلام قبل بث الحلقة، وذلك بعد ورود اسمه في وقت سابق ضمن قائمة "المطبّعين" في هذه الكاميرا الخفية، أنه كان يريد مغادرة مكان اللقاء مع العملاء الإسرائيليين المزعومين ولكن وقع تهديده بالسلاح، كما تم منعه من استعمال هاتفه الجوال.

ولم تتضمن، في المقابل، الحلقة المعروضة للعيادي إلى تعرضه للتهديد بالسلاح أو الإشارة لوضعه على قائمة الاغتيالات وذلك لكشف مناخ التهديد الذي كان يتحدث عنه، إذ أكد العيادي عدم بث المشهد الذي يخوض في اغتياله، وصرّح أن أجواء التهديد جعلته ينتظر رصاصة في أي لحظة، مشيرًا بأن تم التصوير دام ساعة كاملة ولم يقع إلا بث ربع ساعة بطريقة مشوّهة. وطالب، في الأثناء، بنشر التسجيل الكامل للحلقة دون مونتاج.

واعترف، في المقابل، معد الكاميرا الخفية وليد الزريبي بالتلاعب بالمونتاج ولكنه أرجع ذلك بأنه "احترامًا لتاريخ العيادي".

سياسيون وناشطون يساندون العيادي

عبر، في الأثناء، عديد السياسيين والناشطين عن مساندتهم لعبد الرؤوف العيادي مما اعتبروها محاولة تصويره بطريقة كيدية في صورة المطبّع مع الكيان الصهيوني، والحال أنه معروف بمواقفه التاريخية في معاداة هذا الكيان وبدعمه للقضية الفلسطينية.

سياسيون وناشطون يتضامنون مع عبد الرؤوف العيادي ودعوات لتدخل نقابة الصحفيين

إذ نشر الرئيس السابق المنصف المرزوقي نشرية عبر فيها عن "تعاطفه وتضامنه ومحبته" لعبد الرؤوف العيادي الذي وصفه بأنه يتصف بالصدق، والنزاهة، والتعفف والوطنية. وقال المرزوقي: "أتقزّز مما تعرّض له من ابتزاز وتهديد وما يتعرض له من هجومات ظالمة". كما عبر أيضًا القياديين في حراك تونس الإرادة عدنان منصر وطارق الكحلاوي عن دعمهما للعيادي.

وعبر أيضًا الأمين العام للتيار الديمقراطي غازي الشواشي عن مساندته للعيادي، معتبرًا البرنامج "غير بريء ويمكن أن تقف وراءه أطراف مشبوهة". ونشر عضو المجلس الوطني التأسيسي البشير النفزي شهادة لمصور البرنامج والذي تحدث عن وجود تهديد بالسلاح في وجه العيادي وهو ما جعله يتصرّف في حالة خوف.

كما قال القيادي في حركة النهضة سمير ديلو أن ما تعرّض إليه العيادي "هو في الواقع محاولة اغتيال معنوي ورمزي حقيقية".

كما شكك ناشطون في دوافع هذه الكاميرا الخفية التي اعتبروها بابًا خلفيًا للتطبيع، وتحدثوا عن محاولة اغتيال رمزي لعبد الرؤوف العيادي بالذات أمام الرأي العام خاصة وأنه المعروف بمواقفه الثابتة الرافضة للكيان الصهيوني، والتي جسمها عمليًا من خلال تأكيده الدائم في حواراته على ضرورة التصدي لمحاولات التطبيع عبر لوبيات نشطة تسعى لتثبيت وجودها في تونس.

وطالب صحفيون، في نفس السياق، بضرورة تدخل النقابة الوطنية للصحفيين لإيقاف ما وصفوها بالمهزلة والإساءة لقطاع الصحافة عبر كاميرا خفية لا تحترم أصول المهنة، وتعتمد أساليب غير أخلاقية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"طابور خامس ومرتزق".. رئيس الحزب الليبرالي بوعتور يؤيد التطبيع مع إسرائيل!

المؤشر العربي: 93 % من التونسيين ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني