قيس سعيّد: عديدة هي الجدران الآيلة للسقوط في كل أنحاء الجمهورية

قال الرئيس التونسي قيس سعيّد يوم الأربعاء 16 أفريل/نيسان 2025 خلال اجتماع وزاري، إن "التلاميذ المتوفين يوم الاثنين 14 أفريل/نيسان 2025، نتيجة سقوط جزء من سور معهد في المزونة ذهبوا ضحية إهمال فضلاً عن الفساد في هذه المؤسسات لسنوات طويلة".

وأضاف قيس سعيّد في فيديو نشر فجر الخميس 17 أفريل/نيسان 2025 على الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية، أن "جدار معهد المزونة كان آيلاً للسقوط منذ سنتين على الأقل وربما أكثر، وعديدة هي الجدران الآيلة للسقوط، لا في المزونة فقط ولكن في كل أنحاء الجمهورية، حتى في العاصمة".

وأفاد بأن الاجتماع الوزاري المتعلق بقطاع التربية والتعليم ‎سيتطرق إلى "الإجراءات العاجلة التي لا يجب أن تتأخر للتعهد بكل المؤسسات ومنها المؤسسات التربوية، قائلاً إن مؤسسات أخرى كثيرة تستدعي التدخل السريع والعاجل لصيانتها وإزالة الخطر، إما بمنع المرور أمامها أو إزالتها تمامًا إن كانت تمثل خطرًا على التلاميذ أو عموم المارة".

 قيس سعيّد: جدار معهد المزونة كان آيلاً للسقوط منذ سنتين على الأقل وربما أكثر، وعديدة هي الجدران الآيلة للسقوط، لا في المزونة فقط ولكن في كل أنحاء الجمهورية، حتى في العاصمة

وشدد على أن "الإجراءات العاجلة يجب أن تُطبق ولا يجب أن نتعلل بالإجراءات والقوانين"، مضيفًا أنها "لا يجب أن تمثل حاجزًا أمام التدخل العاجل للحفاظ على حياة التونسيين".

وأضاف أن "الدولة عليها أن تقوم بدورها كاملاً ولا مجال للعودة إلى ترك مؤسسات الدولة تتهاوى أمامنا"، مشددا خلال الاجتماع الوزاري: "نحن هنا نتحمل المسؤولية الوطنية كاملة حتى لا تتكرر هذه المشاهد في المعاهد وسائر المؤسسات الأخرى".

وتابع سعيّد: "إن كانت هناك عقبات قانونية يتعلل بها البعض لعدم التدخل، هذه العقبات لا بدّ من إزالتها".

وتحدث عن مشاريع معطلة رغم أن الأموال مرصودة، مشيرًا إلى مدرسة الفقيدة مهى القضقاضي بفرنانة من ولاية القصرين، ومشروع بناء جسر صغير حتى يتمكن التلاميذ من العبور الذي رصدت لفائدته أموال بقيمة 250 ألف دينار إلا أنه لم يتم إنجازه إلا بتدخل من القوات العسكرية التي قامت بتجديد المدرسة والطريق بمبلغ لم يتجاوز 90 ألف دينار، وفق قوله.

 قيس سعيّد: سننظر في الإجراءات العاجلة وسيتم توفير الأموال الكافية حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي، والإجراءات العاجلة يجب أن تُطبق دون التعلل بالإجراءات والقوانين

وشدد سعيّد: "نحن في سباق ضدّ الساعة.. وسننظر في الإجراءات العاجلة وسيتم توفير الأموال الكافية حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي، وكل مسؤول يخل بمسؤوليته فليبدأ بحزم حقائبه لمغادرة هذه المسؤولية لأنه ليس أهلاً لها".

ويشار إلى أن انهيار جزء من سور معهد المزونة من ولاية سيدي بوزيد، يوم الاثنين 14 أفريل/نيسان الحالي، أدى إلى وفاة 3 تلاميذ، يدرسون في السنة الرابعة ثانوي بكالوريا علوم تقنيّة، وإصابة اثنين آخرين، تم نقلهما إلى المستشفى، وقد شهدت مدينة المزونة احتقانًا في صفوف الأهالي تنديدًا بالحادثة، محمّلين السلطات المختصة المسؤولية باعتبار أنه سبق أن تم الإشعار بمدى خطورة وضعية جدار المعهد.

وأثارت الحادثة استياءً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وندد نشطاء بتردّي البنى التحتية للمؤسسات التربوية، وبتجاهل المطالب بالتدخل لإيجاد حلول التي ترفع من حين للآخر. وندد آخرون بما اعتبروه "تهميشًا وتجاهلًا" للمناطق التي توجد في الولايات الداخلية، وعدم تخصيص ميزانيات كافية لمؤسساتها وتحسين بنيتها التحتية، متسائلين إلى متى يستمر هذا الوضع في ظل تواصل اعتماد سياسات تكرّس المركزية، حسب تقديرهم.