18-نوفمبر-2022
جرجيس احتجاج

كان متساكنو جرجيس قد أعلنوا عن مسيرة سلمية في اتجاه جزيرة جربة تزامنًا مع القمة الفرنكوفونية

الترا تونس - فريق التحرير

 

انطلق عدد من متساكني جرجيس، صباح الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في مسيرة سلمية سيرًا على الأقدام في اتجاه جزيرة جربة التي من المنتظر أن تحتضن القمة الفرنكوفونية السبت والأحد 19 و20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في حركة احتجاجية رمزية للمطالبة بانعقاد مجلس وزاري خاص بملف مفقودي جرجيس إثر غرق مركب للهجرة غير النظامية منذ 21 سبتمبر/أيلول المنقضي.

قوات الأمن تعترض طريق مسيرة سلمية انطلقت من جرجيس في اتجاه جربة وتعمد إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين

إلا أن قوات الأمن اعترضت طريق المسيرة على مستوى مفترق طريق الزيتون الذي يسبق الجسر الفاصلة بين مدينة جرجيس وجزيرة جربة، وعمدت إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وفق ما وثقته مقاطع فيديو وما أكده نشطاء.

وأكد الناشط بالمجتمع المدني بجرجيس علي كنيس، في تدوينة له على فيسبوك، أنه تم "استعمال الغاز والقوة ضد المسيرة والاعتداء على النساء والأطفال"، معقبًا القول: "جريمة الدولة مستمرة"، وفق تعبيره.

الناشط المدني بجرجيس علي كنيس: المتظاهرون كانوا متجمعين بشكل سلمي قرب الجسر المؤدي إلى جربة، وما راعهم إلا أن يتم إطلاق الغاز المسيل للدموع تجاههم والاعتداء حتى على النساء والأطفال

كما قال كنيس، في تصريح لإذاعة "ديوان" (محلية)، إن المتظاهرين كانوا متجمعين بشكل سلمي على مستوى مفترق طرق الزيتون قبل الجسر المؤدي إلى جربة، وما راعهم إلا أن يتم إطلاق الغاز المسيل للدموع على عائلات المفقودين والنساء والأطفال فضلًا عن استعمال العنف تجاههم رغم سلمية التحرك الاحتجاجي الذي ينفذونه.

صورة

وتابع قائلًا: هذه جريمة أخرى تضاف إلى الجرائم التي تمارسها الدولة"، وفق تعبيره.

وأردف الناشط بالمجتمع المدني بجرجيس: الآن نحن ذاهبون في عصيان مدني بداية من مساء الجمعة وسنقوم بغلق كل منافذ جرجيس، وكل المؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة"، على حد قوله.

الناشط المدني علي كنيس: سنقوم بعصيان مدني بداية من مساء الجمعة وسنقوم بغلق كل منافذ جرجيس، وكل المؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة

بدوره، أكد المصور الصحفي محمد كريت، في تدوينة له على فيسبوك، أن قوات الأمن عمدت إلى "استعمال مكثف للغاز المسيل للدموع"، مشيرًا إلى أن هناك حالات إغماء بين المحتجين الذين من بينهم نساء وأطفال وكبار السن"، حسب تأكيده.

صورة

وتناقل نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق عددًا كبيرًا من قوات الأمن المدججة على مستوى الجسر الذي يربط بين مدينة جرجيس وجزيرة جربة، كما توثق استعمال الغاز المسيل للدموع والمواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن على مستوى مفترق الزيتون قرب الجسر.

جدير بالذكر أن متساكني مدينة جرجيس كانوا قد أعلنوا، منذ الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، اعتزامهم التوجه في مسيرة كبرى سيرًا على الأقدام إلى جزيرة جربة للمطالبة بعقد مجلس وزاري يخصص للنظر في فاجعة جرجيس.

وأكد الناشط بالمجتمع المدني علي كنيس، الأربعاء، في تصريح لإذاعة "SonFm" (تابعة لمنظمة "أنا يقظ")، أن هذه المسيرة هي حركة رمزية من متساكني جرجيس لتبليغ صوتهم وإيصال مطالبهم، معتبرًا أنه من غير المعقول أن الدولة لا تحرك ساكنًا والحال أنه قد مرّ قرابة شهرين على انطلاق الفاجعة.

وذكّر كنيس بأن التحركات الاحتجاجية لمتساكني جرجيس أخذت أشكالًا تصاعدية  من مسيرات وإضراب عام واعتصام تم خلاله غلق فضاء الأنشطة الاقتصادية والميناء التجاري بجرجيس، للمطالبة بإيجاد جثث المفقودين ومحاسبة كل من يثبت تورطه، وعقد مجلس وزاري خاص بالجهة.

وأكد الناشط المدني، في هذا الصدد، أن تعامل السلطة لم يتغير وبقي على نفس الوتيرة من تقديم معطيات خاطئة وتجاهل ولا مبالاة تجاه ملف مفقودي جرجيس، مشيرًا إلى أنه "في حال لم يتقرر عقد مجلس وزاري خاص بجرجيس في غضون يومين، آنذاك، فإن متساكني جرجيس مستعدون للذهاب في مسيرة كبرى سيرًا على الأقدام إلى جربة، في حركة رمزية"، وفق، لكن يبدو أن السلط المركزية لم تُعر اهتمامًا لتلويح متساكني جرجيس بالتوجهة في مسيرة لجربة، ولم تعلن عن أي إجراء من شأنه أن يجعلهم يعدلون عن قرارهم.

يشار إلى أن جرجيس تعيش طيلة الأسابيع الأخيرة على وقع سلسلة من التحركات احتجاجية، إثر فقدان 18 من أبنائهم بعد غرق قارب للهجرة غير النظامية والتفطن لدفن جثامين عدد منهم في مقبرة "الغرباء" دون إجراء تحاليل جينية لها، لعلّ أبرزها كان الإضراب العام بمعتمدية جرجيس في 18 أكتوبر/تشرين الأول المنقضي الذي كان قد دعا إليه الاتحاد المحلي للشغل بجرجيس، والذي تخللته مسيرة حاشدة للمتساكنين.

وعاشت جرجيس منذ قرابة شهرين على وقع فاجعة انطلقت بانقطاع سبل التواصل منذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي مع مهاجرين كانوا قد غادروا سواحل جرجيس في إحدى رحلات الهجرة غير النظامية، وتم بعد أكثر من أسبوعين العثور على بعض الجثث بعد عمليات تمشيط بحرية وبرّية قام بها أهالي الجهة، الذين يشتكون عدم تعاون السلطات.