13-مارس-2018

تعتمد بعض الألعاب الالكترونية على تحدي المراهق لذاته وهو ما قد يمثل خطرًا (Getty)

أمام تتالي حالات انتحار أطفال في عديد المناطق التونسية بسبب لعبتي "الحوت الأزرق" و"مريم"، تحرّك المجتمع المدني في تونس لمنع هاتين اللعبتين من التطبيقات والمواقع الاجتماعية على شبكة الأنترنت في تونس، وهو ما استجابت له فعلًا المحكمة الابتدائية بسوسة مؤخّرًا بإصدار قرار استعجالي بحجب اللعبتين من جميع المواقع الإلكترونية والمواقع الاجتماعية ومن متاجر التطبيقات ووصلات التنزيل التي يمكن النفاذ إليها على شبكة الأنترنت التونسية.

صدر قرار استعجالي من محكمة سوسة يقضي بحجب لعبتي "الحوت الأزرق" و"مريم" من شبكة الأنترنت التونسية

اقرأ/ي أيضًا: تونس: حرائق تحاصر المبيتات المدرسية.. والفاعل مجهول

من صاحب الدّعوى؟

تقدّمت بهذه الدعوى الاستعجالية جمعية أولياء تلاميذ إحدى المدارس الابتدائية بسوسة، وسط تونس، وهي جمعية تنشط في مجال الثقافة والتربية وأنشطة اجتماعية ورياضية وفنية ومن مهامها التواصل بين الأولياء والهيئة التعليمية. وبيّنت في عريضة الدعوى أن تحرّكها يأتي على خلفية وجود تهديدات جدية على حياة التلاميذ بسبب لعبتي "الحوت الأزرق" و"مريم". وأكدت الجمعية أنها لديها الصفة والمصلحة، وهما من شروط قبول الدعوى، على اعتبار حرصها على حماية منظوريها من التلاميذ كما تشير.

حول خطورة اللّعبتين

بيّنت الجمعية في دعواها خطورة هذا النوع من الألعاب باستعراضها مراحل اللعبة التي أودت بحياة العديد من الأطفال في تونس، حيث ذكرت أنه يُطلب من المراهق نقش الرمز F57" " أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً.

وبعد ذلك يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة، وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف. وبيّنت أن المراهق يقوم بالمهام المطلوبة منه إلى أن يصل اليوم 50، الذي يٌطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين.

تقوم اللعبة الخطيرة على مراحل حيث تطلب من المراهق أن يقوم بالمهام المطلوبة منه إلى أن يصل اليوم الأخير الذي يٌطلب فيه منه الانتحار

كما كشفت الجمعية في عريضة دعواها أنه لا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة، وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسؤولين عن اللعبة يهددون الشخص الذي على وشك الانسحاب ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة. ويهدد القائمون على اللعبة المشاركين الذين يفكرون في الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم.

ضدّ من؟

توجّهت الدّعوى ضد الوكالة التونسية للأنترنات وهي مؤسسة وطنية تأسّست سنة 1996 مهمّتها تزويد العبور إلى الإنترنت في تونس، بحيث تتمتّع بصلاحية منع الولوج إلى المواقع. وقد استعمل النظام السابق هذه الوكالة للتضييق على حرية الانترنت وتتبّع المعارضين والمدونين والتضييق عليهم.

وقد رفضت الوكالة الحضور أو توكيل من ينوبها أو حتى تقديم جوابها عن الدعوى رغم بلوغ الاستدعاء إليها، وذلك وفق ما أشار نص القرار الاستعجالي.

اقرأ/ي أيضًا: كيف كانت بنزرت قاعدة عسكرية "نووية"؟

ماهي أسس القرار الاستعجالي؟

أكدت المحكمة في قرارها أن لعبتي "الحوت الأزرق" و "مريم" تشكلان خطورة بالغة على مستعمليها لاستهدافها لفئة الأطفال في سن المراهقة، وأشارت أنّ "هذه الفترة الحرجة من العمر المتميزة بنقص التجربة وهشاشة الوضع النفسي والأحاسيس المضطربة باعتبار أن هاتين اللعبتين تعتمدان على تحدي المراهق لذاته وسعيه الدائم لإثبات صحة وجهة نظره".

أكدت المحكمة في قرارها أن لعبتي "الحوت الأزرق" و"مريم" تعتمدان علي تحدي المراهق لذاته وسعيه الدائم لإثبات صحة وجهة نظره

واستندت المحكمة في قرارها إلى أن حق الطفل في الحياة المضمون بموجب الفصل 22 من الدستور، وكذلك الفصل 6 من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل إضافة للفصل 22 من مجلة حقوق الطفل التي تحميه من كافة أشكال العنف والضرر والإساءة البدنية. وانتهت بذلك لقبول الدعوى استعجاليّا بالإذن للوكالة التونسية للأنترنت بحجب اللعبتين من الشبكة التونسية على الأنترنت بصفة فورية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل تتلاعب مؤسسات سبر الآراء بالرأي العام التونسي؟

رجال تونسيون ضحايا العنف "المؤنث"