06-يونيو-2019

قال الكاف إن الظروف الأمنية للمباراة لم تكن مناسبة (ياسين القايدي/ الأناضول)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثار قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، مساء الأربعاء 5 جوان/يونيو 2019، بإعادة مباراة النهائي لدوري أبطال إفريقيا بين الترجي الرياضي التونسي والوداد الرياضي المغربي ونقلها خارج حدود تونس، بتعلّة أن الظروف الأمنية للمباراة لم تكن مناسبة، جدلًا وردود فعل غاضبة بين جماهير الترجي وكذلك في صفوف عديد التونسيين وإن اختلفت انتماءاتهم الرياضية.

المكلف بالإعلام في اتحاد الشغل: تعامل "الكاف" مع مقابلة الترجي التونسي والوداد المغربي لم يكن رياضيًا ولكن ديبلوماسيًا وسياسيًا

وقد اعتبر المكلّف بالإعلام بالاتحاد العام التونسي للشغل غسان القصيبي أن تعامل "الكاف" مع مقابلة الترجي التونسي والوداد المغربي لم يكن رياضيًا ولكن ديبلوماسيًا وسياسيًا، قائلًا "مرة أخرى نكتشف مدى تدهور تأثير القرار والفعل التونسي في الخارج". وأضاف القصيبي في تدوينة بحسابه الخاص بموقع فيسبوك أن ما حصل "مهزلة جديدة ضدّ تونس وإهانة لأمنها وتاريخها ونجاحها".

من جهته، أكد الإعلامي محمد فوراتي أن قرار الاتحاد الإفريقي المصحوب بتبرير "لأسباب أمنية" لا يمكن قبوله باعتبار أن تونس نجحت في تنظيم وتأمين مؤتمرات واجتماعات دولية عديدة منها القمة العربية وحج الغريبة، معتبرًا أن هذا التبرير له خلفية سياسية ولا يمكن قبوله، وفق  تعبيره.

وفي الإطار ذاته، اعتبر الناشط في المجتمع المدني سامي بن غازي أن "السيادة التونسية تنتهك من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إثر هذا القرار" وأن قرار إعادة المباراة بسبب عدم توفر "الأمن الكافي" في تونس تقييم مشين من قبل هذه الهيئة الرياضية للدولة التونسية. وأضاف بن غازي أن "تسويق صورة تونس على أنها دولة عاجزة عن تنظيم مباراة كرة قدم هي عملية تشويه لصورة هذا البلد الذي يستعدّ لاستقبال ملايين السياح في هذه الأشهر"، مشيرًا إلى أن من يريد تبسيط الأمور ويقول إنها مجرّد مباراة عليه أن يقرأ جيدًا تاريخ الديبلوماسية الرياضية كي يعلم أن السياسة الدولية هي من يدير كواليس الرياضية العالمية وأن الغلبة تكون في عديد الحالات للأقوى سياسيًا وماليًا وليس رياضيًا.

الناشط في  المجتمع المدني سامي بن غازي: السياسة الدولية هي من يدير كواليس الرياضية العالمية وأن الغلبة تكون في عديد الحالات للأقوى سياسيًا وماليًا وليس رياضيًا

بدوره، أكد الصحفي الرياضي إسلام مدب أن "إعادة مقابلة الترجي التونسي والوداد المغربي مؤشر خطير لسمعة الكرة الإفريقية لعدة أسباب من بينها انعدام الثقة في الهيكل المشرف على كرة القدم في إفريقيا بقيادة أحمد أحمد"، مشيرًا إلى ضرورة أن تتخذ الجامعة التونسية لكرة القدم قرارات في قيمة الانسحاب من جميع المسابقات التي تنظمها الكاف إلى حين "تنظيفها"، حسب تعبيره.

واستنكر قيام رئيس الكاف بتقديم اللقب للترجي ومن ثم القول إنه ستتم إعادة المباراة، مبرزًا أن هيئة الترجي مطالبة بالاحتفاظ بلقبها وعدم إعادة المبارة.

واعتبر الناشط في حزب التيار الديمقراطي معز بلكود، من جهة أخرى، أن رسالة الاتحاد الإفريقي للعالم تمثلت في أنه "حتى بحضور رئيس الحكومة، تونس بلد غير قادر على تأمين حدث رياضي"، مؤكدًا أن "القضية تجاوزت البعد الرياضي وأصبحت تمس بصورة البلاد وسمعتها رياضيًا، أمنيًا وحتى سياحيًا".

وبيّن بلكود أن المشكل أن "الضربة" تأتي مرة أخرى من المغرب الذي قال إنه تعوّد في السنوات الأخيرة على استغلال أزمات الاستقرار السياسي والأمني في تونس لخدمة مصالحه الاقتصادية والسياحية، مبينًا أن المسؤولية كاملة عن غياب "الفار" تقع على عاتق الاتحاد الإفريقي وحده ولا دخل للترجي فيها. وأضاف أن "ما حصل هو ظلم جديد في حق الترجي أولًا وفي حق تونس ثانيًا وأن الكاف بدل تحمّل مسؤولية الفضيحة أعاد صياغة فضيحة أخرى".

يذكر أن الترجي الرياضي التونسي أكد في بلاغ له أنه تلقى قرارات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "باستغراب كبير"، مضيفًا أنه "سيعقد خلال الأيام القادمة اجتماعًا طارئًا للطعن في هذا القرار لدى الجهات الدولية المختصة واتخاذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن حق الفريق بكل الطرق القانونية".

من ناحيته، وصف رئيس اللجنة القانونية للفريق رياض التويتي، في تصريح صحفي، قرار "الكاف" بأنه "سابقة قانونية"، مؤكدًا أن الترجي عوقب مرتين الأولى بإعادة اللقاء والثانية بخوض اللقاء خارج تونس. وانتقد استناد القرار على عدم توفر الظروف الأمنية قائلًا إن "رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أحمد أحمد كان جالسًا إلى جانب رئيس الحكومة التونسية جنبًا إلى جنب وقد تمتع بحماية كبيرة صحبة بقية أعضاء الكاف".

وبخصوص الطعن في القرار، أكد التويتي أنه إذا كانت إحدى لجان الكاف هي التي أصدرت القرار، فالطعن سيتوجه إلى لجنة الاستئناف التابعة للاتحاد الأفريقي، وبعدها يمكن اللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية "التاس" وفق تأكيده.

وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد وصف في تدوينة نشرها بحسابه بالفيسبوك قرار "الكاف" بأنها "مهزلة للكاف" معلقًا على حسابه على فيسبوك "تحية لقواتنا الأمنية مثال يحتذى به في العالم ومن يشكك في أمن تونس يتحمل مسؤوليته. تحية لجمهور الترجي على انضباطه في المباراة الأخيرة. لن نسلم في حق الترجي وفي حق أي جمعية تونسية. التوانسة يد وحدة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الترجي بطل تونس للمرة 29: تاريخ الأحمر والأصفر في بطولة تونس

ماذا تعرف عن حصاد الترجي الرياضي التونسي في المسابقات الإفريقية؟