قبل العودة المدرسية.. كيف تخطط الأسر التونسية للشهر الأخير من العطلة الصيفية؟
14 أغسطس 2025
مع تبقي شهر واحد فقط على العودة المدرسية، يجد العديد من الأهالي أنفسهم أمام تحدي كيفية استثمار الأيام المتبقية من العطلة الصيفية بطريقة تفيد أطفالهم، وتمنحهم الترفيه وتجارب جديدة، وفي الوقت نفسه تهيئهم للعام الدراسي المقبل.
ويبحث الأهالي عن النوادي الصيفية المناسبة التي توفر بيئة آمنة ومشوقة، بعيدًا عن الضغوط المدرسية، لكن اختيار النادي المثالي يحتاج إلى تخطيط مسبق ومعايير واضحة لضمان تجربة صيفية ممتعة وفعالة.
"الترا تونس" تواصل مع عدد من الأولياء ومختصين في التربية بشأن هذا الموضوع، تفاصيله في التقرير التالي.
مريم المالكي: النوادي الصيفية بين التطور التكنولوجي والضغوط الأسرية
في خضم التطور التقني والتكنولوجي المتسارع، والضغوطات اليومية التي تعيشها العائلة التونسية، تجد الكثير من الأسر نفسها مجبرة أحيانًا على اتخاذ قرارات صعبة، من بينها تسجيل أطفالهم في النوادي الصيفية.
تقول مريم المالكي لـ"الترا تونس": "اليوم أصبحنا مضطرين أحيانًا لاختيار النوادي الصيفية، نوادي الرياضة والترفيه، نوادي تنمية المهارات الشخصية للأطفال والمراهقين، نوادي اللغات وغيرها الكثير، رغم أنها ليست دائمًا خيارنا الأول".
في آخر فترات العطلة الصيفية، يبحث الأهالي عن نواد لأطفالهم بعيدًا عن الضغوط المدرسية، لكن اختيار النادي المثالي يحتاج إلى تخطيط مسبق ومعايير واضحة.. "الترا تونس" تعرّف على تجارب عدد من الأولياء وتواصل مع مختصين في التربية لتقديم إرشاداتهم
وتوضح المالكي أن الجانب الإيجابي في هذه النوادي لا يمكن تجاهله: "النوادي تساعدنا على ملء أوقات فراغ أبنائنا بطريقة مفيدة، كما تتيح لهم تطوير مهاراتهم الشخصية التي قد تفيدهم في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، توفر لهم فرصًا للترفيه وتقلل من ساعات تعرضهم للشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية".
اقرأ/ي أيضًا: من الترفيه إلى الإدمان.. كيف نواجه تعلّق الأطفال بالشاشات؟

ولكن تشير مريم، للجانب السلبي لهذه النوادي، وهو العبء المادي الكبير على العائلة: "مع ازدياد الطلب على هذه النوادي، ارتفعت الأسعار بشكل كبير، ولم تعد في متناول الأسر متوسطة الحال، خاصة إذا كان لديها أكثر من طفل. العائلات اليوم تبحث وتجتهد لتوفير فرص لأبنائها لتطوير مهاراتهم وبناء شخصياتهم، لكن التكاليف العالية تجعل ذلك تحديًا كبيرًا".
وتختم مريم المالكي بالقول: "على الرغم من التحديات المالية، تبقى هذه النوادي خيارًا مهمًا للآباء الذين يسعون لتوفير بيئة غنية بالأنشطة المفيدة لأطفالهم، وهو ما يجعل العائلة توازن بين الضغوط اليومية والفوائد الطويلة الأمد لتطوير شخصية الطفل".
صفاء العياري: "أهتم بتوازن البرنامج اليومي لأطفالي"
"مع تبقي شهر على العودة المدرسية، بدأت أفكر في كيفية تنظيم وقت أطفالي بشكل متوازن، بين النوادي الصيفية والوقت العائلي. أحرص دائمًا على الحوار معهم أولًا لمعرفة ميولاتهم والأنشطة التي يحبونها، فهذا يساعدني على اختيار النادي المناسب لهم"، هكذا تحدثت صفاء العياري (أم لطفلين) لـ"الترا تونس" عن كيفية استثمارها للعطلة الصيفيّة.
وتتابع صفاء: "قبل تسجيل أي طفل، أحرص على زيارة النادي شخصيًا للتأكد من عدة أمور مهمة: مساحة مكان اللعب، التهوئة، وجود مساحة خارجية آمنة للعب، وإذا كان هناك مسبح، أتحقق من معايير السلامة. وأعتبر النادي المكان المثالي لتهيئة الأطفال للعودة المدرسية وإخراجهم تدريجيًا من أجواء العطلة".
وتضيف: "أمضيت شهر جويلية/يوليو رفقة أبنائي نظرًا لتزامنه مع الإجازة. ومع انتهائها وجدت أنه من الحتمي إيجاد المكان الأمثل لهم لإكمال العطلة خاصّة وأنّ عملي يشغلني على امتداد اليوم".
خديجة بسيس (مختصة في التربية) لـ"الترا تونس": يجب على الأهالي التحقق من كفاءة المشرفين على النوادي الصيفية ومدى تأهيلهم للتعامل مع الأطفال، كما أن توازن البرنامج اليومي أمر حاسم لتجنب إرهاق الطفل
وتشدد العياري على أهمية الوقت خارج النادي: "أحرص على أن يكون الوقت الذي يمضيه الطفل في النادي محدودًا، مع مراعاة عملي وظروف الأسرة، ولكني كثيرًا ما أشعر بالذنب لعدم تمكّني من إمضاء الكثير من الوقت مع أبنائي".
اقرأ/ي أيضًا: العودة المدرسية في تونس.. هل تحولت إلى موعد للتفاخر وتكريس الطبقية؟
وتضيف في ختام حديثها: "أفكر أيضًا في النوادي التي سأختارها خلال السنة الدراسية، ليس الصيف فقط. أريد أن تكون البيئة محفزة للطفل، تمنحه فرصًا للإبداع والتواصل الاجتماعي، ويجد من خلالها متنفسًا من الضغط اليومي في المدرسة".
مختصة في التربية: "لا تشعر بالذنب إذا كان طفلك في حالة فراغ"
من جانبها، تقدم المختصة في التربية خديجة بسيس إرشادات دقيقة للأهالي قبل تسجيل أطفالهم في النوادي الصيفية، وتؤكّد في تصريحها لـ"الترا تونس" على ضرورة محاورة الطفل لمعرفة ميولاته ووضع ضوابط واضحة لاختيار النادي.

وتضيف: "يجب على الأهالي التحقق من كفاءة المشرفين ومدى تأهيلهم للتعامل مع الأطفال، كما أن توازن البرنامج اليومي أمر حاسم لتجنب إرهاق الطفل. الأنشطة يجب أن تكون ترفيهية ثقافية، وليست دروس دعم أو واجبات مدرسية. فالغاية من الصيف هي الترفيه، تغيير الجو، وتجربة الحياة بشكل مختلف".
خديجة بسيس (مختصة في التربية) لـ"الترا تونس": الأنشطة في النوادي الصيفية يجب أن تكون ترفيهية ثقافية، وليست دروس دعم أو واجبات مدرسية، والوقت الذي يمضيه الطفل في النادي يجب أن يكون محدودًا، مع مراعاة ظروف الأولياء
وتوضّح المختصة في التربية: "الوقت الذي يمضيه الطفل في النادي يجب أن يكون محدودًا، مع مراعاة ظروف الأولياء، وإمكانية الاستعانة بالأقارب لقضاء بعض الوقت معه. الصيف فرصة لإعادة اكتشاف الألعاب القديمة، وتشجيع اللعب الحر، ما يحفز الإبداع والتفاعل الاجتماعي. كما أن تخصيص وقت للراحة ووقت عائلي ذو جودة، بعيدًا عن الشاشات، ضروري للحفاظ على صحة الطفل ومزاجه".
وتختم بسيس: "يجب الالتزام بمواعيد نوم الطفل حتى في الصيف، لتجنب الإرهاق الذي قد يقلل من استفادته من الأنشطة. الصيف لا يعني أن يكون الطفل منشغلاً طوال الوقت، بل يمكن تخصيص فترة محدودة في النادي، فيما يقضي الباقي مع العائلة أو الإخوة، لضمان تجربة متكاملة قبل العودة المدرسية".
ومع تبقي شهر على العودة المدرسية، يصبح التخطيط لاختيار النوادي أمرًا ضروريًا لضمان تجربة ممتعة ومتوازنة للأطفال. من خلال الحوار مع الطفل، اختيار النوادي بعناية، توازن وقت اللعب الحر والأنشطة المنظمة، والالتزام بمواعيد النوم، يمكن للأهالي أن يمنحوا أطفالهم أوقاتًا ممتعة وآمنة، مع استعداد كامل للعودة المدرسية بنشاط وحيوية.

الكلمات المفتاحية

العمل المستقل في تونس.. حرية مهنية تواجه هشاشة قانونية وإدارية
شهدت السنوات الأخيرة في تونس توسعًا ملحوظًا في ظاهرة العمل المستقل أو ما يُعرف بـ"العمل الحر" (Freelance)، حيث اختار العديد من الشباب هذا النمط من الشغل بحثًا عن حرية مهنية واستقلال مادي خارج أطر الوظيفة التقليدية، إلا أن هذا التوجّه المستجد يثير إشكالات متعددة تتعلق بوضعية هؤلاء داخل المنظومة القانونية والإدارية والاجتماعية الوطنية

سرديات تُضيء مهنة النادل في تونس
في آلاف المقاهي المنتشرة على طول البلاد التونسية، هناك شريحة مهنية لا يُستهان بها تضم آلاف الندل.. ثمة شخصيات وهبتها الحياة ما لم توهبها المدارس، استثنائية وألمعية بحضورها الطاغي أثناء أدائها لعملها

الكفيف في تونس.. مسيرة مضنية بين عزلة رقمية وفجوة معرفية
"الترا تونس" نقل من خلال التقرير التالي تجارب تلاميذ وطلبة من ذوي الإعاقة البصرية في مسيرة التحصيل الدراسي

طقس تونس.. أمطار في عدة مناطق وانخفاض طفيف في درجات الحرارة
معهد الرصد الجوي: درجات الحرارة القصوى تتراوح بين 16 و21 درجة في الشمال والوسط، وتصل إلى 27 درجة في بقية المناطق

"مصدر انبعاث غازات مسرطنة".. وقفة احتجاجية في قليبية للمطالبة بغلق مصب
انتظمت يوم الاثنين 17 نوفمبر 2025، أمام مقر معتمدية قليبية من ولاية نابل وقفة احتجاجية للمطالبة بالإسراع في غلق المصب العشوائي بوادي ليمام، وذلك بمبادرة من فرع قربة–قليبية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد المحلي للشغل قليبية–حمام الغزاز، وبمشاركة عدد من المواطنات والمواطنين المتضررين من الوضع البيئي المتدهور بالمنطقة

كاتب عام اتحاد الشغل بصفاقس لـ"الترا تونس": متمسكون بالإضراب وبحق العمال في الزيادات
أكد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، يوسف العوادني، لـ"الترا تونس"، يوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 تمسّك الاتحاد بتنفيذ الإضراب العام يوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 في القطاع الخاص، احتجاجًا على تعطّل المفاوضات الاجتماعية الخاصة بالزيادة في أجور سنة 2025

تونس تتسلم 47 سيارة إسعاف من الاتحاد الأوروبي
أعلن الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، عن تسليم 47 سيارة إسعاف كاملة التجهير إلى تونس في إطار برنامج "الصحة عزيزة"، الذي يهدف إلى دعم القطاع الصحي وتعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية في الخطوط الأمامية وجودتها

