05-مارس-2020

النائب السابق لرئيس حركة النهضة (وكالة الأناضول)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

وجه القيادي في حركة النهضة والنائب السابق لرئيسها عبد الحميد الجلاصي في نص استقالته انتقادات لخياراتها السياسية طيلة السنوات الماضية إضافة لطريقة تسييرها من رئيسها راشد الغنوشي منتقدًا بالخصوص عدم الحوكمة والقيام بالإصلاحات المؤسساتية، وفق قوله.

وقال الجلاصي إن "الحركة لم تمر في تاريخها بمثل حالة المركزة الراهنة في الموارد والمصالح.. وبمثل حالة التهميش للمؤسسات" مشيرًا إلى التدخلات العائلية.

عبد الحميد الجلاصي: حركة النهضة بصدد التحول إلى حزب ما يطلبه المستمعون دون تجذر قيمي ولا اجتماعي وكل شيء قابل للمقايضة

وأضاف، في هذا الجانب، أن طريقة الإدارة الممركزة تصوغ الحركة صياغة جديدة في الهوية السياسية بـ"إدارة ذاتية وعائلية للملف السياسي" و"احتكار العلاقات الداخلية والخارجية وفقًا لفلسفة التأمين الذاتي مع عائلة الرئيس الراحل وعلى حساب البلاد" و"احتكار المال واستعماله أداة للتحكم والترويض والعقاب".

وأضاف أنه تم دفع حركة النهضة كي تكون "الوسيط الأبرز في العلاقة بالدوائر المالية الأجنبية وتمرير القوانين التي تخدم الفئات الاجتماعية الأبعد عن القاعدة الانتخابية للحركة"، معتبرًا أنه "تم زجّ النهضة في السيستام وهو يحتاجها".

وتحدث أن النهضة استنزفت رصيدها الأخلاقي والقيمي وهي "بصدد التحول إلى حزب ما يطلبه المستمعون دون تجذر قيمي ولا اجتماعي وكل شيء قابل للمقايضة" وفق تعبيره.

واعتبر أن الأشهر الأخيرة "كانت اختبارًا لإدارة موغلة في الارتجال وفِي التردي من فضيحة القائمات إلى الزواج بنية الطلاق مع إدارة حملة الأستاذ عبد الفتاح وإدارة حكومة الجملي بل حتى التعامل التكتيكي مع حكومة الفخفاخ" متحدثًا أيضًا عن "التلاعب برأي عام نهضوي طيب يثق في قادته كما يثق في الصحابة" .

واعتبر القيادي المستقيل أن النهضة "ساهمت في إضاعة خمس سنوات على البلاد من سنة 2014 إلى سنة 2019" دون استخلاص الدروس.

وتحدث الجلاصي عن رفضه المشاركة في المؤتمر القادم للحزب إن كان سيكون مثل مؤتمر 1974 للحزب الدستوري سابقًا حينما "تم الانقلاب على الديمقراطية داخل الحزب الأول" قائلًا: "شخصيًا لست مستعدًا لتحمل الأعباء الأخلاقية والسياسية لإعادة مؤتمر 1974".

وكتب في هذا الجانب قائلًا: "إننا ندرك مزاج العصر انتهى التأبيد، وانتهى التمديد، وانتهى زمن التبادل بصفقات بوتين –ميدفيديف".

وأكد أن "مشكلة النهضة لم تكن يومًا في الأفكار بل في إدارة الأفكار، كما لم تكن في الموارد وإنما في إدارة الموارد"، مذكرًا بمخرجات المؤتمر الأخير وكيف "تحولت المؤسسات إلى واجهات فلا التنفيذي هو المطبخ السياسي للحركة ولا مصدر القرار فيها ولا مجلس الشورى جهاز رقابة" وفق تعبيره.

وتحدث الجلاصي عن تكرر الوعود بالإصلاح ومحاولات الوساطة وتقريب وجهات النهضة مشيرًا إلى أن رئيس الحركة راشد الغنوشي استدعاه سبع مرات للتداول في شؤون شتى منذ المؤتمر العاشر آخرها بتاريخ 15جانفي/كانون الثاني 2020 ولكن الخلاصة واحدة، وفق قوله.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حاتم العشي: لو تُكشف الملفات السرية لأموالنا في الخارج ستُصدمون!

هكذا ورد اسم عبير موسي في تقرير هيئة الحقيقة والكرامة (وثائق)