11-أبريل-2018

محمد علي عقيد يتوسّط اللاعبين الجالسين (بشير المنوبي/أ.ف.ب)

يصادف يوم 11 أفريل/نيسان من كلّ سنة ذكرى وفاة اللاعب التونسي السابق محمد علي عقيد، الذي وافاه الأجل في مثل هذا اليوم سنة 1979 في المملكة السعودية في قضية أثارت جدلًا وتشكيكًا حول سبب الوفاة طوال عقود، وهو ما تأكد بعد الثورة حينما قام الطب الشرعي في تونس بتشريح الجثة ليؤكد صحة الشكوك بثبوت مقتل محمد علي رميًا بالرصاص، وذلك في قضية لم تبح بكلّ أسرارها بعد.

أكد الطب الشرعي سنة 2013 أن محمد علي عقيد مات مقتولًا رميًا بالرصاص في السعودية وذلك بعد 34 سنة من وفاته

من هو محمد علي عقيد؟

هو من مواليد 5 جويلية/يوليو 1949 بصفاقس من أب تونسي وأم لبنانية، لعب في خطة مهاجم وحامل للقميص رقم "10" لفائدة النادي الرياضي الصفاقسي، وبدأ مشواره في صفوف المنتخب الوطني بداية سنة 1971، قبل أن يتألق في منتخب الحلم في كأس العالم سنة 1978.

وقد لعب عقيد 11 مباراة في مسابقات الفيفا سجّل خلالها هدفين، وانتقل إلى فريق نادي الرياض السعودي بعد ملحمة 78.

اقرأ/ي أيضًا: هل لا تزال تتذكر تاريخ تونس في مونديال كرة القدم؟.. إليك أبرز التفاصيل

مقتل عقيد.. حقيقة مؤكدة

أعلنت السلطات السعودية يوم 11 أفريل/نيسان 1979 وفاة محمد علي عقيد عن 29 عامًا وذلك بسبب تعرضه لصاعقة قوية أثناء تمرين في ملعب النادي، غير أن هذه الرواية لم تكن مقنعة للعائلة خاصة وقد قدم جثمان عقيد إلى تونس في صندوق محكم الإغلاق تمّ دفنه به تحت حماية جنود تونسيين منعوا من فتح الصندوق.

وقد كشفت صحفية "رياليتي" الفرنسية بداية الثمانينيات أن عقيد لم يمت بسبب صاعقة، بل قتلًا رميًا بالرصاص بسبب علاقته بأميرة سعودية، ولكن لم تقم السلطات التونسية في عهدي بورقيبة وبن علي بأي سعي لكشف حقيقة وفاة النجم السابق للمنتخب التونسي.

تحدثت صحف فرنسية بداية الثمانينيات أن سبب مقتل محمد علي عقيد يعود لوجود علاقة جمعته بأميرة سعودية

إثر الثورة، استطاعت عائلة عقيد، التي ظلت لعقود مكلومة ولا تعلم خفايا مقتل ابنها، استصدار حكم قضائي يقضي بإعادة فتح القبر وتشريح الجثة، وتأكدت حينها الشكوك بصفة قاطعة. إذ أثبت تقرير الطب الشرعي في فيفري/شباط 2013 أن عقيد تم قتله بالرصاص، وذلك مع وجود طلقات في رأسه وخصره إضافة لكسور متفرقة في بدنه. ولا تزال ترفض السلطات السعودية التجاوب مع مراسلات وجهها محامي العائلة لكشف ملابسات القضية.

أين الدولة التونسية؟

ظلّ السؤال في الأثناء عن مسؤولية الدولة التونسية في كشف حقيقة مقتل أحد مواطنيها ومحاسبة القتلة، إذ يؤكد رفض نظامي بورقيبة وبن علي على التجاوب مع دعوات عائلة عقيد لفتح الملف، تواطئهما مع السلطات السعودية في إخفاء السبب الحقيقي لوفاة عقيد.

هل  تتحمل الدولة التونسية مسؤوليتها لحفظ حقوق محمد علي عقيد الذي ثبت مقتله بالرصاص في السعودية وذلك بعد تواطئها طيلة العقود الماضية؟

اكتفت السلطات التونسية طيلة العقود الماضية بتكريم عقيد بوضع اسمه على الشارع الرئيسي بالحي الأولمبي بالعاصمة، وقاعة للرياضة بصفاقس، فيما يظل السؤال دائمًا، متى تتحمل الدولة التونسية مسؤوليتها لحفظ حقوق أحد مواطنيها الذي ثبت مقتله في بلد أجنبي؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

ترجمة: الغنوشي يتحدث عن الرئاسيات والميراث والشيعة والجهاد

أبرز قادة مظاهرات 9 أفريل 1938.. ماذا تعرف عن علي البلهوان؟