07-مارس-2019

تم القضاء على حوالي 50 إرهابيًا في معركة بن قردان (صورة أرشيفية/ فتحي الناصري/ أ ف ب)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

يحيي التونسيون، الخميس 7 مارس/ آذار 2019، الذكرى الثالثة لملحمة بنقردان التي سطّرت بطولة رجال ونساء لم يرهبهم الموت ولم تخفهم طلقات الرصاص وأصوات الرشاشات، بل لم يترددوا لحظة في مواجهة عناصر التحفوا السواد بصدورهم العارية.

فجر 7 مارس 2016 قام إرهابيون بمهاجمة ثكنة جلال التابعة للجيش الوطني ومنطقة الحرس الوطني ببن قردان بطريقة موحدة ومنسقة

ففي فجر 7 مارس/ آذار 2016، اعتقدت مجموعة من الإرهابيين أنها تستطيع تحويل بنقردان، القلعة الحدودية الشامخة ولكن المهمشة، إلى موطئ قدم لـ"إمارتها" المزعومة، إلا أنها جوبهت بقوم يقدّسون وطنهم رغم القسوة والتهميش، لتلتحم في مشهد ملحمي دماء الأمنيين والعسكريين التونسيين بالمدنيين من مواطني بن قردان وتكسر شوكة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي كان آنذاك قد حقق انتصارات في سوريا والعراق.

في ساعة مبكرة من صباح ذلك اليوم، قام الإرهابيون بمهاجمة ثكنة جلال التابعة للجيش الوطني ومنطقة الحرس الوطني ببن قردان بطريقة موحدة ومنسقة. وفي بداية الهجوم، استشهد ضابطان من الأمن مسؤولان عن مكافحة الإرهاب في منازلهم، وبدأ إثر ذلك أفراد من المسلّحين بالتجول في شوارع المدينة مطالبين السكان بمساندتهم ومعلنين أنهم من تنظيم "داعش".

ولكن فيما بعد، تمكنت الوحدات العسكرية والأمنية من استعادة السيطرة وبعد ساعات من المواجهات والاشتباكات تمّ القضاء على الإرهابيين. وتجوّل أعوان الأمن والعسكريون في المدينة داعين المواطنين إلى البقاء في منازلهم وتوخي الحذر. كما تمّ إغلاق المؤسسات التربوية والإدارية وإعلان حظر تجوّل ليلي.

وقد بقيت الكثير من المشاهد عالقة في أذهان التونسيين من تلك المعركة التاريخية التي مثلت منعرجًا في مقاومة الإرهاب بتونس. فرغم دعوات وتحذيرات الأمنيين والعسكريين للمواطنين، إلا أن هؤلاء أبوا إلا أن يساندوا وحداتهم الأمنية والعسكرية بصدور عارية وشجاعة وعزيمة لم يسبق لها مثيل، وشكّلوا درعًا بشريًا لحماية القوات المسلّحة التونسية.

أسفرت معركة بنقردان عن سقوط 21 شهيدًا بين مدني وعسكري من بينهم الطفلة سارة الموثق ابنة 14 ربيعًا

ولعلّ أبرز المشاهد الملحمية التي رسخت في ذاكرة التونسيين مقولة أب أحد الشهداء الذين سقطوا حين قال "بلادي قبل أولادي"، ومقولة "وطني قبل بطني" لمواطن ثان، فضلًا عن عبارة "اضرب يا زميل هاني حاميلك ظهرك".

ولئن سجّلت معركة بنقردان القضاء على حوالي 50 إرهابيًا، فقد أسفرت عن سقوط 21 شهيدًا بين مدني وعسكري ومدني، من بينهم الطفلة سارة الموثق ابنة 14 ربيعًا التي طالتها رصاصة إرهابي عندما كانت تحاول حماية شقيقها خلال هروبها مع عائلتها من منزلهم القريب من مسرح العمليات.

وفي ما يلي قائمة إسمية لشهداء ملحمة بنقردان:

- سارة الموثق

- بولعراس الرداوي

- لسعد الجريء

- المهدي الشملالي

- علي القديري

- عبد السلام السعفي

- عمار الجراي

- عبد الباسط المري

- محمد المليان

- محمد السلطاني

- سمير الرقاد

- عماد مصاورة

- محمود التايب

- محمد عفيف

- حسن الشهباني

- سفيان حمد

- حسين المنصوري

- رمزي الزرلي

- عبد الجواد الشافعي

- عبد الكريم الجريء

- عبد العاطي عبد الكبير.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بنقردان.. حصن تونس وقلعة الصمود

هجوم بنقردان: أحكام بالسجن في قضية إدخال الأسلحة وتمويل الإرهابيين