15-ديسمبر-2021

عبد الرؤوف العيادي: هناك إرادة منصبّة على حماية الجواسيس في تونس

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد عبد الرؤوف العيادي رئيس هيئة الدفاع عن الشهيد محمد الزواري، الأربعاء 15 ديسمبر/ كانون الأول 2021، خلال ندوة صحفية انتظمت في ذكرى استشهاده الخامسة، أنّه "للأسف، لا يقع الحديث عن الإرهاب إلا حين يتعلق بالأفراد والجماعات، لكن الإرهاب الدولي مغيّب ولا يقع البحث فيه" وفق قوله.

وشدّد العيادي على أنّ "الأمن متهاون إن لم نقل متواطئ، فحالما وقع اغتيال الزواري، جاءت التعليمات بدفنه حالًا، وهو الذي كان مراقبًا من الأمنيين الذين كانوا يتابعونه على مدى السنة باعتباره متشددًا وخاضعًا للتصنيف" حسب قوله.

عبد الرؤوف العيادي: الأمن متهاون إن لم نقل متواطئ وأداء القضاء كان دون المطلوب والمأمول، ولا يوجد موقف سياسي بخصوص قضية الاغتيال

وتابع العيادي أنّ أداء القضاء كان دون المطلوب والمأمول، معتبرًا أنّ الدولة عاجزة عن القيام بوظائفها سواء بخصوص وظيفة العدل أو الأمن، وقال: "هناك إرادة، لكنها إرادة منصبّة على حماية الجواسيس في تونس وتأمين الإفلات من العقاب، ولا نملك أي موقوف في قضية الاغتيال" وفقه.

وحول بعض تفاصيل القضية قال عضو هيئة الدفاع عن الشهيد محمد الزواري إنّه قبل ارتكاب عملية الاغتيال، "كانت وزيرة السياحة السابقة آمال كربول، قد عقدت لقاءً ببادرة من روني الطرابلسي، مع (إيما كوهين) التي أشرفت على عملية الاغتيال، ثم أصبح بعد ذلك روني الطرابلسي وزيرًا للسياحة، ليتلقّى تهنئة منها"، مستعرضًا صورًا جمعت الطرابلسي مع من قال إنها "المشرفة على عملية الاغتيال"، مشيرًا إلى تقرير أمني كان قد نبّه من علاقة روني الطرابلسي بالأوساط الصهيونية. وفقه.

عبد الرؤوف العيادي: قضية محمد الزواري ليست معزولة، والمفروض أن يتجند المئات بل الآلاف من المحامين لمتابعة هذه القضية والمساهمة في كشف الحقائق

وأبرز العيادي أنّ "الحكومات متصهينة، إذ لا نملك أي موقوف في قضية الاغتيال، والتعامل معها خاضع للتعليمات كي لا تغلق ولا تقع إدانة أي طرف، كما لا يوجد موقف سياسي بخصوصها"، متحدثًا عن الصحفي الذي دخل بجواز سفر ألماني إلى تونس ثمّ جاءت التعليمات من قصر قرطاج بإخلاء سبيل هذا الصحفي على حد وصفه.

وبيّن العيادي أنّ "هناك تقاعسًا واضحًا من قبل الأمن لكن بالمقابل وقعت ترقية كل هؤلاء الأمنيين"، وقال: "وقع فتح ملف تحقيقي ثان بعد ملف الاغتيال الأول، يهم التآمر على أمن الدولة من طرف جهة أجنبية، وسيقع سماع محافظ عام حول مسألة تأمين إفلات الصحفي، لمعرفة من كان وراء ذلك، ومن اتصل بغرفة العمليات من قصر قرطاج للمطالبة بإطلاق سراحه".

وقال عضو هيئة الدفاع عن الشهيد محمد الزواري: "كلنا في متناول الموساد الإسرائيلي ومعرّضون للاغتيال في أي وقت، والمفروض أن يتجند المئات بل الآلاف من المحامين لمتابعة هذه القضية والمساهمة في كشف الحقائق، فقضية محمد الزواري ليست معزولة" على حد تعبيره.

إبراهيم بودربالة: يد الغدر امتدت إلى البطل محمد الزواري في مسقط رأسه لما يمثله من خطر على هذا الكيان الإسرائيلي، لأنه يعتبر أن مثل هؤلاء الأشخاص هم الذين سيدقون آخر المسامير في نعشه

وكان عميد المحامين إبراهيم بودربالة قد صرّح من جهته بأنّ "يد الغدر امتدت إلى البطل محمد الزواري في مسقط رأسه لما يمثله من خطر على هذا الكيان الإسرائيلي، لأنه يعتبر أن مثل هؤلاء الأشخاص هم الذين سيدقون آخر المسامير في نعشه" وفق تعبيره.

وقال بودربالة: "يدركون أننا لن نستسلم إيمانًا بقدسية القضية، ومن واجبنا نصرة المقاومة التي تبذل المزيد من صفحات النضال، وقضية فلسطين تهم الإنسانية قاطبة ولا يمكن أن نترك هذا الشعب معزولًا" حسب تصريحه.

وتحدّثت أرملة الشهيد من جهتها عن تعرضها لانتقادات حول تفويضها لعبد الرؤوف العيادي للإنابة في قضية الشهيد الزواري.

اقرأ/ي أيضًا: بالفيديو.. الزواري أراد حسم المعركة المقبلة بحريًا

وكان قد اغتيل المهندس الطيّار محمد الزواري أمام منزله في صفاقس بتاريخ 15 ديسمبر/كانون الأول 2016، وهو ينتمي لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية التي وجهت في بيان لها بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2016 أصابع الاتهام في عملية اغتيال الشهيد لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد".

ويشار إلى أنّ كتائب عز الدين القسام، قد أعلنت على موقعها الإلكتروني بتاريخ 19 ماي/ آيار 2021، أنها أدخلت للخدمة طائرة استطلاع مسيرة من طراز "الزواري"، نفّذت طلعات رصد واستطلاع لأهداف ومواقع العدو، "وقد سُمّيت بهذا الاسم تيمنًا بالشهيد القسامي المهندس التونسي محمد الزواري"، وفق أخبار أوردتها.

وقد نشر موقع كتائب القسام مقطع فيديو يصور طلعات الرصد والاستطلاع "خلال معركة سيف القدس بتاريخ 18 ماي/ آيار 2021".

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتائب القسام تطلق طائرة "الزواري" المسيّرة لتنفيذ طلعات رصد واستطلاع

وثائقي: اعتراف إسرائيلي باغتيال المهندس التونسي الشهيد محمد الزواري