15-مارس-2020

مبادرة مواطنية لمواجهة فيروس "كورونا" (صورة تقريبية/ياسين القايدي/وكالة الأناضول)

 

أحمد بن مسعود، هو دكتور في تقويم السمع أصيل مدينة دوز بولاية قبلي ومستقر في العاصمة، أعلن، مؤخرًا، عن فتح بيته في مسقط رأسه لكل من هو مطالب بالحجر الصحي الذاتي لتفادي العدوى بفيروس "كورونا".

"قبل أن أكون دكتورًا، أنا مواطن تونسي يفكر ويحاول أن يجد حلولًا أمام أزمة نمر بها جميعًا وتهدد صحتنا"، يقول بن مسعود لـ"ألترا تونس" مضيفًا أن ما فعله هو أقل ما يمكن فعله مؤكدًا أن أهم مرحلة وقائية هي الحجر الذاتي المسؤول والواعي.

أحمد بن مسعود لـ"ألترا تونس: هي لحظة تاريخية تستدعي مبادراتنا لإنقاذ حياتنا ولا تتطلب انتظار ما ستفعله الدولة

"غير أن هذه المرحلة الجوهرية في عملية مواجهة تفشي الوباء لم يتم البحث فيها والتأمل هل أن كل المطالبين بالحجر الذاتي يملكون شروط الدخول فيه أم لا"، يضيف محدثنا متسائلًا: "هل يمكن توفير غرفة منفردة لشخص واحد في عائلة تتقاسم الغرف والأغطية والمأكل والمشرب بل أن بعضها يتقاسم منشفة واحدة لمسح الوجه؟".

اقرأ/ي أيضًا: الحجر الصحي الذاتي: ما هو؟ وكيف يمكن تطبيقه؟

يرى دكتور تقويم السمع أن الحجر الذاتي يعني تغييرًا سلوكيًا واجتماعيًا لابد أن يحدث داخل مجتمع تقليدي يكابر بعضه ويستخف بالوباء لأن من بين الأسباب عدم توفر إمكانيات الحجر الذاتي.

ويعتقد أن تغيير هذا السلوك والبحث عن الحلول يجب أن يتم بين أفراد كل الشعب التونسي وبمعاضدة المجتمع المدني الذي يؤطر هذه الأفكار. "إننا في حرب وعلينا إن نواجهها باحثين عن الحلول بشكل تضامني بيننا"، هكذا يقول محدثنا.

يقول أحمد بن مسعود إننا بصدد لحظة تاريخية تستدعي مبادراتنا دون انتظار الدولة (فيسبوك)

 

ويضيف: "هي لحظة تاريخية تستدعي مبادراتنا لإنقاذ حياتنا ولا تتطلب انتظار ما ستفعله الدولة أو تقدمه خاصة وأننا اعتدنا أن كل مريض يتوجه الى المستشفى ليتلقى العلاج وليست لنا معرفة بالأوبئة".

يقول بن مسعود "ليس بالمقرونة و الفرينة (الطحين) سنواجه كورونا بل بسلوك واعي وهو التزام الحجر الذاتي" مشددًا أن الهدف الحقيقي هو توفير شروط هذا الحجر من خلال التعاون الجماعي والبحث عن مكان للأشخاص المحجورين في هذه المرحلة الصعبة.

أحمد بن مسعود لـ"ألترا تونس:" ليس بالمقرونة و الفرينة (الطحين) سنواجه "كورونا" بل بسلوك واعي وهو التزام الحجر الذاتي

ويدعو كل التونسيين إلى التفكير وتقديم المقترحات والتعامل مع فيروس "كورونا" بجدية، فالاستخفاف، حسب رأيه، أوصل إيطاليا لمرحلة خطيرة مؤكدًا أن الجدية لا تعني الهلع والخوف بل تتطلب التفكير والبحث الناجع.

ونصح أحمد بن مسعود، في ختام حديثه لـ"ألترا تونس"، كل من سيدخل في الحجر الصحي الذاتي أن يستغل وقته في المطالعة وقراءة الكتب في رفوف بيته، مشيرًا إلى أن بعض الدول وفرت الكتب في غرف الحجر الصحي آملًا أن نصل لهذا الوعي وهذه المرحلة من الاستفادة حتى من الأزمات، وفق قوله.

احمد بن مسعود فتح بيته للحجر الصحي في دوز كحلّ لمن يعجزون عن توفير شروطه داخل عائلاتهم وهو واحد من التونسيين الذي فكر وبادر في انتظار مبادرات أخرى لمواجهة مراحل أخرى في تطور وباء "كورونا".

يُذكر أن الحكومة التونسية طالبت كل العائدين من الخارج بالالتزام بالحجر الصحي الذاتي لمدة 14 يومًا لمنع انتشار عدوى فيروس "كورونا".

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف تفاعل التونسيون مع فيروس كورونا؟.. قراءة سوسيولوجية ونفسية

"سوسيولوجيا النكتة".. عندما أضحى فيروس "كورونا" مادّة للنكات