04-يونيو-2019

لعيد الفطر في تونس نكهة خاصة (صورة أرشيفية/ ياسين القايدي/ الأناضول)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

يحتفل التونسيين يوم الأربعاء 5 جوان/ حزيران 2019 بعيد الفطر مع عدد من الدول العربية. ويمثل عيد الفطر أو "العيد الصغير" كما يُطلق عليه في تونس مناسبة ينتظرها الأطفال قبل الكبار، فهي تعني لهم ثيابًا وألعابًا جديدة وهدايا. كما يمثل العيد فرصة للمّ الشمل واجتماع العائلات ومناسبة تدخل البهجة في قلوب الجميع.

في ولاية صفاقس، يعدّ أهالي الجهة طبق "الشرمولة" الذي يتكون من البصل والزبيب مع السمك المملّح ويتناولونه صباح أول أيام العيد

ولئن كان المسلمون يتشاركون في الاحتفال بعيد الفطر، وإن كان ذلك بأيام متفاوتة في بعض السنوات، فإن "للعيد الصغير" في تونس طقوس تجعله مناسبة تحتلف عن نظيراتها في الدول العربية والإسلامية. وفيما يلي استعراض لأبرز العادات والتقاليد التي يلتزم بها التونسيون في عيد الفطر.

  • الاستعدادات لعيد الفطر

يمثل الاستعداد لعيد الفطر بالنسبة للعائلات التونسية حدثًا جللًا وتقليدًا لا يمكن الاستغناء عنه. والتحضيرات تنطلق عادة في النصف الثاني من شهر رمضان وتتكثف خلال الأسبوع الأخير. فتنطلق العائلات في رحلة بحثها عن الثياب الجديدة لأبنائها وتنظيف المنزل وإعداده كي يكون مناسبًا لاستقبال الضيوف. هذا فضلًا عن الحلويات التي تمثل عنصرًا أساسيًا في الاحتفال بعيد الفطر. والكثير من العائلات مازالت تصرّ على إعداد الحلويات في المنازل في حين يروم آخرون شراءها من المحلّات المخصصة لذلك وذلك كسبًا للوقت.

تمثل الحلويات عنصرًا أساسيًا في الاحتفال بعيد الفطر (صورة أرشيفية/  Godong/UIG)

  • مأكولات متنوعة خاصة بكلّ منطقة

في أول أيام عيد الفطر، تعدّ العائلات التونسية مأكولات متنوعة تختلف حسب عادات كلّ جهة. ففي بعض الولايات على غرار العاصمة تونس تعدّ العائلات أكلة "الملوخية" و"الحلالم". وفي الشمال الشرقي من البلاد يتمّ طبخ العصيدة البيضاء وتكون مصحوبة بمرق اللحم.

أما في ولاية صفاقس فيعدّ أهالي الجهة طبق "الشرمولة" الذي يتكون من البصل والزبيب مع السمك المملّح ويتناولونه صباح أول أيام العيد. في حين يقوم سكان مناطق أخرى بطهو الكسكسي والملوخية وطبق الفول. أما في ولاية بنزرت فتعدّ العائلات أسماك القاروص والوراطة والمرجان.

تشتهر ولاية صفاقس بأكلة الشرمولة التي يتم تناولها صباح أول أيام عيد الفطر

  • "بوطبيلة" صباح العيد

رغم أن مهنة "بوطبيلة" أو طبال السحور في طريقها إلى الاندثار فإن هذه الشخصية مازالت حاضرة في بعض الأحياء ومازال بوطبيلة بعد نهاية شهر رمضان يوقظ أهالي الحي الذي يجول فيه بطبلته باعثًا الفرحة في قلوب الأطفال الذين كثيرًا ما يلاحقونه منشدين وراءه.

حق الملح عادة قديمة وتتمثل في هدية يقدّمها الزوج لزوجته بعد صلاة العيد

 

بوطبيلة مهنة في طريقها إلى الاندثار

  • صلاة العيد

تعدّ صلاة العيد ركيزة من ركائز الاحتفال لدى التونسيين الذي يستيقظون باكرًا صباح أول يوم في عيد الفطر ويتوجهون للمساجد للصلاة، حتى أن عددًا كبيرًا من غير المصلّين يتوجهون للجامع صبيحة العيد.

تعج المساجد بالمصلين صباح العيد (صورة أرشيفية/ ياسين القايدي/ الأناضول)

لعلّ من أكثر الأسباب التي تجعل الأطفال ينتظرون عيد الفطر هو مهبة العيد

  • حق الملح

حق الملح عادة قديمة وتتمثل في هدية يقدّمها الزوج لزوجته بعد صلاة العيد تقديرًا منه واعترافًا بمجهوداتها التي بذلتها في شهر رمضان لتلبية حاجيات أسرتها. وغالبًا ما تكون الهدية قطعة من الذهب أو الفضة.

حق الملح هو نوع من التكريم للمرأة التونسية بعد جهودها في شهر رمضان 

  • مهبة العيد

لعلّ من أكثر الأسباب التي تجعل الأطفال ينتظرون عيد الفطر هو مهبة العيد، فهم بعد تهنئة والديهم وأفراد عائلاتهم يتحصلون على مبالغ مالية تترواح حسب الإمكانيات المادية لكلّ عائلة.

ينتظر الأطفال عيد الفطر للحصول على مهبتهم (صورة أرشيفية/ أمين الأندلسي/ الأناضول)

  • هزان الموسم

هزان الموسم عادة تونسية تتمثل في أن يزور الخاطب أهل خطيبته حاملًا معه هدية ثمينة ولهذه العادة طقوس وسنة خاصة بها, وتكون الهدية في غالب الأحيان قطعة حلي أو أدوات منزلية تستحقها العروس المستقبلية في بيتها لاحقًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"حق الملح".. عادة تونسية في طريقها إلى الاندثار

ينتظرها الأطفال وحتى الكبار: تعرف على قصة "مهبة العيد"