عيد الأضحى 2025.. جمعية: كلفة الأضحية في تونس تصل إلى 7 أضعاف دخل الأسرة الفقيرة

اعتبرت جمعية المساءلة الاجتماعية "من حقي نسائلك" (تعنى بنشر وترسيخ مفهوم المساءلة الاجتماعية في الواقع التونسي)، الجمعة 16 ماي/أيار 2025، أنّ معطيات سوق الأضاحي بالنسبة لعيد الأضحى 2025 في تونس، كشفت عن ضعف واضح في تدخل الدولة على مستوى الدعم الاجتماعي والسيطرة على الأسعار. 

وأكدت الجمعية، في بيانات لها، أنّ "غياب سياسات فعالة لتعديل السوق وتوفير بدائل حقيقية جعل اقتناء الأضحية غير ممكن لشريحة واسعة من المواطنين، مما يؤشر إلى قصور في التخطيط الاقتصادي والاجتماعي"، حسب تقديرها.

 جمعية "من حقي نسائلك": معطيات سوق الأضاحي في تونس كشفت عن ضعف واضح في تدخل الدولة على مستوى الدعم الاجتماعي والسيطرة على الأسعار

ولفتت في هذا الصدد إلى أنّ هناك حوالي 900 ألف عائلة تتمتع بالمساعدات الاجتماعية ومنخرطة في برنامج الأمان الاجتماعي للفئات فقيرة ومحدودة الدخل، وذلك بحسب بيانات وزارة الشؤون الاجتماعية وتقارير رسمية منشورة خلال سنتي 2023 و2024، ومنخرطة في برنامج الأمان الاجتماعي.

ولفتت إلى أنّ تكلفة الأضحية لعيد الأضحى 2025 في تونس تعادل 3 إلى 7 أضعاف دخل الأسرة الفقيرة، مشيرةً إلى أنّ سعر الخروف يتراوح بين 920 و1800 دينار، بينما تناهز المنحة الاجتماعية 260 دينارًا فقط، فيما يتراوح الأجر الأدنى بين 414 دينارًا و493 دينارًا. 

وأوضحت جمعية "من حقي نسائلك" أنه بالنسبة للمنتفعين بالمنحة الاجتماعية 260 دينارًا فإنّ تكلفة الأضحية نسبةً للدخل تعادل 692% (بالنسبة لأغلى خروف)، وبالنسبة للأجراء أصحاب الدخل الأدنى، تكلفة الأضحية نسبةً للدخل تصل إلى 435%، وبالنسبة للأجراء أصحاب الدخل المتوسط (924 دينارًا) فإن تكلفة الأضحية نسبةً للدخل تعادل 195%.

 جمعية "من حقي نسائلك": غياب سياسات فعالة لتعديل السوق وتوفير بدائل حقيقية جعل اقتناء الأضحية غير ممكن لشريحة واسعة من المواطنين

وسلطت الضوء على الأزمة التي تعيشها البلاد في هذا الصدد، موضحة أنّ "الإنتاج ضعيف والسوق بلا سقف، والفلاح عاجز والمواطن منهك"، في المقابل، وزارة التجارة أعلنت أسعارًا مرجعية بلا تطبيق فعلي، وشركة اللحوم فشلت في التوريد منذ 2012"، خالصةً إلى أنّ "الدولة غائبة والمواطن هو من يدفع الثمن".

وترى الجمعية أنه بعدم وجود حلول واضحة في ظل انعدام التوريد وغياب الدعم الحقيقي، فإنّ الأضحية باتت خارج استطاعة الأغلبية من التونسيين، حسب تقديرها.

يشار إلى أنه مع اقتراب موعد عيد الأضحى 2025 في تونس، يتصاعد اهتمام التونسيين بأسعار الأضاحي في السوق التونسية، خاصة في ظل تواصل ارتفاع أسعار مختلف المنتجات الفلاحية وتواصل التضخم رغم تراجعه إلى 5.6 بالمائة خلال شهر أفريل/نيسان 2025.

ولئن تحدثت كل من الغرفة الوطنية للقصابين ونقابة الفلاحين عن غلاء أسعار الأضاحي لهذه السنة، فإن الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري يرى أنّ الأسعار في متناول المقدرة الشرائية للتونسيين.