22-أبريل-2022
السفينة إيكسلو

عميد بجيش البحر: "السفينة وضعت ضمن قائمة السفن المشبوهة منذ سنة 2018"

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال العميد بالبحرية للجنوب ورئيس خلية الأزمة بقابس المازري لطيف، الجمعة 22 أفريل/نيسان 2022، إنه "كان مبرمجًا لإغراق السفينة "إيكسلو" من قبل طاقم السفينة، لكن لم يكن مخططًا أن يتم ذلك في خليج قابس، إلا أن العاصفة حالت دون توجهها إلى مناطق أخرى، حسب تصوره.

وأضاف، في تصريح لإذاعة "موزاييك أف أم"، أنه من المحتمل أن ربّان السفينة قد قدم معطيات مغلوطة من أجل ربح الوقت كي يتمكن الطاقم من الهرب، قبل استكمال عملية الوصول إلى السفينة ومعرفة محتويات خزاناتها"، وفقه.

العميد المازري لطيف: السفينة "إيكسلو" تغيّر اسمها كلّ سنة تقريبًا وتم وضعها ضمن قائمة السفن المشبوهة منذ سنة 2018، وقد تعرّض لها جيش البحر بالمنطقة العسكرية للجنوب في عديد المناسبات

وأشار إلى أن العملية ككل انطلقت بناء على تصريح ربان السفينة الذي قال إن السفينة بها 4 خزانات فيها 750 طنًا من الغازوال، إضافة إلى 25 طنًا في قاعة المحركات خاصة باستهلاك السفينة"، وفقه.

وأفاد العميد بأن هذه السفينة كان لديها عديد الأسماء وهي تغيّر اسمها كلّ سنة تقريبًا وتم وضعها ضمن قائمة السفن المشبوهة منذ سنة 2018، مشيرًا إلى أن جيش البحر بالمنطقة العسكرية للجنوب تعرّض لها في عديد المناسبات، على حد قوله.

وأشار إلى أن المناسبة الأولى كانت أول هذا العام، حين اقتربت من المياه الإقليمية التونسية من جهة قرقنة، قادمة من شرق المتوسط لكنها لم تدخل المياه الإقليمية التونسية، وفق تصريحه، متابعًا: "ظللنا نتبعها وفي إحدى الليالي وصلنا إلى الحدود البحرية التونسية الليبية وتم إرسال وحدة لاعتراضها، وغادرت"، وفقه.

العميد المازري لطيف: من المحتمل أن ربّان السفينة قدم معطيات مغلوطة من أجل ربح الوقت كي يتمكن الطاقم من الهرب، قبل استكمال عملية الوصول إلى السفينة ومعرفة محتويات خزاناتها

وأضاف: "عادت السفينة ذاتها مرة أخرى وتم رصدها بمنظومة المراقبة لدى جيش البحر بمحطات المناطق الساحلية"، متابعًا: "كما تم رصدها مرة أخرى شرق جزيرة قرقنة، متجهة نحو المياه الإقليمية للجزيرة، فأرسلنا وحدة بحرية اعترضتها، كما تواصلت معها محطة المراقبة الساحلية الموجودة في صفاقس فأعلمتها أنها متجهة لصفاقس، وتم تتبعها بزوارق سريعة وبدخولها للميناء تواصلنا مع الديوانة التي قامت بتفتيشها لكنها لم تعثر على أي شيء"، حسب تأكيده.

وتابع العميد: "عند التثبت، تبيّن أنه تم القيام بفحص فني للسفينة في اليونان، ونظرًا لأنه في الاتحاد الأوروبي لا يتم إخلاء سبيل سفينة إلا إذا ما تمت تسوية وضعيتها، ولأن القانون البحري يقول إذا تم الفحص الفني للسفينة خلال الستة أشهر الأخيرة لا داعي لإجراء فحص آخر لها، لذلك اكتفت البحرية التجارية بالاطلاع على الفحص الذي أجرته في اليونان"، وفقه.

العميد المازري لطيف: بعد التأكد من أن الخزانات فارغة من الغازوال، ارتأينا تعميق الأبحاث، وأرسلنا الغواصين إلى برج القيادة للسفينة، وتبيّن أنه وقع إتلاف جهاز الملاحة ومعدات السفينة عمدًا

وبخصوص آخر التطورات في علاقة بوضعية السفينة، قال العميد إنه بعد التأكد من أن الخزانات فارغة من الغازوال، ارتأينا تعميق الأبحاث، وأرسلنا الغواصين إلى برج القيادة للسفينة، وتبيّن أنه وقع إتلاف جهاز الملاحة ومعدات السفينة عمدًا"، حسب تصريحه.

وعلى صعيد آخر، أفاد العميد بالبحرية بأنه عند التواصل مع رئيس الجمهورية، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعطى تعليماتٍ بمواصلة عملية انتشال السفينة، مستدركًا القول: "لكن يجب احترام المسار القانوني للأبحاث أولًا"، وفق قوله.

 

وكان وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقابس والناطق الرسمي باسمها، محمد الكراي قد أفاد، الجمعة 22 أفريل/نيسان 2022، بأن النيابة العمومية قد فتحت بحثًا تحقيقيًا ضد طاقم السفينة الغارقة بالمنطقة المكشوفة للميناء التجاري بقابس "إيكسلو" وكل من عسى أن يكشف عنه البحث، من أجل تكوين وفاق بقصد الاعتداء على الأشخاص والأملاك وإتلاف وإعدام بنية الإجرام لسفينة عمدًا، طبقًا لأحكام الفصول 131 و132 و304 من المجلة الجزائية و78 من المجلة التأديبية والجزائية البحرية.

النيابة العمومية تقتح بحثًا تحقيقيًا ضد طاقم السفينة "إيكسلو" وكل من سيكشف عنه البحث، من أجل شبهة "تكوين وفاق بقصد الاعتداء على الأشخاص والأملاك وإتلاف وإعدام سفينة عمدًا بنية الإجرام"

وأوضح الكراي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أن قاضي التحقيق أسند إنابة عدلية لفائدة الفرقة المركزية الثانية للحرس الوطني بالعوينة، وأصدر قرارًا بالاحتفاظ بالمشتبه بهم، وهم 7 أشخاص، لمدة 48 ساعة قابلة للتمديد 24 ساعة، مضيفًا أن الموضوع يبقى محل متابعة.

يذكر أن الكراي كان قد أعلن، في تصريح للوكالة الرسمية الأربعاء 20 أفريل/نيسان 2022، أن رئيس المحكمة قد اتخذ قرارًا بتحجير السفر على طاقم السفينة "إيكسلو" لمدة 15 يومًا قابلة للتجديد، وذلك لمواصلة الأبحاث فيما يتعلّق بالسفينة الغارقة، وفقه.

ويتكون طاقم السفينة من 7 أشخاص، 4 أتراك، 2 من أذربيجان وواحد من جورجيا، وفق ما كان قد أكده الحرس البحري التونسي، في بلاغ كان قد نشره على صفحته الرسمية بفيسبوك يوم 16 أفريل/نيسان 2022. وقد تم إنقاذهم من قبل فريق من الميناء التجاري بقابس عندما كانت السفينة التجارية "اكسلو" بصدد الغرق بالمنطقة المكشوفة للميناء التجاري بقابس.

جدير بالذكر أنه قد تم السبت 16 أفريل/نيسان 2022 الإعلان رسميًا عن غرق سفينة الشحن التجارية "إيكسلو" في خليج قابس على بعد حوالي 7 كلم من سواحل مدينة قابس وهي محملة بحوالي 750 طن من المحروقات وانجر عن ذلك تخوف واسع من أخطار بيئية كارثية في حال تسربت المحروقات منها، فيما تؤكد مصالح وزارتي البيئة والنقل في تونس معالجتها الوضع لتجنب أي انعكاسات سلبية.