02-أغسطس-2018

أصوات النساء تعلو على أصوات الرجال في ترديد كلمات أغاني القيصر

"هل عندك شك" أن الجمهور سيدخل أفواجًا أفواجًا إلى المسرح الوطني بقرطاج إذا جاء القيصر كاظم الساهر. طوابير الناس تكاد لا تنتهي والمد البشري لا ينضب، وكم من "ليلى" وقفت بالباب "في سبيل أن يقول القيصر "أنا وليلى".

هي ليلة "قيس" التي سيرتّل فيها قصائد الحب على "ليلى" التي بعثت حية على هيئات ووجوه مختلفة، اجتمعت على حب الساهر. الآلاف من بنات حواء التونسيات، لبًّين نداء "كاظم" الذي لم يكظم إعجابه بالجمهور التونسي من خلال انحنائه لتحيته أكثر من مرة.

كاظم الحريص على "ميكروفونه"، بدا في عرضه على ركح قرطاج "متساهلًا" إذ فسح للجمهور المجال للغناء في أكثر من مناسبة، كما كان للعزف الموسيقي المنفرد حيّز واسع من وقت الحفلة

اقرأ/ي أيضًا: كامل برمجة الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي

في سهرة غصت فيها المدارج بالجمهور وخيمت فيها المناوشات والتدافع على المنطقة المخصصة للكراسي، برهن كاظم الساهر أن ارتباطه لم يؤثر سلبًا في جماهريته في صفوف النساء. الهتافات في المدارج كانت في صيغة المؤنث، رغم أن الجمهور الكثيف جمع الجنسين، وتماهى تمايل الأجساد مع صوت القيصر وهو يؤذن بانطلاق ليلة الحب بأغنية "عيد العشاق".

"مساء الخير، مساء المحبة، فرحانين كثير معاكم"، مفردات ردّدها كاظم الساهر مرحبًا بجمهوره وسط سيل من التصفيق والهتاف بختم أنثوي. نفس الرصانة المعهودة وحركات قليلة على المسرح وتحرك في نفس الفضاء، قد يرى فيها البعض كاريزما والتزامًا على المسرح وربما يرى فيها آخرون جمودًا وتكرارًا.

هي بعض تعابير ترتسم على وجهه فيبدو في صورة الرومانسي، تزيد الأضواء المنبعثة على الركح الجو شاعرية وتذوب أصوات الجمهور عشقًا في صوت القيصر، وتنبعث منها الهتافات أو مقاطع الأغنيات. كاظم الحريص على "ميكروفونه"، بدا في عرضه على ركح قرطاج "متساهلًا" إذ فسح للجمهور المجال للغناء في أكثر من مناسبة، كما كان للعزف الموسيقي المنفرد حيّز واسع من وقت الحفلة.

القيصر الذي لم يبد حرجًا في الاستجابة لما يطلبه الجمهور من أغان، سدّ أذنه على بعض "الطلبات" على غرار أغنية "يا مستبدّة". وفيما المدارج تنوء بحملها، وقف "القيصر" أمام "الميكروفون" ببدلته السوداء وقميصه الأبيض ذي الصدر المفتوح، تمامًا كسيناريوهات الهوس التي خطتها مخيلات المعجبات. لا يبارح مكانه إلا لمامًا ولا يتخلى عن خطواته وحركاته الثابتة، خطوات قليلة على المسرح وبعض الإشارات اليدوية فقط لا غير، في المقابل تهتز المدارج من فرط تفاعل الجمهور معه ودوّت "لا تتنهد" في فضاء المسرح الأثري بقرطاج.

وزادت حماسة الجمهور حينما دعا كاظم الساهر الطفل التونسي آدم النجار الذي شارك في برنامج "ذو فويس كيدز" إلى المسرح وشاركه أغنية "مالي خلق". وغنى الفتى بصوت ردّد الأثير صداه وبثقة تطمس صغر سنه وتجعلك تعتقد أنه دأب على الغناء في مسارح كبيرة، كان صوته ممتازًا يدرّ تصفيق الجمهور وهتافهم حتى أن الساهر صفق له إعجابًا وأعرب صراحة عن إعجابه بصوته قائلًا "ما شاء الله على صوت الأطفال".

اقرأ/ي أيضًا: مهرجان قرطاج الدولي.. السّياق التاريخي ومراكمة الذاكرة الثقافية

وحينما غنّى كاظم الساهر أغنيته الجديدة "دلوعتي"، يبدو أنه أثار الأنثى داخل كل الحاضرات في الجمهور، وربما أيقظ غرورهن وهو ما تترجمه الآهات المتناثرة يمينًا وشمالًا حينما يقول "الرجال الطيبون يا سادتي لا يجرحون النساء"، آهات تكاد تعانق السماء.

برع الساهر في استمالة النساء العربيات عمومًا والتونسيات خصوصًا، من خلال إسماعهن كلمات عشق قد تغيب غالبًا عن معجم الرجل الشرقي

وقد يقلقك انعدام جودة التقنيات على ركح المسرح، ولكن تماوج أجساد الجمهور يجعلك تصرف النظر عن الأمور التقنية وتواصل رصد حركات المعجبات بكاظم حيث لم تترددن في رسم شارة الحب التي رد عليها بالمثل كما قبل المشموم من أيديهن وأهداه للجمهور في ضفة أخرى.

واستمال كاظم الساهر عاطفة النساء وهو يغني "وين أكون"، و"هل عندك شك"، و"كوني امرأة"، و"أحبك أنت"، و"هذا اللون عليك يجنن"، و"أحبيني بلا عقد"، و"علمني حبك".

أصوات النساء تعلو على أصوات الرجال في ترديد كلمات أغاني القيصر فتتبين من انفعالاتهن أن هوسهن بالقيصر نابع من كلمات أغانيه وإسهابه في التغزل  بالأنثى وإجادته دور "قيس" الساكن داخل "ليلى"، وقد برع الساهر في استمالة النساء العربيات عمومًا والتونسيات خصوصًا، من خلال إسماعهن كلمات عشق قد تغيب غالبًا عن معجم الرجل الشرقي.

الساهر الذي تغزّل بالمرأة في كلمات أغنيته وتلا صلوات الحب على ركح قرطاج لم يثن جمهوره من الغزل قائلًا "توحّشتكم برشا برشا وأبّي أسهر معاكم"، وطلب منهم "سلفي" فردّوا بالموافقة ولم يتردّد كاظم في دعوة طفلة صغيرة إلى الركح لتغني معه "علمني حبك".

وبعد أن غنى  "يا حلوة أنت يا تونس" التي اهتزت لها مدارج قرطاج بالتصفيق والهتاف، أعلن الساهر بأغنية "قولي أحبّك" عن نهاية ليلة عزف فيها ألحان الحب على أوتار التونسيات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تأجيل مهرجان الجاز بطبرقة إلى موفى شهر أوت القادم

قيل إنها موجهة للشباب الموهوب: برمجة الدورة 54 لمهرجان الحمامات الدولي