19-أبريل-2021

أكد أن "تونس في حاجة إلى دولة متماسكة تسيّر وفق الدستور والقانون وليس وفق أهواء القائمين عليها"

الترا تونس - فريق التحرير

 

اعتبر الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، الأحد 18 أفريل/نيسان 2021، أن "ما تضمنه خطاب رئيس الجمهورية يعد خروجًا عن نص الدستور وروحه ومحاولة لتوسيع سلطاته على خلاف ما نص عليه الدستور".

وأضاف الشابي، في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة بموقع التواصل "فيسبوك"، أن الرئيس "فضّل مرة أخرى الخوض في معركته الخاصة على حساب معارك التونسيين المصيرية، مستطردًا أن "تونس في حاجة إلى دولة متماسكة تسيّر وفق الدستور والقانون، وليس وفق أهواء القائمين عليها"، حسب تعبيره.

عصام الشابي: الرئيس فضّل مرة أخرى الخوض في معركته الخاصة على حساب معارك التونسيين المصيرية

وأشار، في ذات الصدد، إلى أن "أحكام الدستور واضحة وصريحة إلا بالنسبة للذين يعملون على تطويعه"، موضحًا أن "الفصول 17 و18 و19 من الدستور ميزت بصورة جلية بين القوات المسلحة وقوات الأمن الداخلي عند التعريف بكل منهما على حدة، فضلًا عن القانون عدد 32 لسنة 2015 الذي حدد الوظائف العليا التي تعود بالنظر لرئيس الجمهورية وهو قانون من قوانين الدولة ساري المفعول منذ 6 سنوات"، حسب ما جاء في تدوينته.

واستدرك الأمين العام للحزب الجمهوري قائلًا: "كنت أفضل لو تحدث رئيس الجمهورية عن دور قوات الأمن الداخلي في حرب التونسيين ضد الكورونا و في فرض احترام الإجراءات المعلن عنها للحد من انتشار الوباء، ولو أنه طلب من الحكومة تحمل مسؤولياتها والإسراع بجلب التلاقيح والتسريع في حملة التطعيم...".

وخلص الشابي إلى أن "اللحظة عصيبة وتتطلب الانتصار للدولة الديمقراطية والقوانين المنظمة لها والوقوف في وجه كل محاولة لإقحام قواتنا العسكرية أو الأمنية في الصراع الدائر بين رأسي السلطة التنفيذية"، مستدلًا بما "صدر عن الإدارة العامة لأمن رئيس الجمهورية وحماية الشخصيات الرسمية التي توجهت من خلاله بالتهنئة إلى رئيس الجمهورية "القائد الأعلى للقوات العسكرية والأمنية" وأقحمت نفسها هكذا في صراع أخشى أن يمتد إلى باقي الأجهزة الحساسة"، وفق قوله.

كنت أفضل لو تحدث رئيس الجمهورية عن دور قوات الامن الداخلي في حرب التونسيين ضد الكورونا و في فرض احترام الإجراءات المعلن...

Publiée par Issam Chabbi sur Dimanche 18 avril 2021

 

وكان رئيس الجمهورية قيس سعيّد قد قال،  في كلمة ألقاها خلال موكب الاحتفال بالذكرى 65 لعيد قوات الأمن الداخلي في قصر قرطاج بحضور رئيس الحكومة هشام المشيشي ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، ''جئتكم بالنص الأصلي للدستور الأول الذي ختمه الحبيب بورقيبة، والذي ينص على أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات العسكرية، وجئتكم بنص الدستور الذي ختمه المرحوم الجلولي فارس، وينص على أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة العسكرية''. 

وشدد لاحقًا ''وجئتكم أيضًا بالدستور الحالي، وفيه رئيس الجمهورية يتولى القيادة العليا للقوات المسلحة.. ولم يأت في هذا النص الدستوري بيان للقوات المسلحة العسكرية''. واستنتج بناء على ذلك أنه "القائد الأعلى للقوات المسلحة العسكرية والمدنية".

وفي تعليقه على ذلك، وصف المشيشي تصريحات سعيّد حول صلاحياته بأنها "كلام خارج السياق"، وأوضح "نحن نحتفل بعيد قوات الأمن ولا أرى موجبًا للقراءات الفردانية والشاذة للنص الدستوري وهذا يذكرنا من جديد بأولوية إرساء المحكمة الدستورية لأنها الهيكل المكلّف بالبت في هذه المسائل". 

وأضاف، في تصريح إعلامي، "أرى أن قوانين الدولة تنفذ ومن يرى أن هناك قوانين غير دستورية فهناك هياكل وهيئات مختصة في البت في هذه المسائل"، مشددًا على أن "السياق الذي تعيشه البلاد صعب جدًا من الناحية الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وكلنا في حاجة إلى خطاب يجمعنا ويعطي الثقة للتونسيين لأنه لدينا معارك صعبة تجاه الأوضاع الحالية ولا وقت لدينا لهذه التحليلات التي لا أرى هذا التوقيت مناسبًا لها"، وفق تعبيره. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

بحضور المشيشي: سعيّد يؤكد أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة العسكرية والمدنية

تعليقًا على تصريحات سعيّد.. المشيشي: "لا موجب للقراءات الفردانية والشاذة"