17-أغسطس-2021

عبد الحميد الجلاصي: عنف رئيس الجمهورية يمكن أن يجر البلاد إلى حرب أهلية

الترا تونس - فريق التحرير



أكّد الناشط السياسي والقيادي المستقيل من حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي الثلاثاء 17 أوت/ أغسطس 2021، أنّ ما قام به رئيس الجمهورية قيس سعيّد يعدّ "انقلابًا آخذًا في التمدّد"، وهو "انقلاب على الدستور لا أخلاقي وخطير لأنه جاء من رأس المنظومة وليس من خارجها" وفق قوله.

عبد الحميد الجلاصي: قيس سعيّد شارك في الفشل لكونه من اختار هشام المشيشي، وتجاهل خارطة الطريق التي قدّمها اتحاد الشغل.. لم نكن في جنة، لكن سعيّد كان أحد مكونات تعفين الأوضاع

وتابع الجلاصي لدى حضوره بالإذاعة الوطنية أنّ "سعيّد رئيس عنيف، قاموسه يحتوي على درجة كبرى من التعميم والتعنيف (الفاسدون، الفيروسات، الغرف المظلمة، قنوات تصريف المياه إلخ..)، فضلًا عن أنّ قسمات وجهه توحي بهذا العنف أيضًا، ولهذا هو رئيس شعبوي فاشي ويريد تفكيك الدولة، كما أنه غير ديمقراطي ولم يوضح للناس مآل الإجراءات، ويدفع لصورة في ذهنه عن البرلمان وهذا ليس من حقه" على حد تعبيره.

وقال الجلاصي: "سعيّد يعتبر منظومة مارس/ آذار 2011، منظومة خاطئة وأنّ كل ما انجرّ عنها خاطئ أيضًا"، مذكّرًا بأنّ سعيّد اعتبر هيئة تحقيق أهداف الثورة أول انحراف على مسار الثورة وبأن كل ما نتج عنها من انتخابات 2011 و2014 والدستور لا يعنيه.

اقرأ/ي أيضًا: حوار/أيمن بوغانمي: النظام الرئاسي كارثي والنظريات المجالسية ضرب من الطوباويات

وبيّن القيادي السابق بحركة النهضة أنّ قيس سعيّد "شارك في الفشل لكونه من اختار هشام المشيشي، وتجاهل خارطة الطريق التي قدّمها اتحاد الشغل، مستنكرًا عدم وجود قضايا حقيقية مرفوعة ضد الفساد منذ اتخاذ التدابير الاستثنائية، قائلًا: "لم نكن في جنة، لكن سعيّد كان أحد مكونات تعفين الأوضاع" وفق وصفه.

وحول السيناريوهات المتوقعة قال عبد الحميد الجلاصي: "الحل الأسلم والأفضل والأقل تكلفة وأيضًا الأقل احتمالًا أن يقع، هو أن تكون هذه التدابير مجرّد رجّة للجميع، يليها تصحيح المسار بالتشارك عبر تعديل الدستور وتغيير قانون الأحزاب والذهاب إلى انتخابات.. لكن إذا لم يقع هذا، فأنا مع دعوة كل الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية، للالتقاء وتكوين جبهة وطنية ديمقراطية كي تمنع البلاد من الانزلاق وإنقاذ قيس سعيّد من نفسه" على حد قوله.

عبد الحميد الجلاصي: الحل الأسلم هو أن تكون هذه التدابير مجرّد رجّة للجميع يليها تصحيح المسار بالتشارك لكن إذا لم يقع هذا، فأنا مع الدعوة إلى تكوين جبهة وطنية ديمقراطية لإنقاذ البلاد وإنقاذ سعيّد من نفسه

وأشار الجلاصي إلى أنّ الجماهير وجهت رسائل متكررة للأحزاب والجمعيات منذ سنوات "أقلّها منذ الانتخابات المحلية في 2018 ثم في الانتخابات الرئاسية 2019 ثم يوم 25 جويلية/ يوليو الفارط، لكن كثيرون هم من لم يقرؤوا الرسائل ومن بينهم حركة النهضة".

واستنكر عبد الحميد الجلاصي أن تعلن النهضة عن تكوين لجنة أزمة لا تضمّ من تسبّب في هذه الأزمة، منتقدًا قيادات كانت تطالب بالتمديد والتأبيد في قيادة الحزب بالإضافة إلى شحن الأوضاع والدفع إلى المغالبة، وقال: "خطاب النهضة وطريقة التعاطي لم تتغيّر، ولهذا هم لم يفهموا شيئًا" وفق وصفه.

واعتبر الجلاصي أنّ "عنف رئيس الجمهورية هو تشريع للعنف ضد الرأي العام المخالف، بما يمكن أن يجر البلاد إلى حرب أهلية" محذّرًا الجمعيات والمنظمات والأحزاب من ذلك، قائلًا: "كل الأحزاب اليوم تحت الامتحان، وتركيزها على حركة النهضة ربما أنساها أنّها المتسبّب أيضًا في الأزمة، فالموضوع أوسع من حركة النهضة" حسب تصريحه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

دعت لتكليف رئيس حكومة كفاءات.. النهضة: "يجب رفع الحصار عن مقر رئاسة الحكومة"

سناء بن عاشور: تفعيل الفصل 80 لم يكن عفويًا وتم التخطيط له منذ 2019