24-سبتمبر-2022
فسقية الأغالبة

اعتبر نشطاء ذلك بمثابة "الاعتداء على التراث التونسي وعلى المعالم الأثرية لها"

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثار طلاء "فسقية الأغالبة" بمادة الجير بولاية القيروان، في إطار الاستعداد للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، جدلًا واسعًا في تونس. واستنكر نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي دهن الفسقية معتبرين أن ذلك يمثل اعتداء على التراث التونسي وعلى المعالم الأثرية. 

استنكر نشطاء طلاء فسقية القيروان بالجير الأبيض مؤكدين أن ترميم المعالم الأثرية يكون في إطار معايير معينة وباعتماد مواد تتماشى مع تاريخ تشييدها وذلك حسب ما يضبطه علماء الآثار

ورأى البعض أن ما حصل هو بمثابة "تدمير القيروان"، معبرين عن استيائهم مما وصفوه بـ"تشويه" معلم تاريخي يعود إلى سنة 862 ميلادية، لما كانت مدينة القيروان تحت حكم الأغالبة.

وقالوا إن "فسقية الأغالبة معلم تاريخي إذا تطلب أن يخضع لعملية ترميم، يكون ذلك في إطار المعايير المعتمدة في ترميم المعالم التاريخية باعتماد مواد تتماشى مع تاريخ تشييد هذا المعلم وذلك حسب ما يضبطه علماء الآثار والمختصون في مجال التراث"، معتبرين أن طلاء الفسقية بالجير مثل "اعتداء على خصوصية هذا المعلم التاريخي المميز لمدينة القيروان"، حسب رأيهم.

 

ودونت إحدى الناشطات على فيسبوك السبت 24 سبتمبر/أيلول 2022: "فسقية الأغالبة بين الأمس واليوم، معلم أثري من أكبر المعالم بناها الأغالبة في منتصف القرن التاسع ميلادي بالتحديد مع إبراهيم ابن الأغلب وحافظت على طابع العمارة الإسلامية.. اليوم زينوها وجعلوها تشبه المقبرة"، وفق توصيفها.

وأكد آخرون أن "مادة الجير الأبيض ليست المادة المناسبة لطلي فسقية الأغالبة وغيرها من المعالم الأثرية"، متسائلين: "هل غابت الدراسات التي تعنى بفسقية الأغالبة وتتناول بالبحث المواد التي استعملت في تشييدها حتى يتم اعتماد نفس هذه المواد عند ترميمها؟".

اعتبر نشطاء أن مادة الجير الأبيض ليست المادة المناسبة لطلي فسقية الأغالبة وغيرها من المعالم الأثرية داعين إلى ضرورة تحديد المسؤوليات فيما حصل

ودعوا، في هذا الصدد، إلى ضرورة تحديد المسؤوليات فيما حصل وإزالة ما وصفوه بـ"التشويه" فورًا، وفق تعبيرهم.

في المقابل، قال المختص في التراث فتحي البحري، في تصريح لإذاعة "صبرة أف أم" السبت 24 سبتمبر/أيلول 2022، إنه "إلى حدود الستينات، كان سور القيروان وكل المعالم التاريخية بها تُطلى بالجير الأبيض"، مشيرًا إلى أن الرحالة كانوا يزورون القيروان في القرون 18 و19 و20 يسمونها "المدينة البيضاء"، على حد قوله.

فتحي البحري  (مختص في التراث): إلى حدود الستينات كان سور القيروان وكل المعالم التاريخية بها تُطلى بالجير الأبيض والرحالة كانوا يزورون القيروان في القرون 18 و19 و20 يسمونها "المدينة البيضاء"

وتابع في ذات الصدد: "لكن في الستينات، تم تبني فكرة ترك المعالم الأثرية دون طلاء و"ليقة" وترك الحجارة بارزة، اقتداءً بالمعالم الأوروبية"، مستدركًا القول: "لدينا تقارير لليونسكو آنذاك ساءلت الدولة التونسية آنذاك عن سبب التخلي عن الليقة والطلاء على اعتبار أنها تمثل حماية للمعالم الأثرية"، حسب روايته.

وأضاف المختص في التراث قائلًا: "ننوي في المستقبل إرجاع سور القيروان والمعالم الأثرية بها إلى حالتها التاريخية السابقة من خلال تلييقها وطلائها بالجير الأبيض لحمايتها وتزيينها وإظهار جماليتها"، وفقه.