20-نوفمبر-2021

تشهد معتمدية عقارب مؤخرًا سلسلة من التحركات الاحتجاجية رفضًا لإعادة فتح المصبّ

الترا تونس - فريق التحرير

 

نظم متساكنو منطقة عقارب التابعة لولاية صفاقس ومكونات المجتمع المدني بالجهة، السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، مسيرة سلمية للتعبير عن رفضهم لقرار وزارة البيئة المتعلق باستئناف عمل مصب القنة بمعتمدية عقارب.

وردد المتظاهرون شعارات تطالب بتحقيق العدالة البيئية وبحقهم في مناخ بيئي سليم، كما رفعوا لافتات دوّن عليها "عقارب مش مصبّ"، "تطبيق الفصل 45 من الدستور"، "العدالة البيئية حق موش مزية"، "لا لزيادة خانة جديدة"...

عبر متساكنو عقارب عن رفض إعادة فتح مصب "القنة" وطالبوا بـ"إيقاف جميع التتبعات العدلية في شأن أبناء المنطقة على خلفية الأحداث الأخيرة"

كما يطالب متساكنو عقارب بـ"إيقاف جميع التتبعات العدلية في شأن أبناء المنطقة على خلفية الأحداث الأخيرة ورد الاعتبار إلى الشهيد عبد الرزاق الأشهب وعائلته"، وفق ما دونه الناشط بالمجتمع المدني ورئيس جمعية "رؤى" حسين بن عبودة في دعوته لمسيرة السبت بعقارب. 

يذكر أنه، على خلفية هذه الأزمة، عرفت معتمديتا عقارب والمحرس التابعتان لولاية صفاقس، في الأيام القليلة الماضية، سلسلة تحركات احتجاجية، رفض خلالها المتساكنون احتضان مصب جهوي للفضلات، ما جعل الأزمة البيئية في الجهة تتفاقم أكثر.

وسبق أن شهدت معتمدية عقارب من ولاية صفاقس، في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، إضرابًا عامًا شاملًا، للقطاعين العام والخاص، كان قد دعا له الثلاثاء 9 نوفمبر، الاتحاد المحلي للشغل،  إثر قرار السلطات استئناف نشاط المصب المراقب بالقنة، والرد الأمني العنيف تجاه احتجاجات سكان المنطقة بعد فتح المصب.

وفي هذا الإطار، كان الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس قد هدد، الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بـ"التوقّف عن سداد الضرائب والمستحقّات الجبائيّة إلى حين توفير الحقوق الدستوري في بيئة سليمة"، وذلك في حال عدم حلحلة المشكل البيئي بصفاقس في الأيام القليلة القادمة.

واستنكر، في رسالة مفتوحة نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "الحالة المأساوية التي تردّت إليها الأوضاع البيئية بصفاقس بسبب تراكم القمامة، مع استمرار دوران الجهات المعنيّة في حلقة مفرغة غابت فيها الحلول"، مؤكدًا وقوفه إلى جانب مكونات المجتمع المدني والمنظمات في المطالبة بإيجاد حلّ فوريّ لهذه الوضعيّة البائسة"، حسب وصفه.

اقرأ/ي أيضًا: الاتحاد الجهوي للأعراف بصفاقس يهدد بالتوقف عن سداد الضرائب والمستحقات الجبائية

يذكر أن وزارة البيئة قد أعلنت، في بلاغ نشرته الاثنين 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، "استئناف نشاط المصب المراقب "القنة" بعقارب بولاية صفاقس، باعتباره مرفقًا عموميًا وذلك للحد من المخاطر الصحية والبيئية والاقتصادية بالولاية"، وهو ما لم يقبله متساكنو منطقة عقارب وخرجوا للاحتجاج ضده، فقوبلت تحركاتهم بصدّ أمني،  مما خلّف عديد حالات الاختناق، وتسبب في "وفاة الناشط البيئي عبد الرزاق لشهب خنقًا بالقنابل المسيلة للدموع والتي استعملت بشكل عشوائي ومشط في محاولة لتفريق المحتجّين مما خلف أضرارًا بعشرات من النساء والشيوخ والأطفال"، وفق ما أكدته 30 منظمة وجمعية في بيان مشترك أصدرته في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

وتعاني ولاية صفاقس من تردي الأوضاع البيئية في المدينة نتيجة تكدس النفايات إثر الغلق الفجئي للمصب المراقب بمنطقة القنة من معتمدية عقارب بولاية صفاقس. وقد طالب السكان جميع هياكل الدولة بالتدخل العاجل لرفع الفضلات المكدسة بشوارع مدينة صفاقس وأنهجها منذ أكثر من شهر.

وكانت المديرة العامة لوزارة البيئة زهور الهلالي أكدت، في تصريح لإذاعة شمس أف أم في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن المشكلة البيئية وتراكم النفايات الذي تواجهه ولاية صفاقس منذ أكثر من شهر لا حل له إلا بفتح مكب عقارب، مشيرة إلى توجه الحكومة نحو استئناف القرار القضائي القاضي بإغلاق المصب.

ودعت الهلالي المتساكنين إلى ضرورة التعقل وتفهم الوضع، مشيرة إلى أن وزارتها تنكب على إيجاد حلول بديلة لتثمين النفايات وإعادة تدويرها بدل ردمها تحت الأرض، وفقها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تواصل تراكم النفايات في شوارع صفاقس وتخوّف من الانعكاسات.. أين الحل؟

وفاة شاب بعقارب.. منظمات تحذّر من أي محاولة للتبرير وترفض "العنف الأمني"