08-فبراير-2022

رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور كريس ميرفي (Pool/Getty)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

اعتبر رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، الثلاثاء 8 فيفري/شباط 2022، أنه "أصبح من المستحيل تصديق ادعاءات الرئيس التونسي قيس سعيّد بأنه ملتزم بإعادة بلاده إلى الديمقراطية"، وفق تعبيره.

ميرفي: أصبح من المستحيل تصديق ادعاءات الرئيس قيس سعيّد بأنه ملتزم بإعادة بلاده إلى الديمقراطية

وانتقد ميرفي، في بيان صحفي له، قرار الرئيس التونسي حلّ المجلس الأعلى للقضاء، مؤكدًا أن تونس تواصل بذلك "انزلاقها نحو السلطوية"، حسب تقديره.

وأضاف السيناتور الأمريكي: "الرئيس سعيّد تعهد بتطوير اقتصاد بلاده واجتثاث الفساد، وهي أهداف رائعة لطالما نادى بها الشعب التونسي، لكنه لا يستطيع القيام بذلك دون الدعم المالي من المجتمع الدولي"، مستدركًا: "يجب أن نوضح للرئيس التونسي أن الدعم المالي للمجتمع الدولي مرتبط بتصحيح المسار نحو الديمقراطية"، وفق ما جاء في البيان ذاته.

ميرفي: تعهد سعيّد بتحويل اقتصاد بلاده واجتثاث الفساد لكنه لا يستطيع فعل ذلك بنجاح دون الدعم المالي من المجتمع الدولي، ونحن بحاجة إلى توضيح أن الدعم مرتبط بتصحيح المسار الديمقراطي

وسبق أن أكد كريس ميرفي، في 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن على الولايات المتحدة الأمريكية إعادة النظر في مسألة دعمها للجيش التونسي نظرًا لمشاركته في ما وصفه بـ"التعليق الوقتي للديمقراطية" في تونس.

وأضاف، في مداخله له في ندوة نظمتها منظمة "مشروع ديمقراطية الشرق الأوسط" (POMED)، أن "العالم أجمع شاهد كيف حاصر رجال عسكريون البرلمان التونسي، وكيف تمت محاكمة مدنيين تونسيين في محاكمات عسكرية"، خالصًا إلى أنه "قد حان الوقت لتراجع الولايات المتحدة دعمها للجيش التونسي لمشاركته في تعليق الديمقراطية في تونس، الذي نأمل أن يكون تعليقًا وقتيًا"، وفق تعبيره.

وتابع ميرفي: "كنت أعتقد أن الدعم الأمريكي للجيش التونسي مهم بالنسبة للرئيس التونسي قيس سعيّد، وتحدثنا عن ذلك في لقائنا به خلال الزيارة التي أديناها إلى تونس منذ شهرين وقد أكد لنا أنه يعمل على حماية الديمقراطية وكأنها مهمته الخاصة، لكن ما يحدث في تونس دليل واضح على أن سعيّد ليست له مصداقية تجاه الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بمسألة تعليق الديمقراطية".



وشدد كريس مورفي على أن الديمقراطية في تونس تهمّ الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها شريكًا مهمًا بالنسبة إليها، معقّبًا: "أعتقد أن الديمقراطية في الولايات المتحدة مهددة، لأنه عندما تكون الديمقراطية مهددة في بلد ما فإنها تعتبر مهددة في كل مكان"، حسب رأيه.

اقرأ/ي أيضًا: كريس ميرفي: على الولايات المتحدة الأمريكية إعادة النظر في دعمها للجيش التونسي

وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد أعلن، فجر الأحد 6 فيفري/شباط 2022 من مقرّ وزارة الداخلية التونسية، حل المجلس الأعلى للقضاء. ووقد دعّم سعيّد تصريحه ذلك بقوله، خلال لقاء جمعه مع رئيسة الوزراء نجلاء بودن بقصر الرئاسة بقرطاج مساء الاثنين 7 فيفري/شباط 2022،  إن هناك مشروع مرسوم جاهز ستتم مناقشته في مجلس الوزراء يتعلق بحلّ المجلس الأعلى للقضاء، على حد ما صرّح به.

 وقد عبّر المجلس الأعلى للقضاء، مساء الأحد 6 فيفري/شباط 2022، عن رفضه حلّ المجلس، "في ظل غياب كل آلية دستورية وقانونية تجيز ذلك"، مجددًا رفضه "المساس بالبناء الدستوري للسلطة القضائية والإهدار المفاجئ والمسقط لكافة ضمانات استقلالية القضاء، في تقويض واضح للدستور والمواثيق والمعاهدات الدولية المصادق عليها وفي تجاوز بين لنتائج انتخابات ثلثي أعضائه".

وأكد، في بيان، "مواصلة تعهده بمهامه"، داعيًا عموم القضاة إلى "التمسك بمجلسهم، باعتباره الضمانة الوحيدة التي تقيهم من خطر المساس باستقلاليتهم في أداء واجبهم وخطر تعريضهم للضغط والتيقظ للدفاع عن وضعهم الدستوري".

ونددت عدة هياكل قضائية وعدد من الجمعيات والأحزاب بقرار سعيّد الجديد، معتبرة أنه يمس من سيادة القانون في تونس ويقوّض استقلال القضاء. 


 

اقرأ/ي أيضًا:

واشنطن تعبر عن قلقها "البالغ" من توجه سعيّد نحو حل المجلس الأعلى للقضاء

سفراء G7 والاتحاد الأوروبي بتونس: قلق بالغ إزاء نية حل المجلس الأعلى للقضاء

مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان:حل مجلس القضاء يقوّض بشكل خطير سيادة القانون