26-أكتوبر-2018

التهمة الموجهة للأطفال الموقوفين هي تكوين عصابة والقيام بأعمال شغب وسرقات (صورة أرشيفية/فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

عاد الهدوء في منطقة سيدي حسين غرب العاصمة بعد الاحتجاجات التي عقبت مقتل الشاب أيمن العثماني يوم الأربعاء 24 أكتوبر/تشرين الأول 2018 متأثرًا بإصابته بطلق ناري من دورية ديوانية خلال مداهمتها لأحد المستودعات بالمنطقة يوم الثلاثاء الماضي.

لكن تلك الاحتجاجات عقبتها سلسلة إيقافات لعدد من شباب الحي آخرها ليلة البارحة الخميس 25 أكتوبر/تشرين الأول، إذ تمّ إيقاف عدد من شباب وأطفال منطقة سيدي حسين من قبل الوحدات الأمنية التابعة لمنطقة الأمن الوطني بسيدي حسين السيجومي. ولا يعلم أغلب أهالي الموقوفين مصير أبنائهم، أو حتى أماكن الاحتفاظ بهم وفق ما يشير إليه عزّ الدين والد طفل موقوف عمره 15 سنة، مضيفًا، في حديثه لـ"الترا تونس"، أنّه تم ليلة البارحة إيقاف قرابة سبعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة من أبناء الجهة، ووقع إيقافهم في الشارع أو اقتيادهم من بيوتهم بعد عمليات مداهمة.

والد أحد الموقوفين الأطفال: التهمة الموجهة للأطفال الموقوفين هي تكوين عصابة والقيام بأعمال شغب وسرقات

وأشار محدّثنا إلى أنّه ظل يبحث عن ابنه وعن بقية الموقوفين صباح الجمعة بين بوشوشة وثكنة حي الخضراء، إلى أن وقع إعلامه أنه تم نقل الموقوفين إلى مركز بوشوشة، وأنّ التهمة الموجهة إليهم هي تكوين عصابة والقيام بأعمال شغب وسرقات. ويشدّد محدثنا إلى أنّ ابنه كان متوجهًا إلى أحد محلات بيع الهواتف ولا دخل له بالاحتجاجات حتى يقع إيقافه.

اقرأ/ي أيضًا: "قتلوه ومنعوا إسعافه".. شهود يتحدثون لـ"الترا تونس" عن مقتل شاب سيدي حسين

حدثتنا أيضًا حكيمة، والدة أحد الموقوفين وعمره 17 سنة، أنّ ابنها كان على سطح المنزل يشاهد العمليات الاحتجاجية، ولم يشارك فيها ولكن هروب أغلب الشباب المشارك في الاحتجاجات إلى الأحياء جعل العناصر الأمنية تقوم بعمليات ملاحقة لعدد منهم، وتفطنوا إلى وجود ابنها على سطح المنزل فأصروا على إيقافه، وفق قولها.

حكيمة (والدة أحد الأطفال الموقوفين):  أحد أعوان الأمن أخبرني أنه سيقع التثبت في كل تسجيلات الكاميرا وإذا ثبت عدم مشاركة ابني في الاحتجاجات سيقع إطلاق سراحه

وأضافت أن أحد أعوان الأمن أخبرها أنه سيقع التثبت في كل تسجيلات الكاميرا لديهم، وإذا ثبت عدم مشاركته في الاحتجاجات سيقع إطلاق سراحه. وأكدت الأم لـ"الترا تونس" أنه تم منعها كغيرها من أهالي الموقوفين من زيارة ابنها.

يُذكر أنّ الناطق الرسمي لوزارة الداخلية سفيان زعق أفاد مساء أمس الخميس 25 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أنه "تم تقديم 46 منحرفًا من المشاركين إلى فرقة الشرطة العدلية في سيدي حسين، وتمّ الاحتفاظ بـ 27 شخصًا منهم"، وفق تعبيره. وردًا عن استفسارات "ألترا تونس" حول هذا الموضوع، صرح الزعق أنه "لم يتم إيقاف أي قصر، وأن من تم إيقافهم وقع الاتصال بعائلاتهم وإمضائهم على التزامات حتى لا يكرروا أي أعمال شغب وتم إخلاء سبيلهم في نفس اليوم"، وفقه. وأضاف: "بالنسبة لمن تم تقديمهم والاحتفاظ بهم وعددهم 27 فهم من الراشدين وليسوا قصرًا".

الناطق الرسمي لوزارة الداخلية سفيان زعق: "لم يتم إيقاف أي قصر، ومن تم إيقافهم وقع الاتصال بعائلاتهم وإمضائهم على التزامات حتى لا يكرروا أي أعمال شغب وتم إخلاء سبيلهم في نفس اليوم"

وكانت قد اندلعت المواجهات بين شباب المنطقة وقوات الأمن عشية الأربعاء إثر تشييع جثمان أيمن العثماني مباشرة، وقد عمد المحتجون إلى إشعال العجلات المطاطية وغلق الطريق، فيما تعمد عدد منهم رشق أعوان الأمن بالحجارة. وقد استعمل أعوان الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وفتح الطريق، علمًا وأنّ المنطقة لا تزال تشهد حالة من الاحتقان في صفوف المتساكنين بعد وفاة أيمن برصاصة على مستوى الظهر.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيديو: مقتل أيمن العثماني..شهادات من قلب سيدي حسين

سيدي حسين: تفاصيل وفاة شاب برصاصة أثناء حجز الديوانة لبضائع مهربة