05-مايو-2020

سفير تونس في الأمم المتحدة قيس القبطني

الترا تونس - فريق التحرير

 

أعرب سفير تونس في الأمم المتحدة قيس القبطني عن تفاؤله لحسم موضوع القرار الأممي حول جائحة كورونا رغم استمرار الخلافات حوله، معتبرًا أنه لا أحد يقدر على تحمل عواقب إسقاط مشروع القرار.

وأوضح، في حوار مع صحيفة "العربي الجديد"، أن تونس تقدمت بمسودة مشروع قرار خاص بها حول وباء كورونا بتاريخ 30 مارس/ آذار الماضي، وقع دمجه لاحقًا مع المشروع الفرنسي، مشيرًا إلى أن هذا النص المشترك لاقى الاستحسان من أغلب الدول.

 قيس القبطني: نعتقد أنه لا بد من دفعة إصلاحات جديدة لمجلس الأمن 

وبيّن أن الخلاف يتمحور حول ذكر منظمة الصحة العالمية مبينًا أن تونس ترغب في إشارة للمنظمة "لأنها مسألة بديهية ومنطقية"، مؤكدًا أن تونس ستقبل بأي حل توافقي في ظل الخلاف الصيني الأمريكي حول هذه النقطة.

وذكر أن نقطة رفع أو تعليق العقوبات عن الدول الأفريقية كي تتمكن من مواجهة وباء كورونا هي مسألة خلافية أيضًا مبينًا أن الأمين العام للأمم المتحدة يدعم هذا المطلب.

وقال القبطني، في جانب متصل، إن "المنظومة الدولية تعيش أسوأ وأصعب أوقاتها" مؤكدًا الحاجة إلى تغييرات وإصلاحات جذرية في الأمم المتحدة، قائلًا: "نحن نعتقد أنه لا بد من دفعة إصلاحات جديدة لمجلس الأمن كي يكون تعامله مع قضايا من هذا القبيل أسرع وبنجاعةٍ أكبر".

وتحدث أيضًا عن ضرورة القيام بإصلاحات في الجمعية العامة قائلًا: "الاكتفاء بالتوصيات والقرارات التي تصدر بالمئات من دون تفعيل أو تطبيق لا فائدة منها مستقبلاً".

ووصف السفير التونسي في مجلس الأمن الوضع في سوريا لا سيما في الشمال السوري بأنه "معقدٌ جداً وصعب" مؤكدًا أن مسألة إيصال المساعدات أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. ودعا إلى النظر إلى المسألة الإنسانية بكل تجرد ومن دون تسييسها وفق تعبيره، موضحًا أن المشاورات جارية بخصوص مشروع قرار بخصوص نقاط العبور إلى سوريا رغم الرفض الروسي.

وبخصوص ليبيا، وصف الوضع بأنه "متقلب" مشددًا على ضرورة احترام الشرعية الدولية وإرادة الشعب الليبي، ومؤكدًا على أن الحل لابدّ أن يكون سياسيًا شاملاً عبر حوار ليبي - ليبي تحت رعاية الأمم المتحدة بعيدًا عن التدخلات الخارجية "التي نرى أنها هي التي توتر الحل في ليبيا". وشدّد أن "وحدة ليبيا هي خطّ أحمر".

فيما اعتبر أن الوضع في اليمن "معقد كذلك" داعيًا إلى الضغط على كل الأطراف للالتزام بالحل السياسي والاقتناع أن الخيار العسكري لا يمكن أن يكون الحل لليمن. وقال: "تحز في أنفسنا كتونس قضية الشعب اليمني التي أصبحت أكبر كارثة إنسانية".

قيس القبنطني: الجميع يبارك ما تقوم به تونس في سياستها الخارجية خصوصًا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية

وبخصوص القضية الفلسطينية، أكد القبطني أنه يوجد موقف في منتهى الحسم في الاجتماع الدوري الأخير خاصة من الأوروبيين ضد أيّ إجراء لضم جزء من الأراضي الفلسطينية مع التأكيد على عدم الاعتراف بأي تغييرات على حدود 67.

وتحدث عن وجود تحركات بالتنسيق مع الجانبين الفلسطيني والعربي، مشددًا أن ضم الأراضي إن تم فستكون له تداعيات خطيرة على العالم لأنه سيطيح فكرة الدولتين وسيقضي على مشروع الدولة الفلسطينية بالكامل، وفق تعبيره.

وفي سياق آخر، نفى القبطني وجود "حالة من الإرباك في السياسة الخارجية التونسية أو الوضع في تونس" معتبرًا أنه يوجد نفس جديد في السياسة الخارجية قائلًا: "الجميع يبارك ما تقوم به تونس في سياستها الخارجية خصوصًا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية على أعلى مستوى سياسي ممكن".

وبخصوص الجدل حول إقالة السفير السابق البعتي، قال القبطني إنه تم استغلال الموضوع "من بعض الأطراف، ربما السياسية في تونس، لإحراج الحكومة ورئاسة الجمهورية لا أقل ولا أكثر".

وأكد سفير تونس في نيويورك أنه مرتاح وفي انسجام كبير مع وزير الخارجية نور الدين الري وفي تواصل يومي، فضلًا عن التواصل مع رئيس الجمهورية قيس سعيّد في المسائل الكبرى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شكري حمودة: الوضع الوبائي تحت السيطرة لهذه الأسباب

الهاروني: التونسيون لن ينخرطوا في أجندات مشبوهة تهدف لإسقاط مؤسسات الدولة