05-أكتوبر-2021

"بدا أن عدد المشاركين فيها أقل من ذلك الرقم بكثير"، وفق ما ذكرت وكالة رويترز ووفق تأكيدات المتابعين والحضور (ياسين القايدي/ الأناضول)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال الرئيس التونسي قيس سعيّد، مساء الاثنين 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، إن 1.8 مليون مواطن خرجوا إلى الشوارع يوم الأحد في مسيرات داعمة له، "بدا أن المشاركين فيها أقل من ذلك الرقم بكثير"، وفق ما ذكرت وكالة رويترز في برقية لها ووفق تأكيدات المتابعين والحضور في المسيرات المذكورة.

كان شهود عيان ووسائل إعلام محلية قد قدروا الحضور في مسيرات الأحد الماضي بالآلاف وهي التي شهدتها تونس العاصمة وولايات أخرى كصفاقس ومدنين لكن الرقم المعلن من الرئيس تجاوز كل التقديرات

وكانت الرئاسة التونسية قد نشرت فيديو من مكتبه، خلال لقائه بالمكلفة بتشكيل الحكومة نجلاء بودن، وقال سعيّد في مستهله إن من خرجوا في مساندته تجاوز عددهم المليون و800 ألف، وأوضح "لقد كان يومًا تاريخيًا نزل فيه نحو 1.8 مليون إلى الشارع مهللين"، وقد قامت إثر ذلك الرئاسة بحذف الفيديو من صفحتها على فيسبوك وأبقته إلى حد الآن على يوتيوب الرئاسة.

وكان شهود عيان ووسائل إعلام محلية قد قدروا الحضور في مسيرات الأحد الماضي بالآلاف وهي التي شهدتها تونس العاصمة وولايات أخرى كصفاقس ومدنين. وقدرت رويترز عدد الحضور في المظاهرة الرئيسية بوسط تونس العاصمة بحوالي 8000 شخص وهو ما ذكرته أيضًا وكالة تونس أفريقيا للأنباء (وكالة الأنباء التونسية ـ عمومية).

وقد قُوبل الرقم المعلن من الرئيس سعيّد بتفنيد البعض وسخرية البعض الآخر، فيما حاول آخرون تأكيد صحة الرقم، وفقهم، وتقديم تأويلات له. 

 

في هذا السياق، علق الإعلامي والمدون هيثم المكي "أخبرتكم سابقًا أن الرئيس يتحصل على المعلومات من موقع التواصل فيسبوك، لم أكن أمزح"، وأرفق تعليقه بصورتين، الأولى لخبر نشر في TV5 monde الفرنسية وتضمن تقديراً لعدد المتظاهرين الأحد بخمسة آلاف والثانية لذات الخبر وقد تمت "فبركة" الرقم المذكور أي مليون و800 ألف وهو ما ذكره سعيّد في كلمته. وختم المكي بالقول "عاش رئيس الجمهورية الفيسبوقراطية".

هيثم المكي: "عاش رئيس الجمهورية الفيسبوقراطية"

أما النائب بالبرلمان المعلقة مهامه والقيادي بحزب التيار الديمقراطي هشام العجبوني فدوّن "لو كنت مكان رئيس الجمهورية لطردت كل من ورطني في التصريح بأرقام ومعطيات مغلوطة، وطردت كل الفريق المكلّف بالإعلام الذي سمح بتمريرها في المونتاج!".

وأضاف  "تكرّر هذه الأخطاء يمس من مصداقية رئيس الجمهورية. والمصيبة أن رئيسة الحكومة (مهندسة ودرست الرياضيات والمنطق) علّقت بـ"ما شاء الله" على المليون و800 ألف متظاهر".

هشام العجبوني: "لو كنت مكان رئيس الجمهورية لطردت كل من ورطني في التصريح بأرقام ومعطيات مغلوطة"

وكان تفاعل المكلفة بتشكيل الحكومة نجلاء بودن بتعبير "ما شاء الله"، قد أثار موجة سخرية واسعة، إذ ومنذ تكليفها لم تقدم السيدة بودن أي تصريح إعلامي أو عبر منصات التواصل، أو مباشرة خلال لقاءاتها المصورة مع الرئيس وكانت تكتفي في كل مناسبة بالاستماع لكلماته وفي المناسبة الوحيدة التي تدخلت خلالها علقت على رقم مزيف بـ"ما شاء الله". 

كان تفاعل بودن بتعبير "ما شاء الله"، قد أثار موجة سخرية واسعة، إذ ومنذ تكليفها لم تقدم السيدة بودن أي تصريح إعلامي أو عبر منصات التواصل وفي المناسبة الوحيدة التي تدخلت خلالها علقت على رقم مزيف بـ"ما شاء الله"

في ذات السياق، كتب الناشط السياسي والكاتب طارق الكحلاوي "الأسوأ من نقل رقم (واضح أنه غير واقعي) عن مصدر فايسبوكي في الوقت الذي لديك مصادر استعلاماتية قادرة على تقديم معطيات ميدانية دقيقة (تقدم الأجهزة بشكل روتيني تقديرات على عدد المتظاهرين في الوقفات والمسيرات)، الأسوأ من ذلك أن يتم نشر الفيديو من مصالح الاتصال في الرئاسة دون إبداء ملاحظات أو تثبت (خاصة التثبت في صفحة قناة TV5 Monde) كأن ما يقوله الرئيس قرآن منزل، وهناك خشية في الديوان من تصحيح ما يقوله".

طارق الكحلاوي "الأسوأ من نقل رقم واضح أنه غير واقعي، أن يتم نشر الفيديو من مصالح الاتصال في الرئاسة دون إبداء ملاحظات أو تثبت" 

وتابع "فوق ذلك ليس هناك حاجة للرقم، مسيرات في أغلب مدن البلاد في معظم ولاياتها بأعداد لا بأس بها في حين خصومك بالكاد يجمعون أنصارهم أمام المسرح البلدي، بما يعني أنك في موقع أقوى واقعيًا"، مؤكدًا "على الرئيس تجنب موضوع الأرقام، سواء كان ذلك عدد المتظاهرين أو خاصة أرقام المال والاقتصاد، والخطأ والتقدير فيها أكثر ضررًا كما أنه بالمناسبة من المضر للسيدة بودن، كرئيسة قادمة للإدارة، أن تظهر في موضع المتلقي دون رأي".

يُذكر أن الرئاسة التونسية  كانت قد أعلنت، الأربعاء 29 سبتمبر/ أيلول 2021، أن سعيّد قد كلّف، في ذات اليوم، نجلاء بودن رمضان "بتشكيل حكومة، على أن يتم ذلك في أقرب الآجال". وتكون بذلك بودن أول امرأة تتولّى هذا المنصب في تاريخ تونس، لكن لم يتم إلى تاريخ كتابة هذه الأسطر الإعلان عن تركيبة الحكومة.

اقرأ/ي أيضًا:

دعوا لحل البرلمان: داعمون لقيس سعيّد يتجمعون في شارع بورقيبة

بن مبارك: بعد منع حملتنا المعارضة من عقد اجتماعها سنرفع قضية ضد الداخلية