07-ديسمبر-2021

زهير المغزاوي: لا أحد من حقه تحويل المرحلة الاستثنائية إلى مرحلة دائمة

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد الأمين العام لحركة الشعب والنائب عن الكتلة الديمقراطية زهير المغزاوي، الثلاثاء 7 ديسمبر/ كانون الأول 2021، أنّ حركة الشعب كانت من المؤيدين لقرارات 25 جويلية/ يوليو و22 سبتمبر/ أيلول لأنه لا بد من وضع قوانين لتسيير الدولة كي نمر بسرعة بعد ذلك للقيام بالإصلاحات وإجراء انتخابات ديمقراطية وفق قوله.

وتابع المغزاوي لدى حضوره بإذاعة "موزاييك أف أم"، أنّ "هناك حالة القلق العام في البلاد بعد 5 أشهر من عدم تحقيق الكثير من الانتظارات على أرض الواقع"، مضيفًا: "تحدثنا عن ضرورة تسقيف الإجراءات الاستثنائية، لكن بغياب ذلك، وبغياب الحوار مع كل الأطراف وتكرر خطابات سعيّد، قلقنا يتنامى خاصة بعد رفض القانون 38" على حد قوله.

زهير المغزاوي: إذا واصل الرئيس في تمشّيه الحالي وذهابه نحو فكرة البناء القاعدي، سنعارضه بتشكيل جبهة سياسية على قاعدة اعتبار 25 جويلية فرصة لتحقيق أهداف الشعب وتناضل لإقناع الناس بوجهة نظرها

وصرّح المغزاوي بأنّه مع حلّ المجلس الأعلى للقضاء، وقال: "معضلة المعضلات في هذه البلاد القضاء الذي لم يغلق أي ملف فتحه من الملفات الكبرى في البلاد مثل التسفير، الإرهاب، الاغتيالات السياسية.. لكن لا يجب أن يكون هذا الحلّ مفصولًا عن التسقيف الزمني والحوار والإعلان عن موعد للانتخابات التشريعية والرئاسية وعدم الاستغناء عن الأحزاب" من وجهة نظره.

وقال المغزاوي: "يجب حماية 25 جويلية/ يوليو حتى من الرئيس إن لزم الأمر، الذي يمكن أن يكون خطرًا على هذا التاريخ إذا لم يذهب في تحقيق أهدافه"، وقال بخصوص ما عرف بفكرة الخط الثالث التي صرح بها اتحاد الشغل: "كنت أفضّل مصطلح الخيار الوطني على الخيار الثالث، وإذا واصل الرئيس في تمشّيه الحالي وذهابه نحو فكرة البناء القاعدي سنعارضه بتشكيل جبهة سياسية على قاعدة اعتبار 25 جويلية/ يوليو فرصة لتحقيق أهداف الشعب وتناضل لإقناع الناس بوجهة نظرها" وفقه.

وبخصوص إمكانية الذهاب في مراسيم للبت في الجرائم الانتخابية اعتبر المغزاوي أنّ "من الهنات الكبرى والنقاط السوداء في تاريخ القضاء التونسي، ألا يقع البت في جرائم ارتكبت منذ سنوات إلى حد الآن، فهذا غير المعقول" وفقه، متابعًا: "لا أحد من حقه تحويل المرحلة الاستثنائية إلى مرحلة دائمة، ورئيس الجمهورية أحد الفاعلين في 25 جويلية/ يوليو وليس الفاعل الوحيد".

زهير المغزاوي: رئيس الدولة يعطي انطباع العجز حين يتهم الأفراد الحرة الطليقة بالإجرام وهو بيده كل السلطات.. ولن تتحسّن أوضاع التونسيين فقط بالنصوص بل بالقرارات

وتحدث أمين عام حركة الشعب عن أنّ سعيّد يجب أن يفهم أنّ 25 جويلية/ يوليو صنعه هذا الشعب، وقال: "سعينا لتشكيل حالة سياسية في البلاد، قاعدة الفرز فيها أن هذا التاريخ هو فرصة لإصلاح المسار الثوري في تونس، وأنه ليس انقلابًا، وهذه الحالة السياسية من واجبها ممارسة الضغط"، مشيرًا إلى وجود مطلب سياسي لـ 25 جويلية/ يوليو تجسد في مقولة حل البرلمان وآخر اجتماعي "نختلف مع الرئيس في كيفية تحقيق هذه المطالب" حسب تعبيره.

وتساءل المغزاوي: "هل تتحقق هذه المطالب بالفعل المنفرد للرئيس؟ بالبناء القاعدي؟ بعدم الحوار مع أي طرف من الأطرف؟ 25 جويلية/ يوليو صنعه الشعب وهو المسؤول على الحفاظ على مساره"، مشددًا على أنّ الثورة التونسية غرقت منذ 2011 في النصوص والتفاصيل فانحرفت العملية السياسية، وقال: "لن تتحسّن أوضاع التونسيين فقط بالنصوص بل بالقرارات".

وتوجّه المغزاوي لسعيّد بقوله: "مازالت الفرصة كي تطمئن الناس بأن تتخذ الإجراءات الضرورية لذلك، وليس وفق مقاربتك فقط، بل بتفاعلك مع المقاربات المختلفة معك"، لافتًا إلى أنّ رئيس الدولة يعطي انطباع العجز حين يتهم الأفراد الحرة الطليقة بالإجرام، وهو بيده كل السلطات على حد قوله.

زهير المغزاوي: أرجو أن يتوجه سعيّد في 17 ديسمبر بخطاب إلى التونسيين يعلن فيه عن تسقيف الإجراءات والحوار حول الإصلاحات التي يجب أن تشمل النظام السياسي ومنظومة الانتخابات والخيارات الاقتصادية

وأشار المغزاوي إلى أنّ حركة الشعب تعتبر أن هناك "جبهة موجودة بالقوة وبالفعل يقودها الإسلام السياسي وهي تعتبر الثورة التونسية مجرد تحول ديمقراطي، ثم أصبح هذا التحول متحالفًا مع الفساد ثم أصبح مرتهنًا لقوى خارجية.. وهناك جبهة أخرى أوسع تعتبر أن الثورة هي تحول ديمقراطي واجتماعي.. وكلما اقترب الحسم بين هذه الجبهات يأتي الحوار" وفق تعبيره.

وحول عدم ذهاب رئيس الدولة فيما طالبته به شريحة واسعة من مختلف الأطياف أرجع المغزاوي ذلك إلى "إكراهات يمكن أن تكون خارجية أو لإكراهات الوضع الاقتصادي"، وقال: "قد يعتقد سعيّد أنّ الخروج من مأزق البلاد لا يتم إلا عبر البناء القاعدي، وأرجو أن يتوجه في 17 ديسمبر/ كانون الأول بخطاب إلى التونسيين يعلن فيه عن تسقيف الإجراءات والحوار حول الإصلاحات التي يجب أن تشمل النظام السياسي ومنظومة الانتخابات والخيارات الاقتصادية" وفق قوله.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المغزاوي: حركة الشعب واتحاد الشغل يعارضان انفراد سعيّد باتخاذ القرار

عبد الكافي: "عالم السياسة بعد 25 جويلية ازداد سوءًا وتدهورًا على جميع الأصعدة"