28-يونيو-2019

يطالب أهالي اللواتة بتعبيد الطريق الرئيسية (وحيد داهش)

 

بعيدًا عن حرق العجلات المطاطية وغلق الطرقات، وهي من التصرفات التي تتسم بها بعض التحركات الاحتجاجية في تونس ما بعد الثورة، اختار أهالي منطقة اللواتة الواقعة في بلدية حزق اللوزة بطرية التابعة لمعتمدية جبنيانة من ولاية صفاقس أسلوبًا احتجاجيًا لفتوا به الأنظار.

ويتمثّل هذا الأسلوب الاحتجاجي في زرع الورد في الحفر التي تغزو الطريق الرئيسية بالمنطقة، تنديدًا بتأخر إنجاز مشروع تعبيدها، وهو أسلوب غير مألوف سعى مبتكروه من أبناء الجهة إلى أن يمسّ المسؤولين على مستوى ولاية صفاقس، ولكن يبدو أن صداه فاق توقعاتهم إذ بات حديث الساعة.

اقرأ/ي أيضًا: تونسيون دون ماء والجمعيات المائية في قفص الاتهام

احتجاج وليد التراكمات..

في حديثه عن هذا الشكل الاحتجاجي، يقول الناشط في المجتمع المدني أنيس الطرودي، إنّ هذا الاحتجاج الذي لفت إليه الأنظار ليس وليد اليوم، وإنّما هو وليد تراكمات نتجت عن تجاهل السلط المعنية لمطالب الجهة ومن بينها تعبيد الطريق الرئيسية. ويضيف الطرودي، في تصريح لـ"لترا تونس"، أن "التحركات بخصوص هذا المطلب انطلقت مباشرة بعد الثورة في ظل السماح للمجتمع المدني بالنشاط دون قيود، وقد حاول الأهالي هذه المرة ابتكار شكل احتجاجي طريف وغير مألوف للضغط على السلطات المعنية".

أنيس الطرودي (ناشط بالجهة) لـ"ألترا تونس": التحركات بخصوص تعبيد الطريق الرئيسية باللواتة انطلقت مباشرة بعد الثورة في ظل السماح للمجتمع المدني بالنشاط دون قيود

الاحتجاج "الطريف" وليد تراكمات نتجت عن تجاهل السلط المعنية لمطالب الجهة (وحيد داهش)

 

ويشير إلى أنّ الطريق، التي تكاد تندثر من فرط الحفر التي تكسوها، تعتبر شريان المنطقة فهي التي تؤدّي إلى الميناء وإلى المنتزه وتربطها بولاية المهدية وهي تشهد حركية كبيرة على مدار اليوم، مبرزًا أنّ الإدارة الجهوية للتجهيز حاولت التحرّك لتسوية وضع الطريق وهو ما رفضه الأهالي واعتبروه ذرًّا للرماد على العيون، وفق تعبيره.

أنيس الطرودي لـ"ألترا تونس":  نعتبر أنه من الضروري إعادة تعبيد الطريق الذي يمتد على كيلومترين و300 متر ذلك أنه لم تتم صيانتها منذ إنشائها

ويعتبر محدّثنا أن "تزفيت الطريق" لا يعدّ أن يكون إلا حلًا ترقيعيًا لجأت إليه إدارة التجهيز في السابق ولم ولن يجدي نفعًا، مشيرًا إلى أنّ مكونات المجتمع المدني قامت في وقت سابق بردم الحفر، وهو ما قامت به أيضًا إدارة التجهيز لكن مع تساقط الأمطار عادت الأمور إلى ماهي عليه، وفق قوله.

ويؤكّد محدّثنا "ضرورة إعادة تعبيد الطريق الذي يمتد على كيلومترين و300 متر ذلك أنه لم تتم صيانتها منذ إنشائها تزامنًا مع تركيز ميناء اللواتة سنة 1983، والوضعية التي آلت إليها تسببت في حوادث قاتلة"، وفقه، لافتًا إلى انعدام الإنارة على امتدادها.

ويلفت أيضًا إلى عديد النقائص التي تشكو منها الجهة على غرار غياب دار للثقافة، مشدّدًا على مواصلة الأهالي في الأشكال الاحتجاجية المنسجمة مع احتجاج زرع الورود في الحفر، في انتظار لفتة من الدولة، على حدّ تعبيره.

 

أكدت رئيسة بلدية حزق اللوزة أن وضع الطريق الرئيسية بمنطقة اللواتة كارثي (وحيد داهش)

 

اقرأ/ي أيضًا: مخازن البنزين المهرب.. قنابل موقوتة حذو المناطق السكنية

السلطة المحلية على الخط..

من جهتها، تؤكّد رئيسة بلدية اللوزة منى بن سالم الوضع الكارثي للطريق الرئيسية بمنطقة اللواتة، مشيرة إلى أنّه تمت مراسلة السلطات المركزية وتم الحصول على الموافقة المبدئية لتعبيد الطريق الذي عاينته الإدارة الجهوية للتجهيز. وتضيف بن سالم، في تصريح لـ"ألترا تونس"، أن إدارة التجهيز أرادت القيام بحلول ترقيعية على خلفية احتجاج أهالي المنطقة وذلك بـ"تزفيت الطريق"، وهو ما رفضوه مطالبين بإيجاد حل جذري، وفق تصريحاتها.

وتتابع بالقول "السلطة المحلية وجّهت تذكيرًا إلى السلط المركزية، على خلفية الحركة الاحتجاجية الأخيرة، لتلقى نفس الردّ المتعلّق بغياب الاعتمادات، وقد تواصلت مع المحتجين وحاولت التهدئة ولكنهم متمسّكون بإعادة تعبيد الطريق ويرفضون أي حل دون ذلك".

منى بن سالم (رئيسة بلدية اللوزة): الطريق غير المعبّدة تربط المنطقة بولاية المهدية وهي ممر البحارة يوميًا ومعبر العائلات إلى المنتزه وإلى الميناء وتشهد حوادث قاتلة

 

تعد الطريق غير المعبدة من أكثر الطرق حركية في المنطقة (وحيد داهش)

 

وتلفت إلى أنّ السلط المركزية تعهدت بتهيئة الطريق وصيانته منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني في السنة الماضية ولكن إلى اليوم لم تف بتعهّدها، معربة عن أملها في أن يتم التجاوب مع الطريقة الاحتجاجية اللافتة دون أن تتطور الأمور ويصعّد الأهالي تحرّكاتهم.

وتشير إلى أن الطريق غير المعبّدة تربط المنطقة بولاية المهدية وهي ممر البحارة يوميًا ومعبر العائلات إلى المنتزه وإلى الميناء، ومن أكثر الطرق حركية كبرى، وتشهد حوادث قاتلة، على اعتبار أنها غير مهيئة وتغيب عنها الإنارة، حسب قولها.

الطريقة التي اعتمدها أهالي منطقة اللواتة للاحتجاج طريقة مبتكرة وطريفة وقد نجحت في جذب أنظار الرأي العام التونسي وجعل الجهة محل حديث العديدين في انتظار أن تنتبه سلط الإشراف إلى هذا التحرك وتعير المنطقة الاهتمام الكافي وتستجيب لمطالب الأهالي، التي لا تعدو أن تكون من الحقوق الأساسية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شواطئ الساحل التونسي.. تحدي التلوث واستغلال الملك العام

أصدقاء وما هم بأصدقاء.. عن أحكام النقل في تونس