رغم إشادة عالمية.. تمثيل "صوت هند رجب" لتونس في الأوسكار يثير تحفظات نقابة للمخرجين

حظي فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الأربعاء 2 سبتمبر/أيلول 2025 بتصفيق لمدة قياسية في تاريخ مهرجان البندقية السينمائي الدولي، حيث واصل الحاضرون التصفيق على مدى 24 دقيقة تحية للعمل وتعبيرًا عن دعمهم للقضية الفلسطينية.

احتفاء عالمي ورفع شعار "فلسطين حرة"

وتزامنًا مع التصفيق الحار الذي حظي به الفيلم بعد عرضه العالمي الأول، علت أصوات الحاضرين مرددة شعار "فلسطين حرة"، وفي حركة مساندة رفع بعضهم علم فلسطين داخل القاعة.

 حظي فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، باحتفاء واسع وتصفيق لمدة قياسية في تاريخ مهرجان البندقية السينمائي الدولي، وبعد عرضه العالمي الأول، علت أصوات الحاضرين مرددة شعار "فلسطين حرة"

وينافس الفيلم الروائي الطويل الممتد على 89 دقيقة، على جائزة "الأسد الذهبي" للمسابقة الرسمية للدورة 82 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي الذي ينعقد من 27 أوت/أغسطس إلى 6 سبتمبر/أيلول 2025.

موقف نقابة المخرجين المنتجين 

ورغم الإشادة العالمية بالفيلم إلا أن نقابة المخرجين المنتجين السينمائيين كانت قد أعلنت أنها تتابع باهتمام عملية اختيار الشريط السينمائي المُمثل لتونس في المسابقة الدولية لجوائز الأوسكار، وعبّرت إثر إعلان اختيار شريط "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، عن "استغرابها البالغ إزاء غياب آليات واضحة وشفافة تحكم عمل اللجان واختيار أعضائها، رغم تثمينها الجهود المبذولة في مجال إشعاع السينما التونسية دوليًا".

وقالت النقابة في بيان لها بتاريخ 28 أوت/أغسطس 2025، إن "بعض المعلومات المتداولة حول تركيبة اللجنة، أثارت شبهات جدّية حول احتمال وجود تضارب في المصالح، خصوصًا في ظل علاقات مهنية مباشرة بين احد أعضاء اللجنة والشريط المرشح".

نقابة المخرجين المنتجين: مبدأ النزاهة، واحترام قواعد تكافؤ الفرص، وتجنّب أي شكل من أشكال التضارب في المصالح، لا ينبغي أن يكون ترفاً، بل أسساً لا تُستغنى عنها خاصة حين يتعلق الأمر بتمثيل تونس في مناسبة دولية 

كما اعتبرت أن "مبدأ النزاهة، واحترام قواعد تكافؤ الفرص، وتجنّب أي شكل من أشكال التضارب في المصالح، لا ينبغي أن يكون ترفاً، بل أسساً لا تُستغنى عنها في أي إجراء عمومي، خاصة حين يتعلق الأمر بتمثيل وطني في مناسبة دولية رفيعة".

اقرأ/ي أيضًا: "صوت هند رجب".. فيلم لكوثر بن هنية يمثل تونس في سباق الأوسكار 2026

ودعت نقابة المخرجين المنتجين السينمائيين في تونس إلى "مراجعة شاملة للمنوال التنظيمي المُحكم لعمل اللجان الوطنية، وإرساء معايير موضوعية وشفافة لاختيار الأعضاء، مع اعتماد مبدأ التصريح بالمصالح، وضمان الاستقلالية والحياد في جميع مراحل الانتقاء، فضلاً عن إشراك أوسع للخبرات المهنية المُعترف بها، بعيدًا عن أي تعيينات تُثير التساؤلات"، مضيفة أن "مستقبل السينما التونسية يجب أن يبنى على مؤسسات قوية، ومسارات عادلة، واحترام لقيم المهنة"، وفق نص البيان.

ويذكر أن المركز الوطني للسينما والصورة، كان قد أعلن الخميس 28 أوت/أغسطس 2025، في بلاغ له أنّ "صوت هند رجب" لكوثر بن هنية، هو الفيلم المرشح لتمثيل تونس في جائزة أوسكار أفضل فيلم عالمي 2026.

وكانت قد التأمت في هذا الإطار، يوم 27 أوت/أغسطس 2025 اللجنة المعتمدة من قبل الأكاديمية، تحت إشراف المركز الوطني للسينما والصورة، لاختيار الفيلم الذي سيمثل تونس في فئة أفضل فيلم عالمي ضمن الدورة 98 لحفل توزيع جوائز الأوسكار.

وقد ارتأت اللجنة أن يكون الفيلم التونسي المرشح هو "صوت هند رجب " لكوثر بن هنية، الذي "يستجيب هذا العمل السينمائي لكافة معايير الأهلية كما وردت في قواعد الترشح الصادرة عن الأكاديمية"، وفق نص البلاغ.

عن قصة "صوت هند رجب" والمخرجة التونسية كوثر بن هنية

ويشار إلى أن "صوت هند رجب" فيلم للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، يسلّط الضوء على قصة مسعفين من منظمة الهلال الأحمر، تلقوا نداء استغاثة من الطفلة الفلسطينية هند رجب التي حاصرتها قوات الاحتلال، داخل سيارة تحت قصف العدوان في غزة، ورغم محاولاتهم طمأنتها عبر الهاتف، وسعيهم لإرسال سيارة إسعاف لإنقاذها إلا أنها لم تنج من حرب الإبادة.

ويذكر أن الطفلة الفلسطينية هند رجب، ذات الست سنوات، ظلّت تنزف لساعات داخل السيارة، وتطلب النجدة عبر الهاتف، قبل أن يقتل جنود الاحتلال الإسرائيلي طاقم الإسعاف المرسل لإنقاذها بقصف مباشر، وعُثر لاحقًا على جثمانها وجثمان قريبتها ليان بعد 10 أيام من المجزرة، في مشهد هزّ الضمير العالمي.

وتحوّلت الطفلة هند رجب إلى رمز عالمي للفظائع الإسرائيلية وجرائم الاحتلال ضدّ الأطفال في قطاع غزة المحاصر، بعد أن سمع العالم استغاثتها وهي تنطق آخر كلماتها على الهواء: "أنا خايفة.. تعالوا بسرعة".

جمع العمل السينيمائي الذي يحاكي جريمة قتل الطفلة الفلسطينية هند رجب في بطولته كلاً من عامر حليحل، وكلارا خوري، ومعتز ملحيس، وسجى كيلاني

ويجمع العمل السينيمائي الذي يحاكي جريمة قتل الطفلة الفلسطينية هند رجب في بطولته كلاً من عامر حليحل، وكلارا خوري، ومعتز ملحيس، وسجى كيلاني.

وكانت مجلة "فارايتي" العالمية،  المتخصصة في رصد أخبار صناعة الأفلام والمشاهير، قد قالت في وقت سابق إن فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية "صوت هند رجب" يصوّر في تونس، وهو من إنتاج التونسي نديم شيخ روحه (أحد منتجي فيلم بنات ألفة)، إلى جانب الممثلة والمنتجة الكندية أوديسا راي، (أحد منتجي فيلم نافالني الحائز على أوسكار)، والممثل والمنتج البريطاني جيمس ويلسون (فيلم منطقة اهتمام الحائز على أوسكار).

أما مخرجة العمل الذي يمثل تونس في المسابقة الدولية لجوائز الأوسكار، كوثر بن هنية فهي مخرجة سينمائية تونسية، ولدت في 27 أوت/أغسطس 1977، وبدأت مسيرتها المهنية عام 2004، وهي أول مخرجة عربية تُرشح لجوائز الأوسكار مرتين متتاليتين، وذلك بعد اختيار فيلمها "بنات ألفة" ضمن قائمة الأفلام الوثائقية المتنافسة على جوائز الأوسكار، وترشيح فيلمها الروائي الطويل "الرجل الذي باع جلده" لجائزة أوسكار كأفضل فيلم روائي عالمي.

ودرست بن هنية الإخراج السينمائي في معهد الفنون والسينما في تونس العاصمة وفي جامعة "لا فيميس" في باريس والتي درست فيها أيضا كتابة السيناريو منذ سنة 2005. أخرجت عدة أفلام طويلة وقصيرة وفيلمًا وثائقيًا.