21-يوليو-2021

تراوحت التفاعلات بين مساند ومعترض

الترا تونس - فريق التحرير

 

منذ إعلان رئيس الحكومة هشام المشيشي عن قرار إقالة وزير الصحة فوزي مهدي وتكليف وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي بالإشراف على وزارة الصحة بالنيابة، لم تتوقف ردود الأفعال على الساحة السياسية، لاسيما وأن هذه الإقالة تأتي في ظرف وبائي وُصف بـ"الخطير" في تونس مع الارتفاع المطّرد لعدد الإصابات والوفيات المسجلة بفيروس كورونا. 

وكان المشيشي قد أوضح، خلال اجتماع عقده مساء الثلاثاء 20 جويلية/ يوليو 2021 بمقر وزارة الصحة مع إطارات هذه الوزارة، أن قرار إقالة وزير الصحة جاء "بعد أن عاين سوء التسيير في قيادة هذه الوزارة التي تعرف عددًا كبيرًا من الكفاءات والمراجع العلمية والإدارية"، مؤكدًا أن "الأخطاء الكارثية" التي أصبحت تتوالى والتي صارت تهدد صحة التونسيين، "جعلته يتخذ قرار الإقالة، والذي تأخر فيه"، وفق قوله.

واعتبر أن قرار استدعاء التونسيين ممن يفوق سنهم 18 عامًا إلى تلقي التلاقيح يوم عيد الأضحى، هو "قرار شعبوي، يمكن وصفه بالإجرامي لما فيه من تهديد لصحة التونسيين"، حسب قوله، مضيفًا أنه "قرار مسقط، ولم تتم فيه استشارة رئيس الحكومة والولاة والقيادات الأمنية أو الرجوع للجنة العلمية أو الهيئة الوطنية لمجابهة كورونا قبل اتخاذه".

ديلو (النهضة):  وزير صحّة بالنّيابة في بلاد تعيش حربًا على الوباء عبث. والعبث في الظّروف العاديّة تترتّب عنه مسؤوليّة وضياع مصالح، وفي هذه الظّروف يتسبّب في إزهاق أرواح بريئة

وانتقد النائب عن حركة النهضة سمير ديلو، مساء الثلاثاء 20 جويلية/يوليو 2021، قرار إقالة الوزير في هذا الظرف الذي تعيشه تونس، مدونًا: "اللّهمّ إنّ هذا عبث! وزير صحّة بالنّيابة في بلاد تعيش حربًا على الوباء!"، معقّبًا: "وزير يدير وزارتين تتطلّب كلّ وزارة منهما تفرّغًا!"، حسب تقديره.

وأضاف ديلو، في تدوينة نشرها على صفحته على موقع التواصل فيسبوك، "العبث في الظّروف العاديّة تترتّب عنه مسؤوليّة وضياع مصالح، وفي هذه الظّروف يتسبّب في إزهاق أرواح بريئة!"، وفقه.

في المقابل، أكد القيادي بحركة النهضة سامي الطريقي، الأربعاء 21 جويلية/يوليو 2021، ضرورة فتح تحقيق عسكري بخصوص القرار الذي كان قد اتخذه وزير الصحة المقال فوزي مهدي حول دعوة كل المواطنين الذين تتجاوز أعمارهم 18 سنة إلى التلقيح يومي عيد الأضحى، باعتبار أن المهدي ينتمي إلى المؤسسة العسكرية، وفقه.

الطريقي (النهضة) يدعو إلى فتح تحقيق عسكري بخصوص القرار الذي كان قد اتخذه وزير الصحة المقال حول دعوة كل المواطنين الذين تتجاوز أعمارهم 18 سنة إلى التلقيح يومي عيد الأضحى

وأضاف، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، "رئيس الجمهورية يتساءل عمن قام بتجميع كل الناس في توقيت واحد أمام المراكز يوم العيد وتساءل عمن دعاهم. ثم انتهى إلى أن تلك جريمة"، مستطردًا: "الجواب بكل بساطة أن من جمعهم هو وزير الصحة الذي أعلن عن القرار أمام الجميع في ندوة صحفية وبلاغات وزارة الصحة كلها واضحة لا لبس فيها هي من وجهت ودعت الناس وهي التي حددت المراكز ولم تبعث التلاقيح وهي من فتحته لكل الأعمار".

أما القيادي بالتيار الديمقراطي والنائب عن الكتلة الديمقراطية هشام العجبوني فقد انتقد، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، تحميل رئيس الحكومة هشام المشيشي مسؤولية فشل إدارة الأزمة الصحية لمهدي، معتبرًا أنه "أراد تقديم وزير الصحة ككبش فداء والتغطية على فشله الذريع واستقالته من إدارة الأزمة الوبائية منذ منحه الثقة في 1 سبتمبر/أيلول 2020".

العجبوني (التيار الديمقراطي): هشام المشيشي أراد تقديم وزير الصحة ككبش فداء والتغطية على فشله الذريع و استقالته من إدارة الأزمة الوبائية 

ودوّن العجبوني: "من يرأس الحكومة ولديه كل الصلاحيّات؟: هشام المشيشي. من يترأس اللجنة الوطنية لمكافحة الكوفيد؟: هشام المشيشي. من يترأس الهيئة العليا لتقييم استراتيجية مكافحة الكوفيد؟ : هشام المشيشي. من قال لنا في شهر ماي/آيار إنه سيشرف يوميًا وبصفة شخصية على إدارة أزمة النقص في الأكسجين؟: هشام المشيشي. من يشرف على وزارة الداخلية ولم يعطِ الأوامر بالتنظيم الأمني للأيام المفتوحة للتلقيح؟: هشام المشيشي. من يدعّم هشام المشيشي؟: حزامها السياسي وأساسًا النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة وحسونة الناصفي. من يتحمّل مسؤولية فشل إدارة الأزمة الصحيّة؟ : وزير الصحّة فوزي مهدي!".

ومن جانبه، اعتبر النائب عن حركة أمل وعمل، ياسين العياري، الأربعاء 21 جويلية/يوليو 2021، أن "وزير الصحة اجتهد ولم يصب!"، مشيرًا إلى أنه "كان عليه الرحيل منذ فضيحة منظومة التلاقيح، أو منذ فضيحة مؤتمر اتحاد الشغل، أو منذ سوء تنظيم التزود بالأكسجين".

العياري (أمل وعمل): وزير الصحة اجتهد ولم يصب. لكن إقالته كانت تتطلب إعلامه، نشكره على مجهوده دون التقليص من إخفاقاته

واستدرك العياري، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، أن "إقالة وزير الصحة كانت تتطلب إعلامه، شكره على مجهوده دون التقليص من إخفاقاته، بروتوكول صادق ويحترم فيه"، موجهًا كلمته للمشيشي: "ما هكذا يقال رجال الدولة، فشلت حتى في إقالة محترمة لأحد أعضاء فريقك"، حسب تقديره.

يشار إلى أن وزير الصحة المقال فوزي المهدي نشر، الأربعاء 21 جويلية/ يوليو 2021، تدوينة على حسابه بـ"فيسبوك" قال فيها إنه تلقى خبر إعفائه من على رأس وزارة الصحة مثل الجميع عبر وسائل الإعلام بعد أن نبهه إلى ذلك صديق بالهاتف وفق قوله.

وتابع المهدي: "علمتني عقود الجندية الثلاثة أن لكل مهمة بداية ونهاية وألا ألقي سلاحي أو أغادر موقعي إلا بتسليم العهدة لمن سيتحملها بعدي. عملت في وزارة الصحة بعقل الوزير وأخلاق الطبيب وشرف الجندي ولم أسمح للسياسة وتقلباتها أن تستدرجني، وكيف لها أن تستدرجني وأنا أرى يوميًا رمالها المتحركة تبتلع معاش الناس وحياتهم!" على حد تعبيره.

وتوجه الوزير السابق بالشكر لكل أفراد فريقه في الوزارة والإدارة "الذي عمل معي عشرة أشهر في مواجهة ثلاث موجات من الوباء"، وأضاف: "شكرًا لزميلاتي وزملائي مهنيي الصحة في كل الخطوط على حفاظهم على منظومتنا الصحية للحفاظ على حياة التونسيات والتونسيين. شكرا للمتطوعات والمتطوعين الذين لولاهم ما كانت الحملة الوطنية للتلقيح.. إن كان من نجاح فهو بفضلكم. وإن كان من تقصير فهو مني" حسب نص تدوينته.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سعيّد: الدعوة إلى التلقيح يوم العيد جريمة مدبرة الهدف منها نشر عدوى كورونا

المشيشي: الحملة الاستثنائية المفتوحة للتلقيح قرار شعبوي يمكن وصفه بالإجرامي

وزير الصحة المُقال: علمت بخبر إعفائي من وسائل الإعلام