29-أبريل-2018

أحدث صورة لسامي ع. من أمام بيته تداولتها وسائل الإعلام الألمانية (صحيفة "بيلد" الألمانية)

الترا تونس - فريق التحرير

 

لا تزال قضية المهاجر التونسي سامي ع. والذي عمل حارسًا شخصيًا لأسامة بن لادن، تثير الجدل لدى الرأي العام الألماني حول مصير بقائه في البلاد أو ترحيله، إذ تتزايد الضغوط على الحكومة الألمانية المركزية في برلين وعلى الحكومة الفيديرالية في مقاطعة فيستفاليا وشمال الراين من أجل إيجاد حل سريع لترحيله من ألمانيا.

أصبحت قضية المهاجر التونسي سامي.ع  والذي عمل حارسًا شخصيًا لأسامة بن لادن قضية رأي عام في ألمانيا وسط مطالبات للحكومة الألمانية بترحيله

فقد أعربت عديد الأحزاب السياسية كحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني معارضته لوجود التونسي سامي.ع على التراب الألماني والاستفادة من المساعدات المالية التي يحصل عليها شهريًا مطالبين بترحيله إلى تونس أسوة بـ10 إرهابيين تم ترحيلهم سنة 2017. كما صرّح رئيس حزب الديمقراطيين الأحرار كريستيان ليندر بأنهّ "يمكننا ترحيل سام. ع إذا تم الضغط على تونس من خلال القنوات الديبلوماسية حتى نحصل على ضمانات بعدم تعذيبه أو سجنه في تونس".

اقرأ/ي أيضًا: خاصّ: هذه حقيقة ملفّ التونسي سامي.ع الحارس الشخصي لأسامة بن لادن

وصرّح، في نفس الإطار، وزير العدل في مقاطعة بافاريا الدكتور فينفريد باوسباك أنه "يجب عمل كل شيء ممكن من أجل ترحيل التونسي الحارس الشخصي السابق لأسامة بن لادن ويجب طرق باب الديبلوماسية مع تونس حتى إقناعها باستقباله وتقديم الضمانات اللازمة بعدم تعريضه للتعذيب والموت".

وكان أبرز تصريح في خصوص قضية التونسي هو تصريح وزير الداخلية الألمانية هورست سيهوفر الذي قال إنه "يجب التعامل بكل حزم مع كل إرهابي يهدد أمن ألمانيا، ويجب رفض كل مطلب لجوء لمن توفرت الأدلة على تعاطيه أنشطة إرهابية وترحيلهم بأسرع وقت ممكن".

وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر

ومن المسائل التي أثارت لغطًا كبيرًا في ألمانيا وأصبحت "حديث الألمان" هي تمتع التونسي سامي ع. بجراية شهرية قدرها 1168 يورو مما جعل الكثير من الساسة الألمانيين يطالبون الحكومة بإيقاف هذه المساعدات المالية وتمكينه فقط من حق السكن وإعطائه كوبونات حتى يحصل على مواد غذائية، بل صرح العديد منهم أن "مدارسنا وطرقاتنا أولى بهذه الأموال بدل صرفها على إرهابيين يعادون قيم الدولة الألمانية التي تأسست عليها".

دعوات في ألمانيا لإيقاف المساعدات المالية الممنوحة لسامي.ع والضغط الشعبي يزداد حتى وصل لأولياء الأطفال في رياض الأطفال التي يتردّد عليها أحد أبنائه

بذلك تشهد قضية سامي ع. الحارس الشخصي لأسامة بن لادن تفاعلًا كبيرًا من وسائل الإعلام الألمانية، كما أن الضغط الشعبي يزداد في ألمانيا حتى وصل الأمر بمطالبة أولياء أطفال في رياض الأطفال التي يتردد عليها أحد أبنائه (أي الحارس الشخصي السابق لبن لادن) عدم السماح له بدخولها لأنهم يخافون على أبنائهم منه، وفق تصريحاتهم.

وما يعكس الأهمية المتصاعدة لقضية المهاجر التونسي هو تكليف الحكومة الألمانية لجنة أمنية من أعلى المستويات الأمنية والقضائية والسياسية لمتابعة تطورات ملف التونسي أولًا بأول حتى وجود حل ديبلوماسي مع تونس وذلك بعد ما استعصى الحل القضائي في ترحيله ووقوف القضاء الألماني ضد تسفيره دون وجود ضمانات مقدمة من بلده الأصلي على النحو الذي دائما ما يشير إليه الفاعلون في ألمانيا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"14 فردًا من عائلتي في سوريا": تونسية تروي لنا قصّتها

فيصل بركات... قتلوه تعذيبًا ثم قالوا "حادث مرور"!