14-أكتوبر-2022
حي التضامن

توفي الشاب مالك السليمي في 13 أكتوبر متأثرًا بإصابات إثر اعتداءات تعرض لها في 31 أوت 2022

الترا تونس - فريق التحرير

 

تشهد منطقة حي التضامن (حي شعبي متاخم للعاصمة تونس)، الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، احتجاجات واشتباكات بين متساكني المنطقة وأمنيين، تزامنًا مع تشييع جثمان الشاب مالك السليمي (24 سنة) الذي توفي الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، متأثرًا بإصابات جراء اعتداءات بالعنف تعرّض لها منذ شهر ونصف من قبل أمنيين، وفق ما أكده أفراد من عائلته وشهود عيان.

اشتباكات بين مواطنين وأمنيين بحي التضامن على خلفية وفاة الشاب مالك السليمي متأثرًا بإصابات جراء اعتداءات بالعنف تعرّض لها منذ شهر ونصف من قبل أمنيين

وتعود أطوار الحادثة، وفق ما نقلته جمعية "تقاطع من أجل الحقوق والحريات" من شاهد عيان، إلى تاريخ 31 أوت/أغسطس 2022، عندما كان مالك متواجدًا رفقة أصدقائه على متن دراجته النارية بحي التضامن، وأثناء سيرهم بالدراجة قامت سيارة شرطة بملاحقتهم من الخلف مما اضطرهم إلى الوقوف على جانب الطريق".

جمعية "تقاطع": الاعتداءات الأمنية تسببت لمالك في كسور عديدة وارتجاج بالرأس أرقده المستشفى منذ 31 أوت ليتوفي في 13 أكتوبر 2022 متأثرًا بإصاباته

وتضيف الجمعية، في بيان لها، أنه "بعد وقوفهم ونزولهم من الدراجة قام أعوان الشرطة بالتوجه إلى مالك مباشرة وضربه ضربًا شديدًا دون أي سبب يدفعهم للقيام بذلك"، وفقها، مشيرة إلى أن "الضحية مالك حاول المقاومة والهروب من بين أيديهم ليقوموا بدفعه حتى سقط في قناة صغيرة لتصريف مياه الأمطار وأغمى عليه ليبقى هناك إلى حين وصول سيارة الحماية المدنية". 

وتتابع: "ومنذ ذلك اليوم بقي مالك في المستشفى تحت العناية الطبية بسبب ما لحقه من كسور عديدة وارتجاج أصاب رأسه، لتزداد حالته الصحية تعكرًا  يومًا بعد يوم ما تطلب عناية طبية مشددة، وبقي داخل المستشفى على تلك الحالة حتى توفي يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022"، وفق ما ورد في نص البيان.

جمعية تقاطع: الاعتداء على الشاب مالك السليمي الذي أدى إلى وفاته، يمثل انتهاكًا للحق في الحياة والحق في الحرمة الجسدية

واعتبرت الجمعية أن "الاعتداء على الشاب مالك السليمي الذي أدى إلى وفاته، يمثل انتهاكًا للحق في الحياة والحق في الحرمة الجسدية".

وذكرت بأنها "حقوق إنسانية كفلها الدستور التونسي الذي نص في فصله 24 على أن "الحق في الحياة مقدّس، ولا يجوز المساس به إلا في حالات قصوى يضبطها القانون"، وفي فصله 23 على أن "الدولة تحمي كرامة الذات البشرية وحرمة الجسد وتمنع التعذيب المعنوي والمادي ولا تسقط جريمة التعذيب بالتقادم"، مضيفة أنه "علاوة على هذا هي حقوق كرستها مختلف الاتفاقيات الدولية، وخاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادتين 3 و6، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية في المادة 6 التي جاء فيها "الحق في الحياة حق ملازم لكل إنسان. وعلى القانون أن يحمى هذا الحق. ولا يجوز حرمان أحد من حياته تعسفًا".

وتطالب عائلة الشاب مالك السليمي بمحاسبة الأمنيين المتورطين في الاعتداء عليه، وفق ما أكده عم الفقيد محمد السليمي في تصريح لإذاعة "ديوان أف أم".

وقال: نحن نطالب بتحقيق العدالة ومحاسبة المعتدين. لسنا دعاة فوضى لكننا نريد حقّ مالك"، وفق تعبيره، مستدركًا: "نأمل أن ينصفنا القضاء ولو أننا نرى دائمًا أنه يقع الإفلات من العقاب كلّما تعلّق الأمر بوزارة الداخليةالتونسية"، على حد قوله.

عمّ الفقيد:  لسنا دعاة فوضى لكننا نريد حقّ مالك ونأمل أن ينصفنا القضاء ولو أننا نرى دائمًا أنه يقع الإفلات من العقاب كلّما تعلّق الأمر بوزارة الداخلية

وقد عرفت حادثة وفاة الشاب مالك السليمي تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وعبر نشطاء عن استيائهم وغضبهم مما اعتبروه تكرر أحداث العنف الأمني أمام تواصل الإفلات من العقاب وعدم المحاسبة.