23-أبريل-2020

رئيسة قسم الإنعاش بمستشفى عبد الرحمان مامي المخصّص للمصابين بفيروس كورونا (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

 

سجلت تونس خلال الأيام الأخيرة تراجعًا في عدد الإصابات المسجلة يوميًا بفيروس كورونا مع ارتفاع عدد الحالات المتماثلة للشفاء من هذا الفيروس وهو ما بعث نوعًا من التفاؤل للسيطرة على الوباء في تونس بعد أزيد من شهر من تطبيق الحجر الصحي الشامل.

يحاور "ألترا تونس" رئيسة قسم الإنعاش بمستشفى عبد الرحمان مامي وعضو لجنة متابعة انتشار فيروس كورونا جليلة بن خليل

لكن لا تزال العديد من الأسئلة تطرح حول مدى السيطرة بالفعل على هذا الوباء في تونس، ونجاح الحجر في تطويقه، وانعكاسات ذلك على الإجراءات التي ستتبع خلال الحجر الصحي الموجه بداية من شهر ماي/آيار المقبل.

اقرأ/ي أيضًا: حوار| طبيبان من معهد باستور: فيروس كورونا يتغيّر ولقاح تونسي الصنع وارد

إجابة عن هذه الأسئلة، حاور "ألترا تونس" رئيسة قسم الإنعاش بمستشفى عبد الرحمان مامي، المخصص لمصابي كورونا وعضو لجنة متابعة انتشار فيروس كورونا جليلة بن خليل. فيما يلي نص الحوار:


  • هل بدأنا نتحكم في الوضع الوبائي اليوم في تونس؟

يعود الحديث عن التحكم في وباء كورونا أساسًا إلى تراجع عدد الإصابات المسجلة يوميًا التي وقع الإعلان عنها خلال اليومين الأخيرين.

لكن استنتاج تحسن الوضع الوبائي في تونس يتم عبر اعتماد مؤشرات علمية عبر قيس مؤشر العدوى واحتساب عدد الأشخاص الذين من الممكن أن يصابوا بالعدوى من قبل شخص مريض. في بداية الأزمة كنا نسجل إصابة بين أربع وستة أشخاص بالعدوى من قبل شخص مصاب بالفيروس، فبتنا الآن نسجل إصابة شخص أو شخصين فقط بالعدوى،  وهو ما يدل على انخفاض مستوى انتشار العدوى خصوصًا في عدّة جهات بالبلاد.

جليلة بن خليل: لا يمكن الحديث اليوم عن القضاء عن فيروس كورونا أو تحديد زمن محدد للقضاء عليه

ومن الممكن التحكم أكثر في الوباء إذ واصلنا الالتزام بالحجر الصحي والتباعد الاجتماعي واتباع اجراءات الوقاية اللازمة.

كما لاحظنا تراجع عدد الاتصالات بالرقم 190 (الطوارئ الطبية) وربما مردّ ذلك أنّه في بداية انتشار الوباء كانت درجة الخوف أكثر وكل من يسجل أعراضًا مشابهة لأعراض الإصابة بفيروس كورونا يتصل بالرقم للاطمئنان عن حالته، أو ربما انخفض عدد المكالمات بسبب خوف البعض من التأكد من إصابته بفيروس كورونا، وأرجو أن لا يكون ذلك هو السبب.

لكن مازال لا يمكن الحديث اليوم عن القضاء عن الفيروس أو تحديد زمن محدد للقضاء عليه.

وإقرار تمديد الحجر الصحي ليس إلا إجراء يهدف إلى مزيد التحكم في الوباء ومنع انشار العدوى والوصول إلى نتائج على ضوئها ستتخذ قرارات أخرى في علاقة بالحجر الموجه الذي سيقع اتباعه مستقبًلا.

  • هل يتحول بالفعل فيروس كورونا ويتغيّر لتصبح مواصفاته أخطر؟  

لا نتحدّث عن تغيره إلى الأخطر بقدر ما نتحدّث عن فيروس يتغيّر ويتحوّل ليدافع عن نفسه في البقاء أكثر. والبحوث على العينات الإيجابية مازالت متواصلة لفهم خصائص هذا الفيروس الذي ثبت تغير تركيبته الجينية.

اقرأ/ي أيضًا: حوار| أستاذ في علم الفيروسات: هذه ذروة انتشار كورونا ولقاح السل يحفز المناعة

  • ماذا بالنسبة لتخثر الدم وبقية الأعراض التي تحدثت عنها بعض التقارير على غرار الإصابة ببقع في الجلد أو إصابة العين بالرمد. وهل تم تسجيل هذه الأعراض في تونس؟

منذ ظهور الفيروس في العالم  إلا ويقع باستمرار اكتشاف أعراض جديدة للإصابة بالفايروس وهي أعراض سجلت في أغلب دول العالم.

كان الحديث في البداية عن ارتفاع في درجات الحرارة والسعال وسيلان الأنف والشعور بالغثيان وغيرها من الأعراض المشابهة لنزلة البرد، ثم جاء الحديث عن أعراض افتقاد حاستي الشم والذوق، وأيضًا الحديث عن تسجيل أعراض الإصابة ببقع حمراء في الجلد أو رمد العين أو تخثر الدم.

جليلة بن خليل: سجلت تونس أعراض تخثر الدم المتسبب في انسداد الشرايين لدى حالات وفاة اُصيبت بفيروس كورونا

نعم وقع اكتشاف هذه الأعراض في فترات مختلفة وظهرت في أغلب الدول التي سجلت انتشار فيروس كورونا، وقد سجلتها تونس أيضًا بما في ذلك ثبوت تخثر الدم المتسبب في انسداد الشرايين لدى حالات وفاة اُصيبت بالفيروس.

وهناك عدّة حالات التي لا تظهر عليها الأعراض وهو ما صعّب التعرّف عليها أو اكتشافها. لذا نؤكد دائمًا على ضرورة الوقاية والتباعد الاجتماعي وتجنّب الوجود في أماكن مكتظة مع اتباع إجراءات النظافة حتى في حال تحسن الوضع الوبائي في تونس.

  • بالنسبة للحجر الصحي الموجه، كيف سيقع اتباع هذا الحجر خصوصًا في علاقة بكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة؟

يرتكز الحجر الصحي الموجه بالأساس على تطبيق مفهوم التباعد الاجتماعي، وتحييد كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة لتجنّبهم الإصابة بالعدوى وحمايتهم. كيف سيقع ذلك ؟ نحن مازلنا نناقش الأمر في لجنة متابعة انتشار الكورونا، وندرس كيفية القيام بالحجر الموجه وخاصة فيما تعلّق بكبار السنّ وأصحاب الأمراض المزمنة وإمكانية استثنائهم في البداية من العودة إلى العمل.

جليلة بن خليل: تظلّ إمكانية انتشار العدوى كبيرة طالما لا يزال هناك أشخاص حاملين للفيروس

وإذا لم يقع مثلًا استئناف الدروس في المدارس والمعاهد، فيجب التنبيه إلى  ضرورة عدم خروج الأطفال، إذ لا داعي إلى ذلك طالما لم تستأنف الدروس.

هناك إجراءات تجري مناقشتها اليوم لضمان التباعد الاجتماعي في الحجر الصحي الموجه. فطالما مازال يوجد أشخاص حاملين للفيروس، تظلّ إمكانية انتشار العدوى كبيرة خاصة مع وجود حالات لا تحمل أيّ أعراض. وهو ما يفرض علينا التقيد بإجراءات الوقاية دائمًا والتباعد الاجتماعي وتجنب الاكتظاظ واتباع شروط النظافة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تونسية مقيمة بإيطاليا تروي لـ"ألترا تونس" قصة انتصارها على "كورونا"

طبيبة تونسية في إيطاليا تروي لـ"ألترا تونس" تجربتها في مواجهة كورونا