04-فبراير-2020

أحيي الثلاثي جبران حفلًا موسيقيًا في تونس ليل الثلاثاء 4 فيفري 2020 (صورة أرشيفية/ عصام ريماوي/ الأناضول)

 

في دهليز دار الثقافة ابن رشيق في قلب العاصمة، في تلك البناية التي تبلغ من العمر أكثر من مائة عام، أين كانت الكلمة تكتب سرًا وتلحن سرًا، بعيدًا عن رقابة "البوليس"، تحدث الثلاثي جبران في ندوة صحفية على هامش فعاليات المهرجان العربي للأغنية الملتزمة والذي تحتضنه تونس من 1 الى 6 فيفري/ شباط 2020.

وسام (من فرقة الثلاثي جبران) لـ"ألترا تونس": تونس بيتنا، تونس التي قال عنها محمود درويش "تركنا فيك أجمل ما فينا.. تركنا فيك خير شهدائنا الذين نوصيك بهم خيرًا"

"ألترا تونس" التقى وسام، واحد من ثلاثة عازفين تجاوزت شهرتهم العالم العربي ليصلوا إلى العالمية، وهم الذين خرجوا من رحم معاناة الشعب الفلسطيني وحملوا قضيتهم وجابوا بيها مسارح العالم. إليكم نص الحوار كاملًا:

 

  • ما الذي يميز عرض تونس وأنتم كنتم في جولة عالمية بعشرين عرضًا موسيقيًا؟

نحن نتحدث نفس اللغة ولنا نفس المطبخ تقريبًا وهمومنا واحدة، لهذا فالرسالة لا تحتاج إلى تفاصيل، فمن نظرة واحدة يمكن أن أقول لمن يقابلني أحبك أو العكس تمامًا. ثم نحن نعلم جيدًا أن الشعب التونسي يحب الشعب الفلسطيني وأعتقد أن علينا ديون حب لا بد أن نسددها لتونس.

لا أخفي عليكم كلما حطينا الرحال في دولة عربية ينتابنا شعور مربك وخصوصًا إذا كانت هذه الدولة هي تونس، تونس الفل والياسمين الذي تربينا عليه في بيت جبران في فلسطين. فنحن من عائلة متواضعة جدًا لكنها غنية بالفن وطلب منا والدانا أن نجوب العالم بفننا حاملين رسالة إنسانية عن الشعب الفلسطيني، وما بالكم ونحن في تونس.. تونس بيتنا، تونس التي قال عنها محمود درويش "تركنا فيك أجمل ما فينا.. تركنا فيك خير شهدائنا الذين نوصيك بهم خيرًا".

وسام (عن الثلاثي جبران) لـ"ألترا تونس": لن نقبل بصفقة القرن مادام هناك تراب لجسد شهيد يدفن على هذه الأرض فسوف تسمى فلسطين إلى الأبد

  • في كل عروضكم تحملون رسالة الشعب الفلسطيني للعالم، فماهي رسالتكم بعد إعلان صفقة القرن؟

نحن نحمل صوت كل الشباب الفلسطيني ونعلن أننا لن نقبل بصفقة القرن مادام هناك تراب لجسد شهيد يدفن على هذه الأرض، فسوف تسمى فلسطين إلى الأبد، وقد يكون حلمًا صعب المنال لكنه الحلم الذي سنورثه لأولادنا.

وهنا أريد أن اقول إننا لا نريد أن نشحذ تصفيق الجمهور لأننا ضحايا ولا أن يصفق لنا أيضًا لأننا أبطال، كل ما نريده أن نحلم بمستقبل أفضل، بحرية، بوطن كما وطنكم تونس، أجمل ثورة في العصر الحديث ضد الاستبداد والظلم والقهر، كذلك نحن نريد الحرية.

اقرأ/ي أيضًا: مهدي البرصاوي: السينما اقتربت أكثر من التونسي و"بيك نعيش" فيلم عن الإنسانية

الأغنية الملتزمة في العالم، هل تراجعت مقارنة بالثمانينيات والتسعينيات؟

سياسيًا دائمًا تكون هناك ضغوطات على الشعب من قبل السلطة، لكن إذا تغير الحكم الاستبدادي وتضاعفت مساحة الحرية فالأغنية الملتزمة تكون حاضرة علمًا وأن الجمهور متعطش للأغاني الملتزمة والموسيقى الملتزمة.

لكن أيضًا هناك فضائيات تفرض موسيقى مع كلمات، فنحن كثلاثي جبران دائمًا ما نسأل من سيعطي الكلمة، وباعتقادنا هذا غير صحيح فليس من الضروري أن تقول كلامًا مرافقًا للحن. يكفي أن تعزف لتوصل الرسالة فالموسيقى لغة العالم.

وسام (عن الثلاثي جبران) لـ"ألترا تونس":  أسست جمعية العود الدولية ومقرها في باريس

  • ثلاثي جبران يجمعكم الدم والقضية والفن، لكن أيضًا أنتم مختصون في صناعة الآلات الموسيقية، هل من مشاريع في هذا السياق خصوصًا من أجل المحافظة على العود العربي؟

هذا صحيح، فنحن عائلة جبران اشتهرنا في فلسطين بصناعة الآلات الموسيقية وخاصة العود. ووالدي هو الجيل الثالث وأنا وسام الجيل الرابع في صناعة العود وأكملت دراستي في إيطاليا، واليوم أعلن لأول مرة في الصحافة العربية أنني أسست جمعية العود الدولية مقرها في باريس.

وهي مؤسسة ستكون مهمة جدًا في العالم لأن العود هو ملك الآلات الوترية ونحن العرب للأسف أهملنا هذه الآلة، لهذا أنشات هذه المؤسسة لتبحث في قضايا عديدة، وستكون أول مدرسة لصناعة العود بشكل أكاديمي وسيكون هناك جزء للبحث الأكاديمي وكذلك سنحفظ أرشيف موسيقى العود.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ألفة يوسف: "وجه الله" ينتقل بي من النسبي إلى المطلق لأبدأ تجربة التصوّف (حوار)

المسرحية ارتسام صوف: المرأة التونسية تخوض حروبًا باردة وخفيّة (حوار)