26-مارس-2022

الجلاصي: "من الواضح أن سعيّد يميل نحو المؤسسة الأمنية ويريد توريطها، لأنها في صورة ما تورطت معه ستصبح شريكة في مشروعه" (صور: سارة خمومة/الترا تونس)

 

في مقابلة مع "ألترا تونس"، تحدث القيادي السابق في حركة النهضة أو "الماكينة" كما يسميه البعض داخل الحزب والرئيس الحالي لمنتدى آفاق جديدة عبد الحميد الجلاصي عن الأوضاع في تونس، وعن الأزمة التي تعيش على وقعها، والتي شبهها بـ"أزمة أواخر القرن التاسع عشر، التي تسببت في دخول الاستعمار الفرنسي آنذاك".

الجلاصي لم يخف قلقه من المآلات المحتملة للأزمة لكنه قلق لم يخلُ من أمل، فقد اكتسبت تونس، وفقه، مناعة تحول دون عودتها لمربعات الاستبداد. الجلاصي طرح أيضاً، خلال المقابلة، أسباب الأزمة والحلول المتاحة، ووزّع النقد والمسؤوليات للرئيس وخياراته ومعارضته أيضًا.

وفيما يلي الجزء الأول من هذه المقابلة: 


  • كيف تقيّمون الوضع في تونس اليوم؟

الوضع في تونس اليوم هو "انقلاب" يدعي أن لديه برنامجًا، لكن في الحقيقة لا برنامج له، هو رئيس دون خطة انتخبه التونسيون لأن لهم موقفًا حديًّا من المنتظم الذي أفرزته انتخابات 2019.

هذا الرئيس تسلل لصدارة المشهد، لم يستطع ولم يرغب في القيام بدوره. الرئاسة بقطع النظر عن صلاحياتها الدستورية هي موقع لشخص مجمع وتجاوز لصراعات الحملات الانتخابية وتمثيل لتونس بكل فئاتها وتاريخها وتقاليدها.

عبد الحميد الجلاصي لـ"الترا تونس": الوضع في تونس اليوم هو "انقلاب" يدعي أن لديه برنامجًا، لكن في الحقيقة لا برنامج له، هو رئيس دون خطة انتخبه التونسيون لأن لهم موقفًا حديًّا من المنتظم الذي أفرزته انتخابات 2019

شخصيًا لا أعتبر سعيّد طرحًا سياسياً أو فكريًا، هو حالة ومزاج خصوصي، يدعي الوفاء لناخبيه ولا يعبأ بالآخرين ولا بشرعياتهم، له قراءة خاصة لتاريخ البلاد ولمسار الثورة لم يدمجها في رؤية توافقية.

سعيّد ساهم واستثمر في تعفين الأوضاع، استغل الوضع لإقناع الجمهور بـ 25 جويلية، والحقيقة الوضع قبل 25 لم يكن يملك مقومات الاستمرار، كان لا بد من حل ما والجمهور رأى في ذلك الحل.

لكن كما فشل سعيّد في إدارة الحكم من 23 أكتوبر 2019 إلى 25 جويلية 2021، فشل في إدارة الانقلاب ولم يستطع أن يحوله إلى تصحيح مسار، كان بالإمكان بعد إمساكه بالسلطة أن يقدم على كثير من التشاركية، عديد الأطراف كانت على استعداد أن تقبل بذلك سواء ممن رحبوا بالانقلاب أو من دفعوه للقيام بتلك الخطوة أو ممن تحفظوا أو رفضوها، لكن سعيّد رفض الاستماع لأي أحد وكان هذا منتظرًا.

عبد الحميد الجلاصي لـ"الترا تونس": البلد الآن في وضعية ما أسميه توازن عجز، رئيس ليس له رؤية، ومنتظم سياسي فوّت على نفسه فرصة أن يجبر الرئيس على التشاركية والتشاور

قيس سعيّد ليس شعبوية سياسة هو شعبوية رسالية، يرى نفسه مفوضًا لست أدري ممن برسالة خلاص وإنقاذ، نوع من المهدوية أكثر قليلاً من النبوّة وأقل من الألوهة.

يعتبر مشروعه حقيقة مطلقة، يجب أن يمضي فيه مهما كانت تفاعلات الأطراف الوطنية والدولية، حتى الشعب الذي يدعي الانتساب إليه "شيء هلامي" ليس الشعب الذي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق.

رئيس عاجز يعيش في ستينيات القرن الماضي، يريد استنساخ تجربة التعاضد الفاشلة من خلال المراسيم التي أصدرها، ومعارضات معزولة وعاجزة لا تملك الجرأة على المراجعات والتجمع لكي تفرض على هذا الرئيس التشاركية أو تفرز بديلاً لما بعده بعد إسقاطه.

إذا نحن فرطنا في تحويل نتائج انتخابات 2019 إلى منظومة متكاملة ومتناسقة ومستقرة، وفرط سعيّد بعد 25 جويلية بقطع النظر عن التقييمات القانونية في فرصة كانت يمكن أن تكون تصحيح مسار، لذلك البلد الآن في وضعية ما أسميه توازن عجز، رئيس ليس له رؤية، ومنتظم سياسي فوّت على نفسه فرصة أن يجبر الرئيس على التشاركية والتشاور.

اقرأ/ي أيضًا: حوار| نجيب الشابي: إما انتصارنا أو تدمير الدولة والديمقراطية من قبل سعيّد

  • بعد انتهاء الآجال القانونية للاستشارة الإلكترونية هل يمكن القول إنها فشلت؟ وهل سينجح سعيّد في تقديركم في تركيز مشروعه بعد قطعه هذه الخطوات؟ 

من ناحية الفشل هي استشارة فاشلة، كان بإمكان سعيّد أن يقول إنها للاستئناس فقط. مضمونيًا الاستشارة لا معنى لها عند سعيّد، لأن مخرجاتها واضحة في ذهنه وهي مجمل الأفكار التي ما فتئ يعبر عنها منذ 2011.

مخطئ من يظن أنه يلقي بالاً للجمهور، شعار الشعب يريد هو حيلة ذهنية للتبرير لما يريده هو، أو ماذا يريد قيس سعيّد من الشعب أن يريد. سعيّد نجح لحد الآن لأن معارضته أعطته الفرصة، الانقلاب يقاوم منذ الساعة الأولى سواء من ناحية وضوح توصيفه، أو من ناحية تجميع كل القوى المناهضة له لإغلاق الأبواب أمامه.

الانقلاب لا يحتاج لشيء أكثر من حاجته للزمن حتى يطبّع أوضاعه، وقد وجد أحزابًا تدّعي الديمقراطية تقف معه طمعاً فيه، رغم إيغاله في إهانتها وإذلالها في كل مرة.

عبد الحميد الجلاصي لـ"الترا تونس": الانقلاب لا يحتاج لشيء أكثر من حاجته للزمن حتى يطبّع أوضاعه، وقد وجد أحزابًا تدّعي الديمقراطية تقف معه طمعاً فيه، رغم إيغاله في إهانتها وإذلالها في كل مرة

الاتحاد العام التونسي للشغل بدوره وقف موقفًا مخزيًا من الانقلاب، وكان أحد أهم الأطراف التي ساهمت في التطبيع معه (الانقلاب)، كان من الممكن أن لا يتحول 25 جويلية  لـ22 سبتمبر والمرسوم 117، كان من الممكن عرقلته وأن لا يتحول لـ13 ديسمبر و20 مارس أيضاً.

الأحزاب التي عملت بالوكالة وسمحت بترذيل البرلمان، وخدمت الاستراتيجية التخريبية للحزب الدستوري الحر، لتظهر صورة رئيس الجمهورية الذي تنقصه الكفاءة والتواصل والبرنامج كأنه بديل، تركت أيضاً للانقلاب مساحات وأروقة للتمدد، لأنها تصورت أن المعركة بين سعيّد وحركة النهضة أو بين سعيّد وراشد الغنوشي.

أقول إن كل الخطوات لتجميع المعارضين والدفاع عن مربع الحريات جيدة، إلا أنه فات أوان إمكانية أن تكون مشروعًا لمقاومة الانقلاب على المدى القصير. للأسف الشديد، المبادرة خرجت من أيدي التونسيين، تونس في وضعية مشابهة لما كانت عليه في ستينيات القرن التاسع عشر وصار بإمكان الخارج أن يؤثر.

أما في الداخل فهناك عنصر يتجاهله الجميع ولا أحد يدري إن كان سيتحرك أم لا، الشارع الاجتماعي ولا ندري كيف سيكون شكل احتجاجه في صورة ما تحرك وعلى ماذا سيفتح تحركه.

عبد الحميد الجلاصي لـ"الترا تونس": كل الخطوات لتجميع المعارضين والدفاع عن مربع الحريات جيدة، إلا أنه فات أوان إمكانية أن تكون مشروعًا لمقاومة الانقلاب على المدى القصير

قيس سعيّد لن يقبل الحوار مع أي كان بل أذهب لأقول في صورة ما نزل الوحي على سعيّد وقبل الحوار فلن يكون إلا حوارًا لإنقاذ الأطراف المتحاورة، بالتالي فإن الوضع سيستمر، دور المعارضة مهم جدًا لكنها فوتت على نفسها فرصة إسقاط الانقلاب في المدى القصير.

الأطراف الخارجية ربما تتحرك لحماية مصالحها إذا ما رأت أن البلد وصل لحافة الانهيار وسيسقط في مربع الفوضى نظرًا لرهانات الجوار الغربي أو الشرقي، أو للحفاظ عن نوع من المظهرية لنموذج أفضل من غيره، وهذا على حد علمي خط أحمر.

اقرأ/ي أيضًا: "الاستشارة" بعد أكثر من 40 يومًا على انطلاقها: تجاوزات وضعف في الإقبال

  • ما رأيكم في دعوات مجموعة الدول السبع لاستعادة المسار الديمقراطي في تونس؟ 

الديمقراطية التونسية لن يناضل من أجلها سوى التونسيين، باقي الأطراف تسعى للحفاظ على مصالحها، ومن مصالحها ربما أن لا تصل تونس لحالة من الانهيار. هناك الكثير من الشركات الأوروبية في تونس، وهناك ضفة المتوسط التي يمكن أن تتحول معبرًا للهجرة غير النظامية وللإرهاب في ظل أوضاع اجتماعية محتقنة.

أمريكا من جهتها تريد أن تكون تونس جزيرة من الاستقرار، إذا ما اتضح لهم أن الأوضاع ذاهبة في صالح سعيّد فلن ينشغلوا كثيرًا بوجود أو غياب البرلمان وبالمقدرة الشرائية للتونسيين.

أذهب أحياناً للقول إنهم في حاجة لكاسحة ألغام يستعملونها، لتمرير الإصلاحات الاقتصادية التي يطالب بها صندوق النقد والبنك الدوليين، فرغم أن سعيّد يرفع شعارات سيادوية، لكنه في حقيقة الأمر ينفذ المطلوب ويتجلى ذلك من خلال برنامج الإصلاحات التي قدمته الحكومة للنقد الدولي، وبالتالي إذا كانت الخطوات في هذا الجانب متقدمة وإذا ما كان الشارع الاجتماعي في حالة ضبط، وواصل الشارع السياسي تحركه لحماية مربع الحقوق والحريات فإن الوضعية الحالية من الممكن أن تستمر.

أعتقد أن الانتقال الديمقراطي بالشكل الذي فهمناه ومارسناه طيلة عشر سنوات انتهى، كذلك الأمر بالنسبة لجيل سياسي بثقافته بأخلاقه وتكتيكاته واتفاقاته، 25 جويلية كان كشافاً أن كل هذا انتهى.

عبد الحميد الجلاصي لـ"الترا تونس": الانتقال الديمقراطي بالشكل الذي فهمناه ومارسناه طيلة عشر سنوات انتهى، كذلك الأمر بالنسبة لجيل سياسي بثقافته بأخلاقه وتكتيكاته واتفاقاته

  • هل بالإمكان القول إن الديمقراطية قوس قد أغلق في تونس؟

لا، كل العالم ماض نحو حريات أكبر، السيرورة التاريخية ماضية نحو قيم أساسية سيمكّن لها، خاصة مع ارتفاع مستوى التعليم وانفتاح الحدود. ما أتفاءل به أنه داخل الأجهزة التي يريد سعيّد أن يسيطر عليها كالقضاء والإعلام ورجال الأعمال، أرى مقاومات تترجم معنى الديمقراطية، هذا موجود حتى داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية.

خلال عشر سنوات، وجدت أجيال جديدة موالية للدولة وأجهزتها وللشرعية المركبة التي تفرزها الانتخابات ولكن أيضاً ترفض التعامل بالتعليمات، جزء منها ثقافة ديمقراطية وجزء آخر لأن بعض الأطراف والقيادات وجدت نفسها بعد الثورة تواجه محاكمات أخلاقية وقانونية دون حماية.

  • هل ترون أن المؤسسة العسكرية من الممكن أن تتدخل لحماية الدولة من انهيار محتمل حذرت منه عديد التقارير؟ 

لا أعتقد ذلك، إحدى الإنجازات الكبرى للدولة الوطنية عقب الاستقلال كان تحييد المؤسسة العسكرية، الجيش التونسي أقرب إلى جيش مدني.

من الخطايا الكبرى لقيس سعيّد في 25 جويلية، أنه أراد توريط الجيش والأمن التونسيين في السياسة وضرب المكسب الوحيد الذي يميزنا كدولة مدنية جمهورية تقترب كثيرًا من الديمقراطية، ويجب أن يحاسب على ذلك حتى في التاريخ. سعيّد يريد توريط القوى الصلبة ودفعها للصدام مع الشارع السياسي أو الاجتماعي، لكنهم مازالوا منضبطين.

عبد الحميد الجلاصي لـ"الترا تونس": من الخطايا الكبرى لقيس سعيّد في 25 جويلية، أنه أراد توريط الجيش والأمن التونسيين في السياسة وضرب المكسب الوحيد الذي يميزنا كدولة مدنية جمهورية

في تقديري، المؤسسة العسكرية وقفت ذلك الموقف في 25 جويلية من منطلق ولائها لرئيس الجمهورية، لكن من الواضح أن سعيّد يميل أكثر نحو المؤسسة الأمنية ويريد توريطها معه، لأنها في صورة ما تورطت معه ستصبح شريكة في مشروعه.

لكن إن عجزت السياسة واستمر العبث من قبل الرئيس، وجاع وثار الشارع الاجتماعي سواء ضده أو مستهدفًا علامات الثراء فإن كل شيء ممكن، بطبيعة الحال هذا يعدّ فشلاً للطبقة السياسية برمتها.

آمل كديمقراطي وسياسي أن لا يحصل كل هذا لأني اعتبره عارًا على السياسيين، ومازالت أؤمن أن الانتقال الديمقراطي بماهو عدالة وخلق الثروة والحرية والكرامة مازال على جدول الأعمال.

اقرأ/ي أيضًا: حوار|عادل البرينصي: لا يمكن أن تقبل الانتخابات إلا إذا أشرفت عليها هيئة مستقلة

 



 

  • مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" والرئيس الأسبق المنصف المرزوقي يتحدثون عما بعد الرئيس سعيّد، هل يصح في تقديركم الحديث عن ما بعده فعلًا؟

أثمن كل ما تقوم به المعارضة اليوم، لكن أرى أنه نضال له طبيعة حقوقية. كان بإمكان كل من "مواطنون ضد الانقلاب" وحركة النهضة والأحزاب الديمقراطية الاجتماعية والاتحاد أن يفرضوا على سعيّد التشارك وتحويل خطوة خرق الدستور إلى تصحيح مسار حقيقي، هم فوتوا هذه الفرصة، صار السقف حقوقيًا سياسيًا والاشتغال على مدى بعيد للعودة لوضعية شبيهة بوضعية 24 جويلية. السؤال الذي يجب أن يطرح كيف نطيح بقيس سعيّد على اعتباره انقلاباً أو كيف سنفرض عليه الحوار.

  • هل تخاذلت حركة النهضة في مواجهتها لما حصل في تقديركم؟ 

حركة النهضة لم تكن في وضعية تسمح لها بمقاومة الانقلاب، فالانقلاب بصورة ما حصل على حركة النهضة، لأول مرة في تاريخها تجد النهضة نفسها في صورة غير مسبوقة، في مواجهة الشارع.

حركة النهضة غير قادرة على تعبئة الشارع، لها قدرة تعبوية لدائرة في تنظيمها، لا يمكن مقاومة انقلاب حتى بـ 100 ألف متظاهر، والمؤسسة الأمنية والعسكرية مازالت معه واتحاد الشغل في اتحاد ضمني معه.

الأمر يتجاوز حركة النهضة، تواجد حركة النهضة في شهري أوت وسبتمبر في الشارع كان يخدم قيس سعيّد، لكن أقول دائمًا إن انقلاب تونس انقلاب طريف، فسعيّد يقوم بكل الأخطاء التي تساعد في إفشال انقلابه.

عبد الحميد الجلاصي لـ"الترا تونس": النهضة غير قادرة على تعبئة الشارع، لها قدرة تعبوية لدائرة في تنظيمها، لا يمكن مقاومة انقلاب حتى بـ 100 ألف متظاهر، والمؤسسة الأمنية والعسكرية مازالت معه واتحاد الشغل في اتحاد ضمني معه

وما يقوم به المنتظم المدني والسياسي الآن مهم جدًا على المدى الطويل، لكنها لن تجبر سعيّد على التحاور، إسقاط الانقلاب لن يكون دون انخراط الشارع الاجتماعي. وحدها محركات القوة أو الشارع الاجتماعي باستطاعتهما إسقاط الانقلاب، تحرك الشارع الاجتماعي يمكن أن يعطي مبررات لمحركات القوة لإسقاطه.

قد نجد أنفسنا في انتخابات جديدة، تفرز الشعبوية الفوضوية لقيس سعيّد مع الشعبوية الفوضوية لعبير موسي، ربما يكون هذا ضروريًا لأنه سيساعد الناس على تجاوز مرحلة وجيل وطرق تفكير معينة إلى أفق آخر.

في مرات، الصدمات الكبرى هي التي تسمح بولادة الجديد لأن العشر سنوات الماضية هي ما يقوله غرامشي "القديم الذي يرفض أن يزول والجديد الذي لم يولد بعد".

  • بالحديث عن العشرية الماضية، البعض يطلق عليها صفة "العشرية السوداء" هل هي فعلاً كذلك وهل تتحمل حركة النهضة المسؤولية؟ 

في فترات الإحباط الناس لا ينظرون إلا بالأبيض والأسود، بعد فترة ستسود العقلانية. لا أعتبرها عشرية سوداء وأعتبر أننا قمنا بالكثير من الأشياء بمقياس الانتقال الديمقراطي، لا ألوم عامة الشعب لأن ما يهمه تحسن أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، لكن النخب هي التي كان عليها أن تقرأ تجارب الانتقال الديمقراطي وكم من الوقت استحقت، عديد الأدبيات موجودة منذ سبعينيات القرن الماضي.

خلال 10 سنوات في بلد صغير ودون إمكانيات كبيرة قمنا بأشياء مهمة، لم نسوق لها كما ينبغي لكن كان من المفروض قطع خطوات أكبر خاصة في الجانب الاقتصادي والاجتماعي.

عبد الحميد الجلاصي لـ"الترا تونس": في هذه العشرية، حققنا الكثير من المكاسب ورسخنا ثقافة ديمقراطية بصدد مقاومة الانقلاب، هناك الكثير من الأخطاء التي كان يمكن تداركها وهناك سياقات تتجاوز تونس أصلاً

حركة النهضة منذ 2011 إلى اليوم في الواجهة، تواجدت في كل الحكومات، في السياسة، الحكومة التي يصادق عليها البرلمان هي حكومتك. أعتقد أن حركة النهضة فرطت عام 2016 بعد إسقاط حكومة الحبيب الصيد فرصة الخروج للمعارضة، لكانت ذهبت في 2019 للناس على أساس أنها كانت في المعارضة، عندما تعجز عن الإنجاز وتتصدر الواجهة، يعتقد الناس أنك متمسك بالمواقع وهذا ما حدث للنهضة.

في هذه العشرية، حققنا الكثير من المكاسب ورسخنا ثقافة ديمقراطية بصدد مقاومة الانقلاب، هناك الكثير من الأخطاء التي كان يمكن تداركها وهناك سياقات تتجاوز تونس أصلاً.

ونعم، تتحمل حركة النهضة كما الاتحاد والإعلام ورجال الأعمال ونداء تونس وما يسمّى بالمعارضة الديمقراطية التي أخطأت في قراءة الأولويات ومحاور الفرز، المسؤولية.

يتبع

 

مراسلة "الترا تونس" مع السياسي المخضرم ورئيس منتدى آفاق جديدة عبد الحميد الجلاصي (صور: سارة خمومة/الترا تونس)

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

حوار|المختص في التنمية محمد مذكور: يجب وضع خطة إنقاذ اجتماعية واقتصادية حقيقية

حوار | نقيب الصحفيين التونسيين: تهديدات جدية لحرية الصحافة والتعبير في تونس