19-أكتوبر-2022
عمر العبيدي

رئيس هيئة الدفاع بحملة "تعلم عوم" يلوّح باللجوء إلى تدويل القضية

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد التومي بن فرحات، المحامي ورئيس هيئة الدفاع عن الفقيد الشاب عمر العبيدي، مشجّع النادي الرياضي الإفريقي، الأربعاء 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، خلال ندوة عقدتها حملة "تعلم عوم" أنّ الجلسة الخامسة في الطور الابتدائي المخصصة للمرافعات، تنعقد الخميس 20 من الشهر الجاري، مذكّرًا بأنه تم رفض سماع الشهود والطب الشرعي في عديد المطالب السابقة ولهذا فإنّ "الثقة منعدمة في القضاء" على حد قوله.

رئيس هيئة الدفاع بحملة "تعلم عوم": تنعقد الخميس 20 أكتوبر 2022، الجلسة الخامسة في الطور الابتدائي المخصصة للمرافعات

وأضاف التومي بن فرحات أنّ هناك "تهاونًا كبيرًا في الأعمال الاستقرائية، فضلًا عن طمس الأدلة مع عدم جدية باحث البداية أو في التحقيق، ناهيك عن حالة التضييق الكبيرة على الشهود في قضية عمر العبيدي، إذ انطلقنا بـ 11 شاهدًا، ثمّ أصبحوا 8، بعد اضطرار شاهدين إلى الهجرة غير النظامية بسبب التضييق" وفقه.

وخلُص رئيس هيئة الدفاع في حملة "تعلم عوم"، إلى أنه "كلما كان المتهم أمنيًا، يحدث طول التقاضي، ويقع طمس الأدلة"، ملوحًا باللجوء إلى تدويل القضية، مشيرًا إلى أنّ عائلة عمر العبيدي توجّهت بمراسلة إلى الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي "يصرّح مرارًا أنّ هناك طولًا في إجراءات التقاضي لكنه لم يعرّج بتاتًا على هذه القضية في مختلف خطاباته".

رئيس هيئة الدفاع بحملة "تعلم عوم": لمسنا تهاونًا كبيرًا في الأعمال الاستقرائية، فضلًا عن طمس الأدلة مع عدم جدية باحث البداية أو في التحقيق

وبالنسبة إلى الناطق الرسمي باسم الحملة أيوب عمارة، فقد صرّح بأنّ حملة "تعلم عوم" هي الحملة "الأطول زمنيًا في تاريخ تونس، والأكثر تعرضًا للهرسلة والتعرّض للعنف"، داعيًا إلى حلّ النقابات الأمنية المتورطة في هذا الملف وغيرها، مستنكرًا غياب أي بطاقة إيداع بالسجن في حق 14 متهمًا في هذه القضية.

 

 

وكانت وسيلة العبيدي، والدة "شهيد الملاعب عمر العبيدي"، قد توجّهت برسالة مفتوحة إلى الرئيس التونسي قيس سعيّد، قالت فيها إنها "فقدت ثقتها في مؤسسات الدولة الموكول إليها حسن تطبيق القانون على الجميع ومُحاسبة الجُناة والمُذنبين".

والدة عمر العبيدي: فقدتُ ثقتي في مؤسسات الدولة الموكول إليها حسن تطبيق القانون على الجميع ومحاسبة المذنبين

وجاء في نص الرسالة: "أتوجّه إليكم بعد أن أوصدُوا أمامي أبواب العدالة التي طرقتها أملًا للظفر بأدنى الحقوق الإنسانية، حقّ ابني عمر، ومُحاسبة كلّ من أجرم في حقّنا جميعًا.. كُنت على أمل دائم أن تتدخّل لإيجاد حلّ لملف عمر العبيدي بعد أن تابعتُ تدخلاتكم المُتكرّرة لحلحلة العديد من المشاكل والقضايا التي شغلت الرأي العام.. كُنت على أملِ أنّ 4 سنوات و6 أشهر و20 يومًا، كفيلة كمدّة للإمعان في ملف قضيّة ابني عمر وفهم كلّ تفرعاته وتفاصيله المُوجعة" وفقها.

إلى يوم 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، تاريخ الجلسة الخامسة في ملف ابني عُمر العبيدي، تمرّ 1663 يومًا بالتمام والكمال مُنذ تاريخ قتله من قبل مجرمين يحتمون بمظلّة صفاتهم الأمنيّة وبحماية من  نقابتهم الأمنية. طيلة هذه الفترة أعدّ الدقائق والساعات على نبضات قلبٍ كُسر مرّتين: مرّة حين تسلّمتُ فلذة كبدي مُسجّى في كفنه بعد أن طاردوه وأغرقوه في الوادي مُخلّفين فيّ حُرقة وعذاب سيُلازمانني بقيّة حياتي، ومرّات عدّة حين أرى جميع المُتهمين ينعمون بالحريّة ويُباشرون مهامهم بصورة عاديّة وكأنّ شيئًا لم يكن، وكأنه لا قيمة لما حدث ولا أثر سيترتّب عن هذه الجريمة الشنعاء. إنّ أرواح البعض من أبناء الشعب لا معنى ولا مكانة لها" وفقها.

والدة عمر العبيدي: غرقت العدالة في أودية نقابات الأمن التي لم تمتثل في أيّ جلسة من جلسات القضية لقرارات المحكمة

وتوجّهت وسيلة العبيدي إلى قيس سعيّد بقولها: "إنّ صرخة أطلقتها في الجلسة الفارطة لقضية ابني عمر العبيدي كانت صيحةً منّي للإعلان عن غرق العدالة في أودية نقابات الأمن التي لم تمتثل في أيّ جلسة من جلسات القضية لقرارات المحكمة. بمنطق تُغذيه الغطرسة والتحكّم في السلطة، نُريد منكم قليلًا من الوقت لتُعبّد طريقًا سلكته العدالة فتعثّرت في حُفر قُبرت فيها الملفات القضائية وكرّست سياسات الإفلات من المُحاسبة والعقاب" وفق نص الرسالة.