24-أغسطس-2019

قال إنه مرشح مشروع وطني وشعبي واعتبر الشاهد خطرًا على الديمقراطية (أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد مرشح ائتلاف الجبهة للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها حمة الهمامي أنه "مع دولة القانون لكن دولة القانون العادلة" معتبرًا أن إصدار بطاقتي إيداع بالسجن في حق المترشح للرئاسية نبيل القروي وشقيقه غازي القروي يدخل في إطار تصفية حسابات سياسية.

وشدد الهمامي، في حوار للقناة التلفزية الخاصة "الحوار التونسي"، مساء الجمعة 23 أوت/أغسطس 2019، على أنه لا يتدخل في يتعلق بوجود جريمة أو لا في قضية الشقيقين القروي وأنه ضد الخلط بين العمل الخيري والعمل السياسي ولكن القضية فيها تصفية حسابات، مذكرًا بمشروع تعديل القانون الانتخابي 4 أشهر قبل موعد الانتخابات.

حمة الهمامي: يوسف الشاهد خطر على الديمقراطية وهو سائر بالبلاد نحو الاستبداد

وأضاف أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد عندما بدأ يشعر بوجود خصوم سياسيين قادرين على منافسته بشكل جدي حرّك ملفات يمتلكها مثلما كان يفعل بن علي، وفق تقديره، مؤكدًا رفضه المبدئي لهذه الممارسات.

واعتبر أن المؤسسة القضائية مازالت تحت السيطرة وتراجعت وضعيتها عما كانت عليه منذ سنتين أو 3 سنوات مستدركًا بالقول إن هناك قضاة يشرفون تونس. وأشار إلى أنه كان قد صرّح أن يوسف الشاهد خطر على الديمقراطية في تونس وهو سائر بالبلاد نحو الاستبداد.

وتوجه الهمامي برسالة إلى الشاهد قال فيها إنه مع محاكمة أي شخص يرتكب جريمة أو مخالفة وداعيًا إياه إلى عدم "لعب هذه اللعبة" التي كان يقوم بها المخلوع بن علي.

من جهة أخرى، قال إن المعطيات تغيّرت لفائدة الجبهة خلال السنوات الخمسة الأخيرة مبينًا أنه في 2014 كان هناك حزب نداء تونس والرئيس الراحل الباجي قائد السبسي على أساس أنهما حزب منقذ ورئيس منقذ الأمر الذي أدى إلى التصويت المفيد، إضافة إلى أن حركة النهضة كانت لا تزال حينها متماسكة رغم الاغتيالات السياسية ورغم أنها كانت في الحكم.

كما لفت إلى أن الائتلاف الحاكم يبدو أمام التونسيين بعد 5 سنوات من الحكم "ائتلافًا فاشلًا" على مختلف المستويات مبرزًا أن هذا الأمر في مصلحة الجبهة لأنها كانت قد نبّهت إليه.

وأضاف أنه في 2014 كان لنداء تونس رمز وهو الباجي قائد السبسي واليوم هناك 10 أو 11 مترشحًا منبثقين عنها والأمر مماثل بالنسبة للنهضة التي انقسم خزانها الانتخابي على 6 أو 7 مترشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة، وفق قوله.

حمة الهمامي: الجبهة عرفت خلافات سياسية ولكنها اليوم بعد حسم وضعيتها أصبحت في وضع أفضل من 2014

وأكد حمة الهمامي أن الجبهة لم تدمر بالعكس موضحًا أن اليسار هو أقل الأطراف تشتتًا مقارنة بخصومه الذين يدافعون على نفس المشروع ويريدون العودة للحكم رغم فشلهم. وبيّن أن الجبهة عرفت خلافات سياسية ولكنها اليوم بعد حسم وضعيتها أصبحت في وضع أفضل من 2014 مشيرًا إلى وجود خلافات سياسية صلبها منذ 2014.

وبخصوص ترشح عبيد البريكي، قال الهمامي إن هناك خلافات سياسية بينهما وليس لهما نفس المسار وإنه عندما كان يعارض بن علي كان البريكي مشاركًا في الحكم.

وشدد على أنه ليس مترشحًا باسمه أو باسم الجبهة بل هو مترشح باسم فعاليات شبابية ونسائية وثقافية ورياضية مضيفًا أنه يعتبر نفسه مرشح "مشروع وطني وشعبي وديمقراطي يتبناه الكثيرون"، معتبرًا أن خصومه لا يريدون مواجهة أفكاره ويحاولون بالتالي تتفيه ما يقول.

وتابع قائلًا إنه يتشرف بـ"خالتك مباركة" التي تمثل رمز المرأة التونسية مبرزًا أنها امرأة موجودة فعلًا وهي كادحة وفلاحة وأن من يحتقر الخالة مبارك يحتقر "الزوالي". ولفت في هذا السياق إلى أنه لا يدافع عن "الزوالي" فحسب بل يدافع عن أصحاب المؤسسات الصغرى والمتوسطة وأصحاب المؤسسات الكبرى الوطنية المتضررة من سياسات الدولة والتوريد وانتصاب الشركات الأجنبية والاتفاقيات غير المتكافئة.

وأوضح الهمامي أنه إذا نال ثقة التونسيين فإنه يريد القطع مع الخطاب المنهزم الذي يقول إن تونس ضعيفة والحال أنها كبيرة وفق تأكيده. وأبرز أن أول نقطة ستكون مطروحة أمامه تتمثل في السيادة الوطنية من خلال العمل على إلغاء المديونية "الكريهة" المكبلة لتونس عبر حملة دبلوماسية قوية وتعبئة شعبية. كما سيقوم بتأميم الثروات الوطنية لاستغلال الثروات التي تمتلكها تونس. ولفت كذلك إلى مسألة الاتفاقات غير المتكافئة مع الاتحاد الأوروبي وإلى مسألة السيادة الرقمية والسيادة الهوائية.

حمة الهمامي: أعتبر نفسي حفيد الدغباجي وعلي بن غذاهم وعبد الكريم الخطابي والأمير عبد القادر الجزائري وفرحات حشاد والطاهر الحداد

وقال إنه يعتبر نفسه حفيد الدغباجي وعلي بن غذاهم وعبد الكريم الخطابي والأمير عبد القادر الجزائري وفرحات حشاد والطاهر الحداد مشددًا على ضرورة القطع مع روح الهزيمة التي اعتبر أن هناك من يريد إدخالها كي لا يغيّر من سياسات الدولة ويدافع على مصالح أقليات معينة.

ودعا الهمامي التونسيين إلى انتخابات ممثلي الجبهة في الانتخابات التشريعية كونهم يساندون المشروع الذي يدافع عنه كمترشح للرئاسية مبينًا أنه في حال فاز بالرئاسية ولم يكن له أغلبية فيستطيع الضغط على رئيس الحكومة وتقديم المبادرات التشريعية.

وأوضح أن رئيس الدولة يستطيع التدخل عند وجود اتفاقية تضرب أمن البلاد ومصالح الوطن ويستطيع التدخل من زاوية الحقوق عندما يتعلق الأمر بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.

كما أكد الهمامي أنه مع المساواة في الميراث بين المرأة والرجل لافتًا إلى أن الجبهة ستدافع عن استكمال المرأة التونسية لكافة حقوقها لا بغاية كسب الأصوات وإنما لخدمة مشروع تحرري، كما ستدافع عن جميع الفئات الهشة.

وفي سياق متصل، أشار المتحدث إلى ضرورة وضع عقيدة أمنية جديدة تشمل مختلف أبعاد الأمن من أمن غذائي وأمن بيئي وأمن طاقي وأمن مائي مبرزًا أنه مع أمن جمهوري وجيش جمهوري وأنه سيعمل على إحداث نواة لصنع السلاح في تونس كي يتمتع الجيش باستقلاليته.

ولفت إلى أنه ليس مع مواصلة نفس النهج الدبلوماسي مؤكدًا الحاجة إلى عقيدة دبلوماسية جديدة وأن تموقع تونس إقليميًا ودوليًا يجب أن يتغير، وأشار في هذا السياق إلى أنه على فرنسا الاعتذار من تونس.

حمة الهمامي: سأعمل على تجريم كل مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني وسأدعم كل شعب عربي يقاوم الاستعمار وعلى رأسه الشعب الفلسطيني

كما بيّن أنه سيعمل على تجريم كل مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني وسيدعم كل شعب عربي يقاوم الاستعمار وعلى رأسه الشعب الفلسطيني مضيفًا أنه سيعمل أيضًا على تقوية العلاقات مع الجزائر.

وفيما يهم الشأن الليبي، قال حمة الهمامي إنه لن ينحاز لأي طرف من طرفي النزاع وإنه سيقابل كليهما وسينحاز إلى الشعب الليبي وحاجته إلى الوحدة وحاجته إلى مغادرة القوى الأجنبية لأراضيه. وأوضح في هذا الإطار أنه لتونس أن تضغط معنويًا في هذا التوجه.

وأشار إلى أنه سيعمل على إعادة العلاقات مع النظام السوري مؤكدًا في الآن ذاته أنه ليس مع النظام أو سياسته وإنما هو مع حق الشعب السوري في اختيار النظام الذي يريده وفي الديمقراطية والمساواة والكرامة التي قال إن السعودية وقطر وأمريكا وتركيا لن تقدمها له، وفق تقديره.

وأبرز أنه سيعمل على توحيد الأمة العربية كي تصبح سيدة نفسها، مشيرًا إلى أن أول بلد سيزوره إذا أصبح رئيسًا سيكون أحد دول الجوار سواء ليبيا أو الجزائر.

وفيما يتعلق بإمكانية انسحابه لفائدة مترشح آخر للرئاسية، قال حمة الهمامي إنه سينسحب إذا وجد برنامج يماثل ما يدافع عنه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الغنوشي: لا أمتلك الجنسية البريطانية و"اعتقال" القروي الآن لا يسر!

الزبيدي: لم أطلب دعمًا من أي طرف وأدعم دولة "ليبيرالية اجتماعية"!