كثيرة هي التحديات التي تواجهها تونس، كسائر دول العالم، في ظل ما تشهده الأرض في السنوات الأخيرة من تغيرات مناخية متسارعة وغير مسبوقة، تُلقي بظلالها على كافة مناحي الحياة، من ارتفاع درجات الحرارة والجفاف وندرة الماء الصالح للشرب، وما انجرّ عن ذلك من تداعيات على حياة الأفراد.
لم يعد تسليط الضوء على التغيرات المناخية مجرّد رفاهية علمية، بل بات ضرورة ملحّة لفهم أسبابها وآثارها المتزايدة على البيئة والاقتصاد والمجتمع، والمساعدة في اتخاذ إجراءات للحد من مخاطرها وتداعياتها السلبية
وعلى هذا الأساس، لم يعد تسليط الضوء على هذه التغيرات المناخية مجرّد رفاهية علمية، بل بات ضرورة ملحّة لفهم أسبابها وآثارها المتزايدة على البيئة والاقتصاد والمجتمع، والمساعدة في اتخاذ إجراءات للحد من مخاطرها وتداعياتها السلبية.
ومن هذا المنطلق، حظيت التغيرات المناخية باهتمام بالغ من "الترا تونس" خلال سنة 2024، فتناول مواضيع مرتبطة بها من مختلف الزوايا، ونقل شهادات أشخاصٍ تضرروا من هذه التغيرات، كما حاور مختصين وباحثين في هذا الصدد.
-
الجفاف.. إحدى أبرز معضلات التغيرات المناخية في تونس
لعلّ من أبرز تمظهرات التغيرات المناخية، التي شغلت الرأي العام في تونس في السنوات الأخيرة، وخلال سنة 2024 بالخصوص، هي معضلة الجفاف وما عكسته من تحديات.
لعلّ من أبرز تمظهرات التغيرات المناخية، التي شغلت الرأي العام في تونس في السنوات الأخيرة، وخلال سنة 2024 بالخصوص، هي معضلة الجفاف وما عكسه من تحديات
في هذا السياق، سلط "الترا تونس" الضوء على معاناة التونسيين خلال فصل الصيف من شح المياه وما اقتضاه ذلك من اعتماد نظام الحصص في توزيع المياه كحلّ انتهجته السلطة للحفاظ على الثروة المائية، في التقرير التالي: بسبب الجفاف واعتماد نظام الحصص.. تونسيون يواجهون حرارة الصيف دون مياه
معاناة التونسيين مع ندرة المياه، دفعت بمتساكني عديد المناطق، المتضررة أكثر من الجفاف، إلى الخروج في احتجاجات خاصّة في ظلّ تواتر اضطرابات وانقطاعات المياه الصالحة للشرب. وفي هذا الصدد، تناول "الترا تونس" الحديث عن عدة تحركات شهدتها مختلف الجهات، في عدة مواد من بينها:
- "عطشنا.. أعطونا الماء".. متساكنو أحد أحياء الرديف يطلقون نداء استغاثة
- أزمة مائية في قفصة.. الفلاحون ينتفضون ضد استنزاف المائدة المائية من قبل مستثمر
- متساكنو منطقة "بني عياش" بقرمبالية يحتجون للمطالبة بالحق في الماء
معاناة التونسيين مع ندرة المياه، دفعت بمتساكني عديد المناطق، المتضررة أكثر من الجفاف، إلى الخروج في احتجاجات خاصّة في ظلّ تواتر اضطرابات وانقطاعات المياه الصالحة للشرب
-
تأثير الجفاف على الفلاحة
ولا شكّ أن الجفاف يؤثر بشدّة وبشكل مباشر على القطاع الفلاحي، باعتبار أنه يمسّ إنتاجية المحاصيل الزراعية، إذ يؤدي نقص المياه إلى تدهور جودة التربة وتقليل خصوبتها، مما ينعكس سلبًا على كمية ونوعية المحاصيل. كما يعاني المزارعون من تراجع مصادر الرّي، مما يزيد من تكلفة الإنتاج ويهدد الأمن الغذائي.
وفي هذا الصدد، سلطنا الضوء في "الترا تونس" على المخاطر التي تفتك بالفلاحة جرّاء التغيرات المناخية، في هذا التقرير: التغيرات المناخية في تونس.. مخاطر تفتك بالفلاحة والصحة والأسوأ لم يحدث بعد
لا شكّ أن الجفاف يؤثر بشدّة وبشكل مباشر على القطاع الفلاحي، باعتبار أنه يمسّ إنتاجية المحاصيل الزراعية، إذ يؤدي نقص المياه إلى تدهور جودة التربة وتقليل خصوبتها، مما ينعكس سلبًا على كمية ونوعية المحاصيل
وحول مدى تأثير التغيرات المناخية على إنتاجية القطاع الفلاحي، تناولنا، كمثال، نبتة الفول السوداني أو ما يعرف في تونس بـ"الكاكوية"، ومدى تراجع إنتاجيتها في تونس، جراء ما شهده المناخ من تغيرات، في المادة التالية: التغيرات المناخية تؤثر على إنتاج "الكاكاوية" في تونس
بالإضافة إلى ذلك، يتسبب الجفاف في تقليص مساحات الأراضي المزروعة واضطرار العديد من الفلاحين إلى ترك أنشطتهم الزراعية والبحث عن مصادر دخل بديلة. وهو ما محّصناه في التقرير التالي: قطع المياه على المناطق السقوية في تونس يُربك الفلاحة ويفاقم تحديات الأمن الغذائي
يتسبب الجفاف في تقليص مساحات الأراضي المزروعة واضطرار العديد من الفلاحين إلى ترك أنشطتهم الزراعية والبحث عن مصادر دخل بديلة
لذلك، تبرز الحاجة الملحّة لاعتماد استراتيجيات مستدامة لمواجهة هذه الظاهرة، مثل تطوير أنظمة الري الحديثة وتعزيز استغلال الموارد المائية المتاحة بكفاءة. وفي هذا الصدد، أنجزنا هذا التقرير: من البذور المحلية إلى العمارة التقليدية.. حلول مستدامة لمواجهة تغير المناخ بتونس
دون أن ننسى أهمية تناول مدى تسبب التغيرات المناخية في انتشار الأوبئة التي تؤثر على الفلاحة، ولعلّ من أبرزها معضلة الحشرة القرمزية التي انتشرت منذ السنة الفارطة في غراسات التين الشوكي على مستوى جميع الجهات، ما دمر المحاصيل والزراعات، ولا تزال تداعياتها مستمرة إلى اليوم. في هذا الصدد، حاور "الترا تونس" باحثة تونسية عملت على إدخال الدعسوقة المقاومة للحشرة القرمزية في تونس، في المقابلة التالية: قصة باحثة تسعى لإدخال الدعسوقة المقاومة للحشرة القرمزية إلى تونس
-
تأثير التغيرات المناخية على الثروة الحيوانية
معلوم أنّ الحيوانات بدورها تتأثر بالتغيرات المناخية، دون شكّ، وهو ما لم ننسَ تسليط الضوء عليه في "الترا تونس". فعلى سبيل الذكر، يؤثر تغير المناخ على الطيور من خلال تغيّر مواسم الهجرة وتدهور موائلها الطبيعية حيث تجد الظروف الملائمة لبقائها ونموها وتكاثرها، مما يهدد توازنها البيئي، وهو ما تطرقنا إليه في هذه المادة: الجفاف يهدد المناطق الرطبة في تونس ويُبعد الطيور المهاجرة عنها
يؤثر تغير المناخ على الطيور من خلال تغيّر مواسم الهجرة وتدهور موائلها الطبيعية حيث تجد الظروف الملائمة لبقائها ونموها وتكاثرها
والأمر سيّان بالنسبة للثروة السمكية، التي تتأثر بارتفاع درجات حرارة المياه وزيادة حموضتها، مما يؤدي إلى تراجع التنوع البيولوجي البحري واضطراب سلاسل الغذاء، ويهدد سبل عيش المجتمعات التي تعتمد على الصيد. وفي هذا الصدد، ركزنا على صيد الأخطبوط في تونس الذي بات مهددًا بالانقراض: صيد الأخطبوط في تونس.. ممارسات تنذر بانقراض ذي الثلاثة قلوب
-
الهجرة المناخية
تٌعرف الهجرة المناخية بأنها حركة الأفراد أو الجماعات من أماكن إقامتهم بسبب التغيرات المناخية التي تجعل الحياة في مناطقهم غير ممكنة أو غير مستقرة، على غرار الجفاف. وتُعتبر الهجرة المناخية استجابةً مباشرةً لتدهور البيئة وتأثيراتها على الأمن الغذائي، الموارد المائية، وسبل العيش.
في هذا الصدد، ركزنا في الترا تونس على مسألة تأثير المناخ على أنماط الهجرة في تونس، إذ أنّ كثيرين اختاروا الهجرة الداخليّة للتكيف مع التغيرات المناخيّة، وهو ما تناولناه في هذا التقرير: الهجرة المناخية.. كيف يؤثر المناخ على أنماط الهجرة في تونس؟
وفي السياق ذاته، سلط "الترا تونس" الضوء على تجارب نساء اضطرّتهنّ الظروف المناخية في الجهات التي يقطنّ بها، إلى النزوح إلى مناطق للبحث عن موارد رزق، فوجدن أنفسهنّ عرضةً إلى الاستغلال الاقتصادي، تابعوا قصصهنّ في هذا التقرير: هربًا من آثار التغيّر المناخي.. تونسيات يقعن في شباك الاستغلال الاقتصادي
-
البحث عن حلول لندرة المياه
وأمام ما تعانيه تونس من تفاقم معضلة ندرة المياه نتيجة التغيرات المناخية والاستهلاك المفرط للموارد المائية، تعدّ إدارة الموارد المائية وترشيد استخدامها أولوية لضمان استدامتها.
وفي هذا الصدد، وجّه "الترا تونس" اهتمامه إلى جملة من التجارب التي قام بها فلاحون ومواطنون من أجل بحث حلول تقيمهم تأثيرات أزمة ندرة المياه، ولعلّ من أبرزها تجربة إعداد أحواض لتجميع مياه سطوح البيوت المكيّفة، التي تعدّ مبتكرة وفريدة من نوعها، تجدون تفاصيلها هنا: لمواجهة النقص المائي.. أحواض لتجميع مياه سطوح البيوت المكيفة في المنستير
أمام ما تعانيه تونس من تفاقم معضلة ندرة المياه نتيجة التغيرات المناخية والاستهلاك المفرط للموارد المائية، تعدّ إدارة الموارد المائية وترشيد استخدامها أولوية لضمان استدامتها
كما تناولنا الحديث عن لجوء عدد من المتساكنين إلى اعتماد خزانات منزلية التي على الرغم من كلفتها الباهظة عُدّت حلًا، إلى حدٍ ما، لتجاوز معضلة شح الموارد المائية: أزمة مياه حادة في تونس.. فهل تعالج الخزانات المنزلية المشكل؟
ولا يقتصر الأمر على الجهود الفردية من أجل إيجاد حلول لندرة المياه، إذ أن السلطات بدورها في بحث مستمرّ عن بديل للمياه التي توفرها السدود، خاصة مع تراجع التساقطات خلال السنوات الأخيرة، وهنا تطرقنا إلى مشاريع تحلية المياه كحلّ وإن كان مكلفًا: مشاريع تحلية المياه في تونس.. طريق مكلف لحاجة ملحة