06-أكتوبر-2019

يوم استثنائي يستدعي عملًا مضاعفًا بالنسبة للصحفيين (مريم الناصري/ألترا تونس)

 

منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الاقتراع يتوافد آلاف المواطنين في مختلف الجهات على مراكز الاقتراع، لكن يسبقهم الصحفيون والمصورون الذين يستهلون يومهم هذا منذ الساعة الخامسة صباحًا، كلّ يحمله سلاحه وأدوات عمله. هم جند نقل المعلومة يتنقلون منذ ساعات الصباح الأولى إلى مراكز الاقتراع قبل فتحها كي لا تفوتهم الأحداث أو بعض المعطيات، لإيصال ما ينتظره المواطنون من أخبار تهم نسبة الإقبال والأجواء بمراكز الاقتراع ومحيطها.

يعيش الصحفي يوم الاقتراع ضغوطًا عديدة ليواكب كلّ المستجدات في يوم استثنائي يستدعي عملًا مضاعفًا

اقرأ/ي أيضًا: كيف يجب أن تتعامل وسائل الإعلام خلال الحملة الانتخابية؟ تعرّف على ضوابطها

وقد لا يعلم المواطنون ما يعيشه الصحفي يوم الانتخابات لتصله تلك الصور والمعلومات على شاشات التلفزيون أو الراديو وتلك الأخبار التي يطالعونها عبر الصحف الورقية والإلكترونية، وقد لا يعي أغلبهم الضغط الذي يعيشه الصحفي يوم الاقتراع ليواكب كلّ المستجدات أولًا بأول، في يوم استثنائي يستدعي عملًا مضاعفًا.

خولة السليتي (إذاعة "شمس أف أم"): رقابة ذاتية للصحفي يوم الاقتراع

خولة السليتي، صحفية في إذاعة "شمس آف آم"، قالت لـ"ألترا تونس"، إنّها تواكب المواعيد الانتخابية منذ انتخابات المجلس الوطني التأسيسي عام 2011، وذلك حينما انتخبت لأول مرة في حياتها كمواطنة، ومارست أيضًا لأول مرة العمل الصحفي. وبيّنت أن التعود بالمسار الانتخابي منذ تلك الانتخابات أكسبها أبجديات العمل الصحفي، وفق قولها.

ولاحظت أنها عملها اليوم في الانتخابات التشريعية بات أسهل على مستوى التعامل مع أعضاء مكاتب الاقتراع مقارنة بالانتخابات الرئاسية قبل 3 أسابيع، وذلك حينما وقع منع بعض الصحفيين من التصوير في مراكز الاقتراع، مما اضطرهم للاتصال بأعضاء هيئة الانتخابات للقيام بعملهم رغم حمل لبطاقة اعتماد صحفي مخصّصة ليوم الانتخابات.

خولة السليتي:  أعضاء مكاتب الاقتراع ربما يعرفون ما لهم ولكن لا يعرفون ما عليهم والتداخل بين الرئاسية والتشريعية مثّل عنصر ضغط علينا

وتابعت محدثتنا قائلة إن "المشرف على مكتب الاقتراع قد يجهل ربما ما له وما عليه"، مبينة أن المجتمع المدني وجّه جملة من الملاحظات لهيئة الانتخابات للقيام بتكوين لأعضاء مكاتب الاقتراع "الذين ربما يعرفون ما لهم ولكن لا يعرفون ما عليهم" وفق قولها. وفيما تعلّق بالتعامل مع المواطنين، أكدت عدم وجود صعوبات كبيرة مبينة تعاونهم لإعطاء المعلومة بشكل عادي.

يعيش الصحفي ضغطًا مضاعفًا يوم الانتخابات (مريم الناصري/ألترا تونس)

وتضيف خولة السليتي، في الأثناء، أنّ الصحفي يعيش ضغطًا مضاعفًا يوم الانتخابات خاصة وأنّ الصمت الانتخابي بالنسبة للانتخابات التشريعية يتزامن مع الحملة الانتخابية للدور الثاني للرئاسيات. وقالت في هذا الإطار "يجب أن تقوم كصحفي بنوع من الرقابة الذاتية لنفسك، حتى لا تسمي مترشحًا معينًا لأنّه لابد من الالتزام بالصمت الانتخابي وهذا في حدّ ذاته ضغط بسبب التداخل بين التشريعية والرئاسية".

ومن أشكال الضغوط في العمل الصحفي يوم الاقتراع، حدثتنا الصحفية عن الاتصال من وسيلة الإعلام للتدخل المباشر "وذلك دون معرفة مكانك أو الظروف التي أنت فيها".

توفيق العياشي (قناة الحرّة): ضغط كبير بحجم يوم استثنائي

من جهته وفي حديثه لـ"ألترا تونس"، قال توفيق العياشي، مراسل قناة "الحرة"، إن الاستعداد ليوم الانتخابات يبدأ قبل يوم الاقتراع عبر وضع مخطط العمل مع وسيلة الإعلام، ثم التوجه منذ ساعات الصباح يوم الانتخابات باكرًا إلى مركز الاقتراع لتغطية عملية فتح المكاتب، ثم تتوالى المداخلات المباشرة على امتداد ساعات النهار على رأس كل ساعة.

وأوضح أنه، بالتوازّي مع ذلك، تجري اتصالات مكثفة سواء مع الزملاء الصحفيين أو ممثلي المجتمع المدني لملاحظة الانتخابات لاستقاء المعلومة وتقديمها كمعلومة محيّنة ومتابعة كل ما يصدر عن هيئة الانتخابات من أرقام لاستغلالها في التغطيات.

توفيق العباشي: الضغط يوم الانتخابات يكون مضاعفًا واستثنائيًا على وقع الأحداث المتلاحقة ورغبة كل صحفي في الاقتراب أكثر ما يمكن من المعلومة

اقرأ/ي أيضًا: "بيزنس" الانتخابات.. مهن وخدمات تنتعش في المواسم الانتخابية

وقال محدثنا إنه في الجزء الثاني من اليوم، يتم إعداد تقرير تلخيصي لليوم الانتخابي يفتح الآفاق على التوقعات فيما يتعلّق بنتائج الانتخابات. وأضاف أنه لاحقًا في المساء وبعد غلق مكاتب الاقتراع، يتولى تغطية عملية الفرز الأولي للأصوات في انتظار ما تعلنه هيئة الانتخابات من نتائج تباعًا.  

على صعيد آخر، أشار الصحفي توفيق العياشي إلى أنّ الضغط يوم الانتخابات يكون مضاعفًا واستثنائيًا على وقع الأحداث المتلاحقة ورغبة كل صحفي في الاقتراب أكثر ما يمكن من المعلومة، خاصة فيما يتعلّق بنسب الاقتراع والمعطيات المتعلقة باتجاهات التصويت.

يكون الصحفي تحت ضغط السبق الإخباري وتحيين المعلومة (مريم الناصري/ألترا تونس)

وأضاف، في حديثه معنا، أن الضغط يستمرّ مع وسيلة الإعلام التي يشتغل لحسابها الصحفي، على اعتبار أنها تبحث عن السبق وتحيين المعلومة من ساعة إلى أخرى، كذلك فيما يتعلّق بالمراوحة بين الاشتغال على المداخلات المباشرة، وأخذ اللقاءات مع المواطنين ومتابعة العملية الانتخابية.

وتحدث أيضًا، في نفس الإطار، عن ضغط ترقب المعطيات الصادرة عن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مشيرًا، في هذا الجانب، إلى أنه عادة ما تتأجل المؤتمرات الصحفية ليجد الصحفي نفسه يكرر نفس المعطيات، وهو ما يمثل ضغطًا مضاعفًا خاصة على الصحفي الذي ينقل المباشر، على اعتبار أن المشاهد ينتظر المعلومة الجديدة من ساعة إلى أخرى.

ولكن أكد مراسل "الحرّة" أن هذا الضغط عادي على اعتبار أن يوم الاقتراع هو من المواعيد الاستثنائية في العمل الصحفي، مبينًا أن الصحفي الذي يعيش حالة ضغط يعيش أيضًا، وفق قوله، حدثًا تاريخيًا بوجدانه عبر الراغبة في تقديم الإضافة كي تكون تغطيته بحجم الحدث الاستثنائي.

محمد كريت (مصوّر صحفي): نعمل أكثر من 20 ساعة يوم الانتخابات

يعيش بدوره المصور الصحفي ضغطًا كبيرًا يوم الاقتراع لا سيما وأنّ بعض الصور تكون معبرة أكثر من الكلمات أو أحيانًا تغني عنها، لذا يتنقل الصحفيون المصوّرون إلى مراكز الاقتراع قبل فتحها، لتصوير صفوف الناخبين.

 بعض الصور تغني عن الكلمات أحيانًا (مريم الناصري/ألترا تونس)

وفي هذا الإطار، حدّثنا المصور الصحفي محمد كريت أنه ينتقل يوم الانتخابات إلى مركز الاقتراع منذ الساعة الخامسة صباحًا لتصوير فتح مراكز الاقتراع ومعاينة أولى مشاهد العملية الانتخابية وخاصة مدى اقبال المواطنين على مكاتب الاقتراع.

وبين أنه يعيش ضغط التنقل بين مراكز الاقتراع، مضيفًا أنّ المصور الصحفي يواجه بعض المشاكل أهمها المنع من التصوير رغم حملتهم لبطاقات الاعتماد. وقال إن عدد ساعات العمل يوم الانتخابات قد يتجاوز العشرين ساعة، موضحًا أن العمل لا ينتهي بمجرد تصوير مراكز الاقتراع بل يتواصل عبر متابعة أولى عمليات الفرز ثم إعلان النتائج تدريجيًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية وإعادتها.. هل هذا السيناريو مطروح؟

كيف تطور تعامل الأمن مع الصحفيين خلال تغطية العمليات الإرهابية؟