08-أكتوبر-2022
قيس سعيّد ونجلاء بودن

كان سعيّد قد قال إن "الواجب الوطني يقتضي تعديل القانون الانتخابي"

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثار إعلان الرئيس التونسي قيس سعيّد، ليلة الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن توجهه لتعديل القانون الانتخابي في تونس جدلًا واسعًا خاصة وأنه بالكاد مرّ شهر على تنقيحه من قبله بمرسوم رئاسي، وذلك قبل نحو شهرين من الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في 17 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وكان سعيّد قد قال، الجمعة لدى استقباله رئيسة الوزراء نجلاء بودن بقصر الرئاسة بقرطاج، إن هناك تلاعبًا بالتزكيات لانتخاب أعضاء مجلس نواب الشعب، مضيفًا أنه "يجب وضع حد لهذه الظاهرة المتعلقة بالمال الفاسد، وتعديل المرسوم المتعلق بالانتخابات". وتابع، وفق ما جاء في بلاغ للرئاسة، "تبيّن أن عددًا من أعضاء المجالس المحلية لم يقوموا بالدور الموكول لهم قانوناً وصارت التزكيات سوقًا تباع فيها الذمم وتُشترى"، حسب تعبيره.

أثار إعلان قيس سعيّد عن توجهه لتعديل القانون الانتخابي جدلًا واسعًا خاصة وأنه بالكاد مرّ شهر على تنقيحه من طرفه بمرسوم رئاسي

وأضاف: "إذا كان التشريع الحالي لم يحقق أهدافه فالواجب الوطني المقدس يقتضي تعديله للحد من هذه الظاهرة المشينة خاصة وأن الذين تم إيقافهم ووقعت إحالتهم على العدالة هدفهم، كما تبين ذلك من الأبحاث، هو إدخال الارتباك في صفوف المواطنين وبثّ الفوضى خوًفا من الإرادة الشعبية الحقيقية"، وفقه.

وقد أثار تصريح سعيّد انتقادات واسعة في تونس، وشبّه نشطاء وسياسيون ما يحصل بـ"العبث"، على اعتبار أن القانون الذي يلوح الرئيس بتنقيحه قد سبق أن نقّحه قبل أقل من شهر، مذكّرين بما حصل عندما سبق أن أصدر سعيّد نسخة أولى من الدستور الجديد في الرائد الرسمي، ثم بعد فترة قصيرة قام بتعديله وأصدر نسخة أخرى مصرحًا بأن "أخطاء تسربت فيه"، وفق تعبيره.

غازي الشواشي: "الواجب الوطني المقدس يفرض علينا جميعًا التصدي لهذا العبث و إنهاء هذه المهزلة، والخطأ الواجب تصحيحه هو ذلك الذي تسرب إلى قصر قرطاج"

وقال الأمين العام للتيار الديمقراطي غازي الشواشي، في تدوينة له على فيسبوك، "الواجب الوطني المقدس يقتضي تعديل مرسوم الانتخابات.. هذه ليست دولة وإنما هي مزرعة خاصة"، مضيفًا: "الواجب الوطني المقدس يفرض علينا جميعًا التصدي لهذا العبث و إنهاء هذه المهزلة".

وأردف الشواشي، في ذات الصدد: "الخطأ الواجب تصحيحه هو ذلك الذي تسرب إلى قصر قرطاج"، في إشارة إلى الرئيس التونسي قيس سعيّد.

صورة

 

صورة

 

صورة

 

وبدوره، دوّن القيادي بائتلاف الكرامة زياد الهاشمي، على صفحته بفيسبوك، "قيس سعيّد سينقح مرسوم الانتخابات الذي كتبه هو وصادق عليه لأنه قد تسربت فيه أخطاء كالدستور الذي عدله مرتين"، وفقه.

واستنكر الهاشمي، في ذات السياق، ما وصفه بـ"العبث واللعب بالدولة"، حسب ما جاء في تدوينته.

ومن جهته، قالت النائب بالبرلمان المنحل رباب بن لطيف، في تدوينة على صفحته بفيسبوك: "الرئيس قرر عدل القانون الانتخابي الذي أصدره حديثًا، لأنه تبين أن مسألة التزكيات قد تسببت في الفوضى والإرباك بين المواطنين"، حسب تصورها.

رباب بن لطيف: قيس سعيّد وحده من يصدر القوانين ووحده من يتفطن بالعبث ووحده من يقوم بمراجعة القوانين التي أصدرها

وأضافت قائلة: "هو وحده من يصدر القوانين ووحده من يتفطن بالعبث ووحده من يقوم بمراجعتها"، وفق تعبيرها.

كما علق الباحث الأكاديمي وأستاذ في تاريخ العالم العربي المعاصر عادل اللطيفي على تصريح سعيّد قائلًا: "ما تحدث عنه سعيّد سبق أن قلناه منذ أن أصدر القانون الانتخابي الساذج، لأننا نعرف واقع تونس أفضل منه"، وفق تعبيره.

أستاذ في تاريخ العالم العربي المعاصر: من المفروض أن يتحمل قيس سعيّد مسؤوليته خاصة وأنه اعترف أن قانونه به أخطاء.. تونس ليست مختبرًا ونحن لسنا فئران تجارب"

وأردف في ذات الصدد موجهًا خطابه لسعيّد: "من المفروض أن تتحمل مسؤوليتك خاصة وأنك اعترفت أن قانونك به أخطاء.. تونس ليست مختبرًا ونحن لسنا فئران تجارب".

وتساءل اللطيفي "كيف يعقل أن يقع تنقيح قانون انتخابي أثناء العملية الانتخابية؟"، خاتمًا حديثه بالقول: "أنت عاجز عن تسيير البلاد، ولتكن لديك الشجاعة لتحمل مسؤوليتك"، حسب قوله.

جدير بالذكر أن  أن الرئيس التونسي قيس سعيّد كان قد نشر في الرائد الرسمي للجمهورية التونسية (الجريدة الرسمية)، المرسوم عدد 55 لسنة 2022 والمتعلق بتنقيح القانون الأساسي المتعلق بالانتخابات والاستفتاء، وذلك ليل الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022. وهذه أبرز 10 تنقيحات على القانون الانتخابي في تونس، خلال التعديل الأخير، في انتظار اتضاح التعديل القادم المعلن عنه ليل الجمعة.