الترا تونس - فريق التحرير
أثار زواج ابنة الكاتبة والأستاذة التونسية ألفة يوسف، الجدل مؤخرًا على السوشال ميديا، بعد أن نشرت على حسابها على فيسبوك، صورًا لعقد القران الذي جمع 4 نساء كشاهدات.
ألف يوسف: استطاع زوج ابنتي أن يحقّق مقاصد الشّريعة، فجمع في عقد قرانه أربع نساء: زوجته، وأمّ العريس وأمّ العروس، وضابطة الحالة المدنيّة التي عقدت القران
وقد أرفقت ألف يوسف هذه الصور بقولها: "استطاع زوج ابنتي رامي أن يحقّق مقاصد الشّريعة، فجمع في عقد قرانه أربع نساء: زوجته إيلاف، وشاهدتين على عقد القران (أمّ العريس وأمّ العروس)، وضابطة الحالة المدنيّة الّتي عقدت القران"، وفقها.
وتحدّثت ألفة يوسف في تصريحات إعلامية فيما بعد، لتدافع عن قران ابنتها، وتشدد على أنّ شهادتها على عقد الزواج ليست المرة الأولى في تونس، وأنه لا يوجد ما يمنع ذلك في الشرع والقانون، وفق تقديرها.
وقد أثارت هذه الحادثة استغراب نشطاء منصات التواصل الاجتماعي محليًا ودوليًا، لمخالفتها العُرف الذي يقضي بأن يشهد على عقد القران رجلان أو أربع نساء، رغم أنّ القانون التونسي وفق الفصل 3 من مجلة الأحوال الشخصية يشترط لصحة الزواج إشهاد شاهدين دون تحديد جنسهما.
وقد تفاعلت الجامعية سلوى الشرفي مع هذا الخبر، فدوّنت أنّ "شهادة النساء في عقد القران معمول به في تونس منذ 1974، وأنها حضرت بنفسها في عقود زواج من هذا النوع" مستغربة ممّن اعتبر ذلك "كفرًا بواحًا"، مشدّدة على أنّ القانون التونسي يسمح بذلك بقطع النظر عن الدين.
وكتبت الشرفي: "هناك من لا يقرأ القرآن، وإذا قرأه لا يفهمه، فحكم الشهادة الناقصة للمرأة يخص المعاملات المالية فقط لأن المرأة لم تكن تحضر في مثل هذه المعاملات، ممكن خديجة كانت تحضر وتساهم لأنها تاجرة، أما الشهادة في الزواج فلا دخل لها في هذه المعاملات".
سلوى الشرفي: شهادة النساء في عقد القران معمول به في تونس منذ 1974، والقانون التونسي يسمح بذلك بقطع النظر عن الدين
وتابعت الشرفي: "أبو حنيفة فقط يعتبر عقد الزواج عقد مال تشترى به النساء، لكن اليوم في تونس ما يكتب في عقد القران هو مهرها الذي يكون معلومًا من الجميع.." وفقها.
وتتالت التغريدات العربية والتونسية على حد السواء بين مؤيد لهذا الفعل، وبين رافض له، إذ اعتبر البعض أنّ ما قامت به ألفة يوسف، يدخل في باب سعيها إلى محاربة الفكر الذكوري، وتفعيل المساواة التامة بين الرجل والمرأة، فضلًا عن كونها تقدّم درسًا لبقية الشعوب العربية في فهم النص الديني وتأويله.
من جانب آخر، ارتأى آخرون أنّ ما ذهبت إليه ألفة يوسف، لا يعدو إلا أن يكون من باب "خالف تعرف"، إذ لم يكن تصرّفها عفويًا وبريئًا وفقهم، باعتبار أنّه يدخل في سياق رد الفعل على كل ما يمثل الجانب الذكوري من المجتمع أو من الدين.
اعتبر البعض أنّ ما قامت به ألفة يوسف، يدخل في باب سعيها إلى محاربة الفكر الذكوري، فيما أشار البعض إلى أنها دخلت في مغالطة منطقية كبرى
وانتقد بعض النشطاء أن "تدخل ألفة يوسف في المغالطة المنطقية التي تقع فيها الحركات النسوية وهي الانحياز المفرط للمرأة، كي تتحوّل المسألة تقريبًا إلى لَيّ ذراع بين المرأة والرجل، فرغم أن ضابط الحالة المدنية لا يشترط أن يكون رجلًا أو امرأة، فإنّ ألفة يوسف لا تكتمل الصورة عندها إلا عندما تكون امرأة. ولا مكان للرجل في هذه المعادلة".
تحد وجرأة.
ألف مبروك لإبنة ألفة يوسف الكاتبة والباحثة التونسية، مبروك للنساء التونسيات والنساء في المملكات الإسلامية، إنها بادرة جريئة وتستحق الثناء، بأن تكسر القيود وتوقع والدتا العروس على عقد الزواج بحضور مأذون إمرأة. https://t.co/pSM3JWj7te— Venus Faiq فينوس فائق (@VenusFaiq) November 17, 2022
هذه الحادثة، أسالت الحبر من جديد على هذه المسألة الخلافية، وكانت مناسبة لأن يستعرض عديد النشطاء مواقفهم، من ذلك أحد المحامين الذي أعاد نشر صور من عقد قرانه، قائلًا إنّ شهادة امرأتين في عقد قران ابنة الكاتبة ألفة يوسف لم يكن سابقة، لأن والدته وحماته كانتا شاهدتين في عقد قرانه العام الماضي في 2021.
أحد أعضاء الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ينشر تدوينة يقول فيها إن شهادة امرأتين في عقد قران ابنة الكاتبة ألفة يوسف لم يكن سابقة، لأن والدته وحماته كانتا شاهدتين في عقد قرانه العام الماضي #تونس pic.twitter.com/BvYCaetatT
— Wejdene Bouabdallah (@tounsiahourra) November 17, 2022
ولم يهتم كثيرون بجواز هذا الأمر من عدمه، وإنما ركزوا على أنّ اللافت للنظر من هذه الحوادث، هو "الإصرار على مخالفة العُرف أو الشرع أيضًا، في كلّ البلدان العربية والإسلامية".
ابنة الكاتبة التونسية #ألفة_يوسف تُصرّ على أن تكون امرأة هي التي تعقد قرانها على عريسها، وأن تكون والدتها ووالدة زوجها هما الشاهدتان على عقد القران.
بعيدا عن جواز هذا الأمر من عدمه؛ لافت للنظر الإصرار على مخالفة العُرف أو الشرع أيضا؛ في #تونس أو أي بلد عربي أو إسلامي .— أحمد سليمان العمري Ahmad Al Omari (@ahmadomariy) November 16, 2022
#ألفة_يوسف من زمان أعرفها وتابعتها في أكثر من لقاء وحوار وندوة من ضمن ما كانت تقوله أن النص الديني هو المقدس وأما فهم البشر فغير مقدس وفهم النص حق مشاع لكل أحد من المسلمين!!
هي هنا تضع نفسها في خانة كبار علماء الإسلام الطبري والقرطبي ومالك والشافعي وابن حجر
وأحمد.. إلخ!! https://t.co/812UPl0SAY— طلال مشعل🇸🇦 (@TalalAlmeshal20) November 15, 2022