18-نوفمبر-2022
ألفة يوسف زواج

ألفة يوسف: لا يوجد ما يمنع شهادتي على عقد قران ابنتي في الشرع والقانون

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثار زواج ابنة الكاتبة والأستاذة التونسية ألفة يوسف، الجدل مؤخرًا على السوشال ميديا، بعد أن نشرت على حسابها على فيسبوك، صورًا لعقد القران الذي جمع 4 نساء كشاهدات.

ألف يوسف: استطاع زوج ابنتي أن يحقّق مقاصد الشّريعة، فجمع في عقد قرانه أربع نساء: زوجته، وأمّ العريس وأمّ العروس، وضابطة الحالة المدنيّة التي عقدت القران

وقد أرفقت ألف يوسف هذه الصور بقولها: "استطاع زوج ابنتي رامي أن يحقّق مقاصد الشّريعة، فجمع في عقد قرانه أربع نساء: زوجته إيلاف، وشاهدتين على عقد القران (أمّ العريس وأمّ العروس)، وضابطة الحالة المدنيّة الّتي عقدت القران"، وفقها.

 

وتحدّثت ألفة يوسف في تصريحات إعلامية فيما بعد، لتدافع عن قران ابنتها، وتشدد على أنّ شهادتها على عقد الزواج ليست المرة الأولى في تونس، وأنه لا يوجد ما يمنع ذلك في الشرع والقانون، وفق تقديرها.

 

 

وقد أثارت هذه الحادثة استغراب نشطاء منصات التواصل الاجتماعي محليًا ودوليًا، لمخالفتها العُرف الذي يقضي بأن يشهد على عقد القران رجلان أو أربع نساء، رغم أنّ القانون التونسي وفق الفصل 3 من مجلة الأحوال الشخصية يشترط لصحة الزواج إشهاد شاهدين دون تحديد جنسهما.

وقد تفاعلت الجامعية سلوى الشرفي مع هذا الخبر، فدوّنت أنّ "شهادة النساء في عقد القران معمول به في تونس منذ 1974، وأنها حضرت بنفسها في عقود زواج من هذا النوع" مستغربة ممّن اعتبر ذلك "كفرًا بواحًا"، مشدّدة على أنّ القانون التونسي يسمح بذلك بقطع النظر عن الدين.

 

 

وكتبت الشرفي: "هناك من لا يقرأ القرآن، وإذا قرأه لا يفهمه، فحكم الشهادة الناقصة للمرأة يخص المعاملات المالية فقط لأن المرأة لم تكن تحضر في مثل هذه المعاملات، ممكن خديجة كانت تحضر وتساهم لأنها تاجرة، أما الشهادة في الزواج فلا دخل لها في هذه المعاملات".

سلوى الشرفي: شهادة النساء في عقد القران معمول به في تونس منذ 1974، والقانون التونسي يسمح بذلك بقطع النظر عن الدين

وتابعت الشرفي: "أبو حنيفة فقط يعتبر عقد الزواج عقد مال تشترى به النساء، لكن اليوم في تونس ما يكتب في عقد القران هو مهرها الذي يكون معلومًا من الجميع.." وفقها.

 

 

وتتالت التغريدات العربية والتونسية على حد السواء بين مؤيد لهذا الفعل، وبين رافض له، إذ اعتبر البعض أنّ ما قامت به ألفة يوسف، يدخل في باب سعيها إلى محاربة الفكر الذكوري، وتفعيل المساواة التامة بين الرجل والمرأة، فضلًا عن كونها تقدّم درسًا لبقية الشعوب العربية في فهم النص الديني وتأويله.

من جانب آخر، ارتأى آخرون أنّ ما ذهبت إليه ألفة يوسف، لا يعدو إلا أن يكون من باب "خالف تعرف"، إذ لم يكن تصرّفها عفويًا وبريئًا وفقهم، باعتبار أنّه يدخل في سياق رد الفعل على كل ما يمثل الجانب الذكوري من المجتمع أو من الدين.

اعتبر البعض أنّ ما قامت به ألفة يوسف، يدخل في باب سعيها إلى محاربة الفكر الذكوري، فيما أشار البعض إلى أنها دخلت في مغالطة منطقية كبرى

وانتقد بعض النشطاء أن "تدخل ألفة يوسف في المغالطة المنطقية التي تقع فيها الحركات النسوية وهي الانحياز المفرط للمرأة، كي تتحوّل المسألة تقريبًا إلى لَيّ ذراع بين المرأة والرجل، فرغم أن ضابط الحالة المدنية لا يشترط أن يكون رجلًا أو امرأة، فإنّ ألفة يوسف لا تكتمل الصورة عندها إلا عندما تكون امرأة. ولا مكان للرجل في هذه المعادلة".

 

 

هذه الحادثة، أسالت الحبر من جديد على هذه المسألة الخلافية، وكانت مناسبة لأن يستعرض عديد النشطاء مواقفهم، من ذلك أحد المحامين الذي أعاد نشر صور من عقد قرانه، قائلًا إنّ شهادة امرأتين في عقد قران ابنة الكاتبة ألفة يوسف لم يكن سابقة، لأن والدته وحماته كانتا شاهدتين في عقد قرانه العام الماضي في 2021.

 

 

ولم يهتم كثيرون بجواز هذا الأمر من عدمه، وإنما ركزوا على أنّ اللافت للنظر من هذه الحوادث، هو "الإصرار على مخالفة العُرف أو الشرع أيضًا، في كلّ البلدان العربية والإسلامية".