18-أبريل-2022
فاتن الفازع

تتعلق هذه التصريحات الإعلامية بقبولها أن تمارس ابنتها علاقة جنسيّة قبل الزواج

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثارت الكاتبة التونسية المقيمة بألمانيا فاتن الفازع، الاثنين 18 أفريل/ نيسان 2022، موجة من الجدل، بعد أن نشرت في تدوينة على إنستغرام، إمكانية افتكاك حضانة ابنتها من طرف طليقها، بعد تصريحات إعلامية أدلت بها في قنوات تونسية، وفق روايتها.

فاتن الفازع: القانون الألماني يمكن أن ينصفني ويمكن أيضًا أن يعتبر أني أمّ لا يحق لي إعطاء إجابة مكان طفلة صغيرة، وأني غير قادرة على حماية ابنتي وأتسبب لها في وابل من الكراهية والشتائم

وتحدّثت الفازع عن مقابلة بإذاعة "IFM"، سُئلت فيها إن كانت تقبل أن تمارس ابنتها علاقة جنسيّة قبل الزواج فأجابت بالقبول، وهو ما خلق جدلًا على السوشال ميديا. ولدى استضافتها في قناة الحوار التونسي، قالت إنها أرادت التوضيح، لكن لم يتم ذلك، وحدث تلاعب بالمونتاج، وفقها، قبل أن يقوم طليقها بترجمة تعليقات الكراهية والتنمّر إلى الألمانية ويرفع بها قضيّة. 

وقالت الفازع: "القانون الألماني يمكن أن ينصفني ويمكن أيضًا أن يعتبر أني أمّ لا يحق لي إعطاء إجابة مكان طفلة صغيرة، وأني غير قادرة على حماية ابنتي وأتسبب لها في وابل من الكراهية والشتائم والتعليقات الپيدوفيليا" وفق قولها، منتقدة الإعلام ومقدّمي البرنامجين على وجه الخصوص أمين قارة وأميمة العياري وتوجهت لهما بالقول: "نتيجة تهويلكما وكذبكما يمكن أن أحرم من ابنتي إلى حين بلوغها سن الرشد"، حسب روايتها.

 

وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حول هذه القضية، فعبّر شقّ واسع عن مساندتهم لفاتن الفازع، فدوّنت الصحفية نادية فارس بقولها: "الركوض وراء الـBuzz والإثارة سيشتت الكثير من العائلات وسيخرب الكثير من البيوت، وما يحز في النفس أنّ هؤلاء الصحفيين هم من خريجي معهد الصحافة الذي تعلمنا فيه المهنية والتعاطي بمصداقية مع الخبر ونقله دون تحريف وتبديل وإضافات وتزوير".

نادية فارس (صحفية): الركوض وراء الـBuzz والإثارة سيشتت الكثير من العائلات، وجعل تصريح الفازع مادة إثارة لأسابيع، لا يمكن أن يكون سوى متاجرة بقناعات الناس ومشاعرهم

وتابعت فارس: "الفازع حرة وعبرت عن قناعاتها، والمتفرج فارس، يمكن ألا يستمع إليها في رأيها، لكن أن تتعرض للجلد والتلاعب بها وجعل تصريحها مادة إثارة لأسابيع، فهذا لا يمكن أن يكون سوى متاجرة بقناعات الناس ومشاعرهم.. الإعلام التونسي تجاوز القاع بأميال" وفقها.

 

 

ودوّنت الباحثة والجامعية ألفة يوسف بدورها الآتي: "كل المساندة لفاتن الفازع، كل المساندة لكل أم مطلقة تعاني من عقد المجتمع وعقد الزوج، كل الاحتقار لبعض الإعلام الذي ينشد (الإثارة) على حساب كل شيء، ولم أنس ما فعلوه (أو توهموا أنهم فعلوه) بالكبير محمد الطالبي، وشاؤوا أم أبوا، وشئن أم أبين، سيظل كل إنسان حرًا في نفسه، لأن الله أراد أن يكون جوهر الإنسان حريته ومسؤوليته أمامه تعالى".

وأضافت ألفة يوسف: "في نهاية الأمر، من يعتبرون أن مسلسل (فاتن أمل حربي)، يعرض واقعًا مصريًا فقط، وأننا تجاوزنا هذه القضايا، عليهم أن يعيدوا النظر في مسلماتهم، عندما تقرأ التعليقات حول الموضوع، تفهم أننا عمومًا مجتمع سمته الأساسية النفاق والفصام والشر، ومع ذلك، ما زال الخير في تونس" وفق رأيها.

 

 

وعبّرت الكاتبة هند الزيادي من جهتها عن تضامنها مع "فاتن الفازع الأم"، وقالت: "بعض البرامج الفضائحية لا يهمها أدب ولا فكر ولا مجتمع، وحدها "نسب المشاهدة" غايتها، وفي سبيلها يمكنها أن تذبح ابن خلدون نفسه وتسلخه لو استضافته، فلا نستغرب أن يتم استدراج فاتن الفازع لحوار يشاكسون فيها طباعها الصريحة ولسانها السليط ثم اقتطاع كلامها وصنع صورة أخرى لما قالته وتأطيره بحيث يحصلون على الفضيحة التي يبحثون عنها والفرقعة الإعلامية" وفقها. 

وأضافت الزيادي: "أختلف مع الكثير من أفكارها ونهجها في الكتابة، لكن لا حقّ لأحد أن يحرم أمّا من ضناها/كبدتها بسبب رأي غير واضحة ملابساته. فاتن الفازع يتسابقون لاستضافتها وصناعة الفرقعة الإعلامية بتصريحاتها ثم يرمونها لمن ينهشها دون أن يرف لهم جفن، ولا يهم إن كان ثمن ذلك حرمانها من ابنتها! متضامنة مع الأم فاتن الفازع" وفق تدوينتها.

 

 

وتحدّث النشاط عزيز عمامي عن الحادثة، فذكر أنّ "فاتن الفازع لم تذنب، ولم تخطئ. سُئِلَت فأجابت بما يرضي العقل والإنسان. من حقّها، ومن حقّ كلّ أمّ تونسيّة، أن تكون الدّولة في صفّها متى أريد سلب أبنائها منها عقابًا على ممارستها حقها في التعبير عن نفسها، منذ سنين، هاته القضية هي أوّل قضية متعلّقة بحرّيّة التّعبير الّتي تعترضني. ليس من حقّ أي ذكر معاقبة امرأة بالمس من منصبها العاطفي والاجتماعي والتربوي مع أبنائها جرّاء تعبيرها، وكلّ جهاز يسهّل هذا ويوفّره هو جهاز رقابة قمعي، المساندة المطلقة للمواطنة التونسية فاتن الفازع".

 

 

ويشار إلى أنّ حملة التضامن مع فاتن الفازع، قابلتها تدوينات أخرى، اعتبرت أنّ الفازع تتحمّل مسؤولية ما صرّحت به، وأنه كان بإمكانها تجنّب الخوض في مسائل كهذه في الإعلام، بأن تمتنع عن الرد مثلًا، وحمّلوها جانبًا من المسؤولية فيما آلت إليه قضيّتها مع طليقها بخصوص ابنتهما.