18-مارس-2023
توفيق شرف الدين

جبهة الخلاص: توفيق شرف الدين مثّل "رأس حربة" النظام في وجه تصاعد الأصوات المعارضة

الترا تونس - فريق التحرير

 

علّقت جبهة الخلاص الوطني (معارضة)، السبت 18 مارس/آذار 2023، على مسألة تنحّي توفيق شرف الدين من رأس وزارة الداخلية التونسية، قائلة: "في خطوة مفاجئة أعلن وزير الداخلية توفيق شرف الدين استقالته من منصبه فيما أعلن رئيس الدولة من جهته أنه تولى إعفاءه وتعيين والي تونس كمال الفقي خلفًا له".

جبهة الخلاص الوطني: الخروج المفاجئ لتوفيق شرف الدين إنما يشير إلى أن أحد الأعمدة الأساسية للنظام قد سقط نتيجة اشتداد الضغط عليه في الداخل والخارج وفشله في إدارة الأزمة

واعتبرت الجبهة، في بيان لها، أن هذا الخروج الذي وصفته بـ"المفاجئ"، "مهما كانت أسبابه ومسبباته، إنما يشير إلى أن أحد الأعمدة الأساسية للنظام قد سقط نتيجة اشتداد الضغط عليه في الداخل والخارج وفشله في إدارة الأزمة الاجتماعية الخانقة التي تعصف بالبلاد"، حسب تقديرها.

وأشارت إلى أن "توفيق شرف الدين مثّل رأس حربة النظام في وجه تصاعد الأصوات المعارضة للانقلاب وتحمل مسؤولية توظيف أجهزة الأمن في الصراع السياسي بين النظام ومعارضيه"، مذكرة بأن "خطاباته وتصريحاته تميزت بالحدة في التهجم عليهم حد اتهامهم بالخيانة، الأمر الذي حدا بالبرلمان الأوروبي وفي سابقة هي الأولى من نوعها إلى تحميله شخصيًا مسؤولية تدهور حالة الحريات بالبلاد والمطالبة بقطع التعاون مع وزارتي العدل والداخلية"، وفق ما جاء في نص البيان.

 

 

وترى جبهة الخلاص أن ما سمّته "السقوط المدوي لأحد ركائز النظام إنما يؤشر على أن الانقلاب بات يعاني من الاضطراب وعدم الاستقرار الحكومي فضلًا عن اشتداد عزلته الداخلية والخارجية"، مستطردة أن "تعيين والي تونس خلفًا لشرف الدين على رأس وزارة الداخلية إنما يدل على أن النظام لم يستنتج أي درس من فشله وأنه مستمر في الهروب إلى الأمام في وجه الأزمة السياسية والاجتماعية المحتدمة ممعنًا في خطاب التقسيم والتخوين وفي التشدد على قمع الحريات".

جبهة الخلاص الوطني: تعيين والي تونس خلفًا لشرف الدين على رأس وزارة الداخلية إنما يدل على أن النظام لم يستنتج أي درس من فشله وأنه مستمر في الهروب إلى الأمام في وجه الأزمة المحتدمة

كما اعتبرت، في ذات الصدد، أن "سقوط شرف الدين إنما يمثل مؤشرًا على قصور سياسة القمع والتهديد به وعلى النهاية المحتومة لكل الطغاة"، حسب توصيفها.

 وأكدت الجبهة أن "استمرار الحكم في هدم المؤسسات الدستورية واستبدالها بمؤسسات مسخ واستمراره في مصادرة الحقوق والحريات والاعتداء عليها لن يثنيها وكافة القوى الوطنية عن مواصلة العمل والنضال من أجل عودة الشرعية الدستورية والذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكرة وقيام حكومة إنقاذ تتصدى للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية المتأكدة وتعيد لتونس مصداقيتها الدولية المهدورة"، على حد ما جاء في نص البيان. 

 

 

وكانت الرئاسة التونسية قد أعلنت، في ساعة متأخرة من ليل الجمعة 17 مارس/آذار 2023، أن الرئيس التونسي قيس سعيّد، قد أصدر أمرًا يقضي بإقالة توفيق شرف الدين من منصب وزير الداخلية. وأضافت أنه أصدر أمرًا يقضي بتسمية كمال الفقي، والي تونس، وزيرًا جديدًا للداخلية.

جاء ذلك بعد سويعات قليلة من إعلان توفيق شرف الدين، مساء الجمعة 17 مارس/آذار 2023، عن استقالته من منصبه على رأس وزارة الداخلية التونسية، بشكل غير مباشر، إذ قال في تصريح للصحفيين على هامش إشرافه على حفل تخريج الدفعة عدد 73 لعرفاء الحرس الوطني ببئر بورقبة، "شاءت الأقدار أن يكون هذا آخر لقاء إعلامي لي، لسبب بسيط هو أن الأمانة شاءت أن أخلع عن نفسي الآن رداء وزارة الداخلية، وذلك بإذن من رئيس الجمهورية قيس سعيّد"، وفق تعبيره.

وتابع شرف الدين قائلًا: "الأمانة ساقتني إلى وزارة الداخلية والأمانة اقتضت أن أخلع نفسي. وأوجه شكري للرئيس على تفهمه وضعيتي، وذلك لأن هناك أمانة أخرى نادتني ولا يمكن أن يعوّضني فيها أي شخص وهي أنني أب"، على حد قوله.

 

 

يذكر أن توفيق شرف الدين شغل منصب وزير الداخلية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021 لدى تنصيب حكومة نجلاء بودن، علمًا وأنه سبق أن تقلّد المنصب ذاته في الفترة المتراوحة من 2 سبتمبر/أيلول 2020 إلى 5 جانفي/يناير 2021. وقد تمّت تسميته في أفريل/نيسان 2021 في خطّة رئيس للهيئة العليا لحقوق الإنسان والحرّيات الأساسية برتبة وزير وهي الخطّة التي شغلها إلى غاية تعيينه حينها على رأس الداخلية.

وتوفيق شرف الدين هو من مواليد 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1968، وهو متحصل على الأستاذية في الحقوق من كلية الحقوق بسوسة وشهادة الكفاءة لمهنة المحاماة وماجستير مهني في العقود والخدمات القانونية. وهو محامي لدى التعقيب منذ سنة 2008، وعضو بالفرع الجهوي للمحامين بسوسة مكلّف بالنشاط العلمي والملتقيات العلمية منذ سنة 2013.

أما وزير الداخلية الجديد كمال الفقي فهو يشغل منصب والي تونس قبل التعيين الأخير. وهو متحصل على الإجازة في القانون الخاص ومتخرج من كلية الحقوق بتونس.

وسبق أن شغل خطّة رئيس مكتب مراقبة الأداءات بوزارة المالية برتبة كاهية مدير لإقليم تونس الكبرى، وله تاريخ نقابي صلب الاتحاد العام التونسي للشغل، وهو أصيل ولاية صفاقس.

ويٌعرف كمال الفقي بدعمه الشديد لسعيّد وكان منذ فترة وجيزة قد وصف كل المعارضة التونسية، دون استثناء، بكونها "بلا أخلاق"، رافضًا تمكين جبهة الخلاص الوطني المعارضة من ترخيص للتظاهر لكن وزير الداخلية المقال توفيق شرف الدين سمح لهم بذلك.