07-مارس-2018

حريق بمبيت مدرسي (فيسبوك)

تواترت مؤخرًا في عدة محافظات من الجمهورية التونسية حوادث حرق مبيتات مدرسية آخرها الحريق الذي جدّ فجر الجمعة 9 آذار/ مارس 2018، بمبيت الإناث بالمعهد الثانوي بالسبالة من محافظة سيدي بوزيد، وخلّف أضرارًا مادية جسيمة. وقد تم تسجيل 6 حوادث أخرى مماثلة خلال الأسابيع الأخيرة في محافظات سليانة وقفصة والقصرين وسيدي بوزيد والقيروان.

مساء الخامس من شهر شباط/ فبراير الفارط، نشبت أولى هذه الحرائق في مبيت للفتيات بمدينة تالة التابعة لمحافظة القصرين وأسفر عن وفاة الطفلتين رحمة السعيدي (13 عامًا) وسرور الهيشري (14 عامًا)، الأمر الذي أثار غضبًا واستنكارًا في صفوف التونسيين.

[[{"fid":"98732","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":666,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

حريق مبيت معهد السبالة بسيدي بوزيد (فيسبوك)

نجيب السلامي (نقابة التعليم): تكرّر الحرائق بشكل فجئي يهدف للتغطية على وزارة التربية

ولكن المأساة لم تنته هنا، فبعد أقل من أسبوع تعرّض مبيت ثان للفتيات، في منطقة كسرى من محافظة سليانة، إلى حريق هائل أتى على المبنى بأكمله. وبدا حينها للبعض أن المبيتات المدرسية أصبحت عرضة لعملية استهداف ممنهجة، وهو ما روجه الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي.

نقابة التعليم: تكرر الحرائق في مصلحة وزير التربية

وزير التربية التونسي حاتم بن سالم اعتبر حينها في تصريح إذاعي أن استهداف مبيتات الفتيات "ليس صدفة"، مؤكدًا أن وزارته قامت برفع قضية ضد مجهول بشأن هذه الحرائق.

موجة الحرائق استمرت لتستهدف مؤسسات تربوية أخرى في جهات مختلفة، علمًا وأن هذه المبيتات تحتضن تلاميذ العائلات التونسية المعوزة، والتي تقطن بعيدًا عن المؤسسات التربوية، علاوة على الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها هذه العائلات عادة.

نجيب السلامي، الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الثانوي، التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل أكبر منظمة نقابية في تونس، وصف في تصريح إعلامي الحرائق المتتالية بـ"العمل الممنهج" مرجحًا أن يكون تكرّر الحرائق بشكل فجئي" بهدف التغطية على وزارة التربية، التي تتحمل مسؤولية الحريق الأول بتالة والذي نتج عنه خسائر بشرية".

وكانت جامعة التعليم الثانوي على لسان كاتبها العام لسعد اليعقوبي قد اتهمت في ندوة صحفية انعقدت أواسط شهر شباط/ فبراير الفارط وزارة التربية بـ"محاولة تضليل الرأي العام في قضية حريق مبيت تالة". وكشف اليعقوبي آنذاك أن الأشغال في هذه المؤسسة التربوية قد انطلقت منذ 4 سنوات في صفقة أسندت إلى أحد المقاولين لكن الأشغال لم تتقدم إلا بنسبة ضئيلة لا تتجاوز 30 في المائة في ظل غياب الرقابة، حسب تصريحاته.

من جهته، تساءل كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بمحافظة سليانة نجيب البرقاوي في تدوينة في حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "عما إذا كانت هذه الحوادث مجرد حرائق أم أنها تدمير ممنهج للمدرسة العمومية" ملمّحًا إلى إمكانية أن تكون "عملية تخويف وتنفير من المدرسة العمومية تمهيدًا لفتح مبيتات خاصة لتلاميذ المرحلة الثانوية".

اقرأ/ي أيضًا: تلاميذ تونس..بين ضغط النقابات وقرارات الوزير

رغم تأكيدات السلطات المعنية أن الحرائق تمت بفعل فاعل، لم تتضح حقيقة المتورطين بشكل جلي، وإن كان الفاعل واحدًا أو لا 

إيقافات متواصلة.. 

في المقابل، أدانت وزارة التربية في بلاغ لها صادر بتاريخ 26 شباط/ فبراير 2018 تواتر حوادث الحرق بالمبيتات المدرسية وأعلنت أنها بصدد التنسيق التام مع مصالح وزارتي العدل والداخلية والسلطات الجهوية لتحديد المسؤوليات والتحقيق في ملابسات اندلاع هذه الحرائق، فضلًا عن اتخاذ التدابير الكفيلة بمزيد تأمين المبيتات وتعزيز شروط السلامة بها. وأفادت أنه تم تشكيل خلايا أزمة مركزيًا وجهويًا للمتابعة والتوقي من تكرّر حدوثها.

ورغم تأكيدات السلطات المعنية أن هذه الحرائق تمت بفعل فاعل، لم تتضح حقيقة المتورطين بشكل جلي، وإن كان الفاعل واحدًا أو لا وإن كانت الأهداف مشتركة أم متباينة. وفي المقابل، أعلنت وزارة الداخلية التونسية أنها قامت بإيقاف 4 تلاميذ اعترفوا بضلوعهم في إضرام النار بمبيت السبيخة من محافظة القيروان فجر يوم 6 آذار/ مارس الجاري. كما تمكنت وحدات أمنية من إيقاف 8 تلاميذ منقطعين عن الدراسة للاشتباه في تورطهم في محاولة حرق معهد بمنطقة مكثر من محافظة سليانة. وإيقاف 4 تلميذات مقيمات بمبيت معهد السبالة بسيدي بوزيد بتهمة التورط في حرق المبيت واعترفن أنهن قمن بذلك "كتعبير منهن عن عدم رضاهن عن ظروف الإقامة"، حسب بيان للداخلية.

جدير بالذكر أن تونس كانت قد شهدت موجة حرائق سابقًا ولكنها لم تستهدف المؤسسات التربوية. حيث تعرضت مقامات لأولياء صالحين في مناطق عديدة للحرق بين سنتي 2012 و2013. ووقع حينها اتهام منتمين للتيار السلفي التكفيري بالوقوف وراء هذه الأعمال.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تلاميذ تونس ينتفضون من جديد

المعلّمون النواب.. أزمة الموسم الدراسي الجديد في تونس